بعد مشاجرة مع عنصر من الدفاع المدني..لبنانيون ينتقمون بإحراق خيام لاجئين سوريين

اقدم شبان من منطقة "ديرالأحمر" فجر اليوم الجمعة على إحراق خيام تابعة للاجئين السوررين في مخيم "الكاريتاس" في البقاع الأوسط غربي بعلبك،

فيما يحاول الجيش اللبناني إيقاف الحريق بالتعاون مع الدفاع المدني اللبناني.

يأتي ذلك بعد ساعات من نشوب الحريق في المخيم نفسه الواقع في أرض مجاورة لحاجز للجيش اللبناني في منطقة "دير الأحمر" بقضاء "بعلبك"، ما أدى إلى وقوع "إشكال" بين لاجئين سوريين وعنصر من الدفاع المدني اللبناني.

وأكد ناشط فضل عدم ذكر أسمه لـ"زمان الوصل" أنه عند نشوب الحريق سارع عناصر من الجيش اللبناني يرافقهم عشرات من اللاجئين السوريين من مخيم "الكاريتاس" للسيطرة على ألسنة النيران قبل أن تمتد لحرم المخيم الذي تسكنه 150 عائلة قوامها نحو 1500 شخص.

وأضاف الناشط "بعد التمكن من السيطرة على النيران والعمل على إخمادها على بعد خمسة أمتار من حرم المخيم وصلت سيارة الدفاع المدني اللبناني لمكان الحريٌ، لتحدث "مشادة كلامية" بين سائق سيارة الدفاع المدني وأحد سكان المخيم فما كان من سائق السيارة إلا أن أقلع بسيارته وقام بدهس خيمتين للسوريين في المخيم نفسه، الأمر الذي أثار هلع صاحب الخيمتين نتيجة وجود أطفاله وزوجته بداخلهما وتزامن ذلك مع ردة فعل غاضبة من لاجئي المخيم الذين أقدموا على ضرب السائق وشتمه وتحطيم زجاج السيارة.

ونفى الناشط أن يكون "للشجار" الذي حدث في مخيم "الكاريتاس" أي خلفيات "تخريبية" أو نيات "عدائية" مبيتة تجاه مؤسسة الدفاع المدني اللبناني، مشيرا إلى أنه لا يتناسب وردة الفعل القاسية التي صدرت عن مؤسسات وجهات رسمية وأمنية لبنانية أقدمت على اعتقال 35 شخصا من اللاجئين واقتيادهم الى المخفر.

واستهجن الناشط ردة الفعل الشعبية "الغوغائية" التي قام بها بعض سكان البلدة بعد حضورهم بسياراتهم إلى حرم المخيم وقيامهم بعمليات التشفيط وإرهاب سكان المخيم والتهديد بحرق خيمامهم.

وأكد الناشط على حدوث حالة فرار جماعي قام بها سكان المخيم بعد تعرضهم لتهديدات مباشرة بحرق المخيم إلى منطقة "إيعات" وأماكن أخرى مجاورة للمخيم.

وكانت جهات حكومية وأمنية لبنانية قد تفاعلت مع حادثة "الشجار" التي كان أحد طرفيها عنصر في الدفاع المدني اللبناني بطريقة عنصرية مفضوحة، إذ أعلن محافظ بعلبك الهرمل "بشير خضر" مساء أمس الأربعاء حظر تجوّل النازحين السوريين في "دير الأحمر".

وقال في بيان "بعد الاعتداء السافر الذي تعرّض له عناصر الدفاع المدني من قبل نازحين سوريين في دير الأحمر، وبسبب الغضب العارم الذي يسيطر على شباب البلدة، ومنعاً لمزيد من الاحتقان والاستفزاز وتجنباً لأي إشكال قد يطرأ بين الطرفين، وحفاظاً على أمن أهالي البلدة والإخوة السوريين على حدٍّ سواء، وبعد التواصل مع رئيس بلدية دير الأحمر لطيف القزح، نعلن فرض منع تجوّل على النازحين السوريين من الآن وحتى صباح يوم الجمعة، مع متابعتنا الحثيثة مع الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على المعتدين".

ودعا النازحين السوريين الى التعاون الكامل مع الأجهزة الأمنية، وعدم إيواء اي من المعتدين تفادياً لأي اجراءات جديدة بحقهم.

من جانبه طالب عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب "انطوان حبشي"، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالب "بتفتيش دقيق للمخيم في ظل المعلومات عن افتعال الحريق وظهور أسلحة بيد بعض النازحين وتكرار الاشكالات معهم".

يذكر أن مصير العوائل اللاجئة التي فرت من مخيم "الكاريتاس" خوفا من التهديدات ما يزال مجهولا.

وتوجس ناشطون من احتمال أن تطالهم أيادي الأذى من قبل شبان راحوا يتسكعون في محيط المخيم من ساعة حدوث الإشكال مع عنصر من الدفاع المدني اللبناني.

وناشد الناشطون المنظمات الإنسانية والحقوقية للمبادرة لحمايتهم والحفاظ على أمنهم وحياتهم.