اعتبرت مصادر دبلوماسية في تصريحات خاصة لـ ايلاف انه كلما امعن المسؤولون الاميركيون ونظراؤهم السوريون في التصريح والتأكيد على انه لا صفقة سوريا اميركية على حساب لبنان وجب على اللبنانيين وعلى كل المراقبين ان يكونوا متيقنين بأن الصفقة بين الطرفين قد انجزت وانقضى امرها لأن التاريخ يعلمنا بأن الطرفين يجيدان فعلا ابرام الصفقات ومن ثم انكارها.
وقالت المصادر صحيح إن الإدارة الأميركية جددت العقوبات مرة اخرى على دمشق ولكن الصحيح أيضا ان هذا التجديد سيكون على الارجح التجديد الأخير خصوصا وانه كان من اللافت ان قرار تجديد العقوبات صدر خلال زيارة مسؤلين اميركيين رفيعين الى دمشق وربما شرحا الحيثيات وطمأنا سوريا على ان هذا الإجراء ليس إلا إجراء إداريا بانتظار تصويت المشرعين الأميركيين على إلغاء قانون محاسبة سورية وهو الامر الذي تلح وتطالب به دمشق.
اما في دمشق يكتفي بعض المسؤولين السوريين الذين تيسر لإيلاف الوقوف على ارائهم بالحديث بعموميات لاتغني ولاتسمن فضول اي صحافي فالسوريون يقولون انهم مع سيادة لبنان واستقراره واستقلاله وانهم يتركون للبنانيين تقرير طبيعة العلاقات التي يريدونها مع دمشق وعندما نسألهم إن كانوا يرضون بحكومة مناهضة لهم في بيروت يعودون للقول ان لبنان سيد نفسه وان الحكومة اللبنانية هي من تقرر مصالحها وكيف تحققها.
في الواقع إن اهم الملفات التي يمكن ان يتفاهم عليها السوريون والاميركيون هو الملف اللبناني وقد تكون كلمة التفاهم افضل من كلمة الصفقة فدمشق تخفف ضغطها على حلفاء واشنطن في بيروت وفي المقابل فإن واشنطن تغض الطرف عن عودة النفوذ السوري الى الحياة الداخلية في لبنان وهو ما بدى واضحا في الانتخابات النيابية اللبنانية الحالية حيث نشاهد عودة قوية لابرز رموز الحلف مع سوريا على لوائح المعارضة في لبنان .
ويرى المراقبون ان واشنطن ليس بيدها اي خيار فهي اختبرت القدرة السورية على التأثير في لبنان فهي وعبر اصدقائها هناك قادرة على الامساك باحشاء السياسة الداخلية اللبنانية كما انها قادرة على تفريغ اي قرار دولي حول لبنان من مضمونه خصوصا فيما يتعلق بحزب الله الذي يشكل الضمانة السورية الكبرى في لبنان .
بالمقابل يمكن لدمشق ان تمون على حليفها في لبنان لتهدئة من نوع ما تتيح للرئيس الاميركي باراك اوباما ان يتفاخر بأنه وعبر تفاهمه مع دمشق حقق هدف تحقيق الهدوء (وان لفترة محددة ) بين لبنان واسرائيل بانتظار بلورة رؤية اوباما الجديدة للحل في الشرق الاوسط التي يقال انه يعمل عليها بالتعاون مع اصدقاء واشنطن في المنطقة وغير بعيد عن اجواء دمشق.
ولعل التفاهم الاميركي السوري حول لبنان سيضمن ان تجري الانتخابات النيابية اللبنانية في اجواء هادئة نسبيا محددة باطارات التنافس الانتخابي وان كان كلا الطرفين واصدقاءهما سيستعملان اقسى الاسلحة السياسية والمالية ليفوز حليفه في هذه الانتخابات التي سوف تحدد مستقبل لبنان لسنوات طويلة .
اما بالمقياس السياسي فيمكن اعتبار ان التفاهم الاميركي السوري سقفه الانتخابات اللبنانية فإذا فاز حلفاء دمشق فعلى واشنطن ان تقدم المزيد من التنازلات مقابل ان توافق دمشق على اشراك اصدقاء واشنطن في حكومة لبنانية موسعة تضمن لهم المشاركة او حق النقض فيما يسمى لبنانيا بالثلث المعطل اما اذا فاز اصدقاء واشنطن فإن اصدقاء دمشق لديهم من الضمانات ما يكفيهم شر استجداء المشاركة في الحياة السياسية ودرس 7 آيار 2007 مازال ماثلا في اذهان الجميع .
اذا فلتنكر دمشق وواشنطن وجود صفقة او تفاهم حول لبنان ولكن بالمقابل لا يوجد كثير من العقلاء ممن يصدقون هذا الكلام ، بحسب المصادر الاولى، واطلاق الضباط الاربعة كان حجة جديدة تدعم رأي هؤلاء العقلاء بانتظار حجج اخرى تبرز الى السطح شيئا فشيئا تضاف الى تزاحم الوفود والمسؤولين الاميركيين الذين باتت اجواء دمشق تعجبهم كثيرا هذه الايام.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية