أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السيد : كانت هناك صفقة للبحث عن " ضحية سورية دسمة " .

القضاء اللبناني متورط وسأقاضي ميلس

قال اللواء الركن جميل السيد المدير العام السابق للأمن اللبناني إنه بدأ إجراءات دعوى قضائية ضد ديتليف ميليس الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وذلك على خلفية ما سماها مناورة للتضحية به في إطار ذلك التحقيق.


وقال السيد -الذي أفرج عنه مؤخرا بقرار من المحكمة الدولية الخاصة بالحريري بعد أن قضى زهاء أربع سنوات خلف القضبان- إنه كان ضحية مناورة من لجنة التحقيق الدولية التي كانت تبحث عما سماها ضحية دسمة لتلصق بها تهمة اغتيال الحريري.


وأفاد السيد الذي كان ضيف برنامج "حوار مفتوح" على قناة الجزيرة أمس إنه التقى في 31 مايو/أيار 2005 في بيته مع غيرهار ليمن رئيس فريق المحققين ضمن لجنة التحقيق الدولية والملحق الأمني في السفارة الألمانية في بيروت، وتم خلال اللقاء عرض صفقة تقضي بالبحث عن ضحية سورية دسمة أو أن يكون هو الضحية.


وروى السيد أن ليمن طلب منه أن ينقل رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد مفادها ما يلي: تقوم سوريا بتعيين لجنة تحقيق محلية تحقق في ظروف اغتيال الحريري وتختار ضحية سورية دسمة تعترف بارتكاب الجريمة دون دفع من النظام وإنما لاعتبارات شخصية أو مادية أو ما شابه، ثم يعثر على هذه الضحية الدسمة مقتولة في حالة انتحار مع رسالة ومسدس.


وطلب السيد من المحقق الألماني ليمن تحديد مستوى تلك الشخصية فرد ليمن قائلا: شخصية دسمة من مستوى رستم غزالة فما فوق.


ونقل السيد عن ليمن قوله: تدعونا سوريا بعد هذا للتحقيق ونطلع على الوضع وندخل في تفاوض لنصل إلى تسوية شبيهة بتلك التي تم التوصل لها مع الزعيم الليبي معمر القذافي بشأن قضية لوكربي.

وواصل السيد نقل ما جاء على لسان ليمن: إذا كان السوريون لا يريدون ضحية سورية فلا بأس من ضحية لبنانية دسمة. وحسب السيد فقد تدخل الملحق الأمني ليقول: إن الضحية ليست ريمون عازر رئيس المخابرات اللبنانية. فرد عليه السيد: أنا ضحية دسمة. ففال له الملحق الأمني: لمَ لا؟.

مناورات التحقيق
ورد السيد على المحقق الألماني قائلا: لا مانع لدي من الذهاب إلى سوريا لنقل الرسالة لكن سؤالي لك هو التالي: هل لديك دليل أو مؤشر صغير حتى نطرح معها هذه التسوية؟ فكان رد ليمن: لا يوجد دليل لكن سوريا متهمة وستبقى متهمة إلى أن تثبت بنفسها براءتها.


وتساءل السيد عن خلفيات ذلك المقترح ومدى كونه جزءا من مناورات التحقيق أم يعكس رغبة جدية في التوصل لتسوية.


وقال إنه اتصل بعد أيام هاتفيا بليمن ليسمع منه من جديد ذلك المقترح واغتنم الفرصة ليسجل تلك المكالمة الهاتفية كما سجل محادثات أخرى في إطار المفاوضات التي بقيت مستمرة إلى غاية 15 أغسطس/آب 2005 قبل أن يتم اعتقاله في 30 من نفس الشهر.


وقال السيد إنه رفض المشاركة في ما وصفها بالكذبة، مشيرا إلى أنه عرض عليه عدة إغراءات مقابل ذلك بينها منصب وزاري.


وقد أرسل السيد -حسب ما قال- نسخا من التسجيلات الصوتية إلى المحكمة الدولية الخاصة بالحريري وإلى القضاء اللبناني في المراحل الأولى من التحقيق التي كان يشرف عليها القاضي ميليس.


وأوضح السيد أن محكمة في العاصمة الفرنسية قبلت النظر في دعوى رفعها ضد ميليس يتهمه فيها بالافتراء والتشهير، مشيرا إلى أن قضاة تلك المحكمة وضعوا ميليس تحت الفحص، ونفس الشيء طبق على السفير اللبناني جوني عبدو الذي وصفه بأنه أحد أركان اللعبة وساهم في عملية التشهير بالضباط من خلال وسائل الإعلام.


وخلال المقابلة جدد السيد الهجوم على مسؤولين كبار في القضاء اللبناني واتهمهم بالمشاركة في تلك المناورة، وطالب بالتحقيق مع جميع الأطراف القضائية والأمنية التي سعت لتوريط أربعة ضباط لبنانيين في اغتيال الحريري.

الجزيرة - زمان الوصل
(88)    هل أعجبتك المقالة (89)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي