تنفس اللاجئون السوريون في الدانمارك الصعداء إثر فوز الكتلة الحمراء منذ أيام بعد سلسلة من قرارات التضييق بحقهم خلال الأشهر الماضية.
وتتكون هذه الكتلة من خمسة أحزاب، يتزعمها حزب الديمقراطيين الاشتراكيين، الذي ظل في المعارضة خلال السنوات الأربع الماضية.
فيما مُني "حزب الشعب" المناهض للهجرة واللجوء بهزيمة كاسحة وخسر أكثر من نصف مقاعده في البرلمان بعد أن كان يتجاوز على مدى العقود الأخيرة حاجز الـ 20% من أصوات الناخبين، وأظهرت النتائج انخفاض نسبة أصواته من 21.1 إلى 8.7 أي أكثر من النصف، ويأمل اللاجئون أن يتم تصويب أوضاعهم وتعديل القوانين المجحفة التي سُنّت بحقهم خلال الأشهر الأخيرة، واستعادة الحقوق التي سلبت منهم من قبل الاحزاب اليمنية، بدءاً بتحسين فرص جمع الشمل للعائلات ومروراً بحقوق اللاجئين الجدد التي سحقت وصولاً إلى تمديد إقاماتهم وإعطائهم الجنسية الدنماركية في ظل هذا التغيير في البلاد، وعبّر المحامي "مصطفى نعوس" في حديث لـ"زمان الوصل" عن أمله بأن يفي الحزب الفائز بوعوده التي قطعها على نفسه ومنها "فتح الحدود أمام المهاجرين الذين لا زالوا يتوافدون إلى كل أنحاء أوروبا ما عدا الدنمارك". و"منع إغلاق المدارس الإسلامية الخاصة"، و"إلغاء سقف المعونات الاجتماعية للفئة غير القادرة على العمل" و"معالجة موضوع التقاعد المبكر للمرضى والضعفاء فيزيولوجباً أو نفسياً" و"زيادة فرص التعليم العالي للطلاب الذين ينحدرون من أصول غير دنماركية وخصوصاً المسلمين منهم"، و"إعادة تقديم معونة دعم السكن خصوصاً في ظل غلاء الأجور بشكل يفوق الرواتب وكل التوقعات".
ولفت المصدر إلى أن الطلبات والمفاوضات التي تجري حالياً في الدانمارك عقب الانتخابات الجديدة ستصب في مصلحة اللاجئين فيما لو تشكلت حكومة حمراء، ولكن هذا لا يعني أن الاشتراكيين الديمقراطيين منفتحون على اللاجئين بشكل ملحوظ -كما يقول- فقد اعتمدوا في حملتهم الانتخابية أيضاً على تبني الكثير من الايديولوجية والخطاب المتشدد للأحزاب اليمينية فيما يتعلق باللاجئين.
وتابع المحامي المعني بشؤون اللاجئين في الدنمارك أن "اللاجئين لا زالوا يشعرون بالقلق حيال ملف الترحيل والمعلق نتيجته إلى الآن بيد مجلس اللاجئين الأعلى في الدنمارك Udlændingenævnet -السلطة الأعلى في قضايا اللجوء- وسيكون لإلغاء هذا القرار آثاره الإيجابية على أصحاب الحماية وهم حوالي 4000 لاجىء سوري.
"نعوس" الذي يدير شركة قانونية دولية في "كوبنهاغن" أكد أن لا تغيرات إيجابية حتى الآن بخصوص أوضاع اللاجئين بل على العكس -كما يقول- فالحكومة الحمراء مازالت تتشدد في موضوع اللاجئين الذين ينتظرون تشكيل الحكومة ليتضح ماهي الأحزاب التي ستتكون منها، وعندها -حسب قوله- ستتضح السياسة الجديدة وخاصة فيما بتعلق باللاجئين.
ويعيش أغلب اللاجئين حالة من عدم الإرتياح والقلق مخافة الترحيل فيما لو طبقت الحكومة الجديدة القرارات السابقة ولم تلتفت لوعودها. وكان زعيم اليمين المتشدد كريستيان ثولسن دال قد طالب بتشديد قانون الأجانب، في ما يتعلق باللاجئين ويشمل نحو4500 سوري وفلسطيني، بـ9 نقاط مقترحة لترحيلهم إلى بلدهم الأصلي ويعتبر "برنامج الإعادة إلى الوطن" تغييراً جذرياً يطال مستقبل الآلاف من الحاصلين على "لجوء مؤقت".
وعلى عكس المعمول به اليوم، بتحويل الحماية المؤقتة إلى دائمة من خلال تجميع نقاط اندماج وتعلم لغة وانخراط في عمل ودراسة فإن العمل سيتركز على تسريع الترحيل، بموافقة وتأييد يسار الوسط.
وبلغ عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى الدانمارك في السنوات القليلة الماضية حوالي 35 ألف و800 لاجئ من عدة جنسيات بينهم سوريون.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية