يستقبل الرئيس الأمريكي باراك اوباما، الاثنين 18-5-2009، في واشنطن، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اول لقاء بينهما منذ تسلمهما مهام منصبيهما، على خلفية خلافات حول الشرق الاوسط وايران.
ويشدد اوباما وادارته على "حل الدولتين" لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، فيما يرفض رئيس الوزراء الاسرائيلي تحمل مسؤولية انشاء دولة فلسطينية مستقلة.
ويحمل نتنياهو، الذي وصل صباح الاحد الى واشنطن، "مقاربة جديدة" للمشكلة الفلسطينية. تقوم على اجراء مناقشات والتعاون على الصعيد الامني والتنمية الاقتصادية الفلسطينية. وقال ايضا انه يأمل في تجديد المحادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الاسابيع المقبلة.
لكن ذلك قد لا يكون كافيا في نظر اوباما وادارته. فالادارة الأمريكية تريد ان يوقف نتنياهو بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، عملا بخريطة الطريق، وهي آخر خطة دولية تطالب بتجميد الاستيطان.
من جانبه، ينوي نتنياهو الاستمرار في سياسة توسيع المستوطنات القائمة خصوصا في القدس الشرقية التي ضمت في 1967 وكبرى الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية.
من جهة اخرى، ثمة خلاف آخر حول قرار باراك اوباما فتح حوار مع ايران لردعها عن الاستمرار في طموحاتها النووية.
وتقلق هذه المقاربة الجديدة اسرائيل التي تحتفظ بخيار استخدام القوة وتنادي بالحد من هذا الحوار. وفي رأي نتنياهو، فإن التهديد الذي يمثله البرنامج النووي الايراني هو اولوية وتفوق اهميته اهمية التوصل الى حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.
وأكد مستشار لرئيس الوزراء الاسرائيلي أن الأخير يعتزم التركيز على سبل منع ايران من الحصول على أسلحة نووية.
وقال مستشار نتنياهو للامن القومي عوزي أراد، قبل ساعات من الاجتماع "وفقا للخطط سيركز نتنياهو على موضوع تملك ايران أسلحة نووية".
وأضاف للصحفيين "هذا واضح لانه ليس تهديدا للوجود فيما يخص أمن اسرائيل فحسب ولكن لان ايران تحقق باستمرار تقدما باتجاه الحصول على قدرات عسكرية نووية".
ومضى يقول "انه هدف مشترك لكلتيهما (اسرائيل والولايات المتحدة) منع ايران من الحصول على هذه القدرات سيكون محور المحادثات".
وقال اوباما الذي يسعى للحوار مع ايران بشأن عدة قضايا من بينها برنامجها النووي وافغانستان في مقابلة مع مجلة نيوزويك انه يأمل في اقناع نتنياهو بأن النهج الامريكي هو الافضل.
وقال أوباما "بامكاني أن أدلل لاسرائيل باعتبارها حليفا على ضرورة اتاحة الفرصة لهذا النهج الذي نتبعه وعلى انه يتيح امكان تحقيق الامن لا للولايات المتحدة فحسب ولكن أيضا لاسرائيل وعلى أنه يفوق البدائل الاخرى".
وهوّن أحد مساعدي اوباما في وقت سابق من شأن احتمال أن يتسم الاجتماع بالمواجهة وقال يشأن موضوع اقامة دولة فلسطينية "الرئيس لا يعتقد أن الامر يسير في اتجاه سيء".
وذكر مسؤولون أمريكيون أن أوباما سيدعو لهذا المبدأ في محادثاته مع نتنياهو التي تهدف الى احياء عملية السلام المتوقفة. ومع سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة، وعدم احراز تقدم يذكر في المفاوضات المجمدة الان المتعلقة باقامة دولة فلسطينية والتي كانت استؤنفت في أواخر فترة رئاسة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش يقول نتنياهو ان المحادثات يجب أن تركز بدلا من ذلك على قضايا اقتصادية وأمنية وسياسية.
ويرفض الفلسطينيون هذا النهج قائلين انهم لن يتفاوضوا مع حكومة نتنياهو التي يهيمن عليها اليمين، الا بعد أن يلتزم بالتوصل لحل للصراع يقوم على أساس وجود دولتين ويوقف توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية