أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سوريو لبنان الكرامة والشعب العنيد.. عبد الرزاق دياب*

من مخيمات السوريين في عرسال - جيتي

قد يكون مصطلحاً آثماً الآن في أن أطلق (سوريو لبنان) على المهجرين السوريين في لبنان، وهي قد تذكر مباشرة بتسميات أطبلقت على الفلسطينيين الذي هجرهم الصهاينة إلى دول الجوار، ولأن كانوا يأملون بعودة قريبة اختاروا المخيمات سكناً مؤقتاً لكن أقدارهم القاسية أعادت سيرة نكبتهم مرات عدة.


هذا ما حصل أيضاً مع سوريي الجولان الذين حولتهم الطغمة الحاكمة إلى نازحين أبديين ومن ثم مهجرين في اصقاع الأرض، وأنهت أحلامهم بالعودة إلى بيوت الأهل التي ستتحول إلى مستوطنات عبرية تطل على دمشق.


ما يقسم القلب اليوم هو ما يحصل مع السوريين في لبنان كحالة استثنائية من العداوة والتنمر، وبأيدٍ خبيثة تستخدمهم في أجندة حزب الله الداخلية والإيرانية، ومع كل شهر فضيل تطل القرارات الكيدية والقهرية بهدم المخيمات في عرسال القريبة من الحدود، وتهجير العمالة التي تنافس كسالى بيروت، والمداهمات والإهانات والتوقيف القسري، وهذا عدا عن تسليم المطلوبين للنظام الذين سينتهون إلى الأقبية أو القبور.


لبنان الشقيق الصغير لسورية لطالما عاش على خيراتها وجوارها، ومنها كان يستنير بكهرباء البلاد القومية عندما كان يهبها البعثيون لمواليهم، ولدوام الولاء للأسد الأب، وبجهود وشقاء بسطاء سوريا أعاد بناء ما دمرته حرب الطوائف التي كانت يد النظام موغلة فيها حتى آخر الدم، وكانت ملاذ الفارين من عدوان الصهاينة على الممانعين الذين زينت صورهم صدور بيوت السوريين، وجمعت لهم التبرعات المالية، وسكنوا بيوت السوريين كأنها بيوتهم، ولم يوضع لبناني واحد في خيمة تتلاقفها الريح والثلج، ولم تتهم لبنانية واحدة بشرفها وعفتها عندما كان من الممكن شراءها وبيعها.


ترى لماذا هذا الحقد، ولماذا كل تلك الاستكانة من جانب من يحبون سورية الشعب؟؟، ونحن إذ نعرف الإجابة لكننا نعيدها على أسماع الحاقدين...أما الحقد فله أهله ممن يرون في هؤلاء بقية كرامة يجب دوسها لتعود صاغرة إلى حذاء البعث الذين طالما داس هامات اللبنانيين الغيارى، والاستكانة هي في سطوة إيران وتنازع العرب مع الفرقاء الآخرين على الولاء.


الأمن اللبناني وبقرارات جديدة سيهدم بيوت المخيمات الاسمنتية في عرسال، وهذا يعني أن تبيت آلاف العائلات في العراء بعد فشل ترحيلهم إلى دمشق بالإقناع والقمع والاضطهاد، وتحميلهم عنون بعربات التهليل بعودة اللاجئين إلى حضن من اضطهدهم ورماهم خارج حدود البلاد، وبالتالي إعادتهم ليدافعوا عن كرسي النظام وإكمال مغامرته العسكرية في شمال وشرق البلاد.


التاريخ لن يرحم هؤلاء الحاقدين من عون إلى صهره إلى شيخ المقاومين في سردابه، وهذه التغريبات القاسية ستحفر ما تحفر في قلوب الصغار الذين عاشوا وطأة القهر صيفاً وشتاء في لبنان المفتوح على ملفات الممولين والسادة..لبنان الكرامة والشعب العنيد.

*من كتاب "زمان الوصل"
(179)    هل أعجبتك المقالة (202)

2019-05-29

اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك.


2019-05-29

عبد الرزاق دياب شكراً.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي