أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سيرة الشهداء... ماهر شرف الدين*

الساروت، بريشة الفنان السوري حسام علّوم

الساروت

القطنُ في أنفه وأُذنيه
يُزيد البياضَ في المشهد
وعيناه اللتان
أطبقهما الرفاقُ بعد موته
تستمرَّان في التحديق.

تابوته تحوَّل إلى آلةٍ للزمن
أعادتنا سنواتٍ ثمانيةً
إلى اليوم الذي
كانَ الهتافُ فيه
مزقةً من الروح.

لمثله يحزن الشعبُ
ولمثله تترقرقُ الخدودُ
إلى أن تكتسبَ
ملمسَ الدمع.

في حنجرته طائرٌ
وعلى جبينه طائرٌ
صَنَعا الهالة الموعودة
لحارس الكرامة المبجَّل.


ديون

سدَّدناه دمعاً

الماءُ الذي شربناهُ
كأنه دَيْن!


رسالة مُربكة

في بريدي
صورةُ شابّ مبتسم
مع رسالةٍ يقول مرسلها
بأنَّها لصديقه الذي
استشهد بالأمس
وإنه لا يجيد الكتابة العاطفية
ويطلب مني أن أساعده
بكتابة مرثية ينشرها على صفحته.

كم هي مُربكةٌ تلك الرسالة
تماماً كابتسامة الشهيد
في الصورة.


سيرة الشهداء

لشدَّة التصاقهم بالتراب
تحوَّلوا إلى أشجار
ولشدَّة التصاقهم بالسماء
تحوَّلوا إلى غيوم.

هؤلاء الشهداء
وهذه سيرتهم.

*من كتاب "زمان الوصل"
(219)    هل أعجبتك المقالة (204)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي