أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إدلب.. معركة الاتفاقات المفضوحة*

قصف على ريف إدلب - جيتي

السيناريو الأول لمعركة إدلب شارف على نهايته، وحققت روسيا والنظام ما أراداه من الخطوة الأولى، وحققت معهما بقية الأطراف الأخرى مبتغاها في التصريحات وضرورة العودة إلى روح الاتفاقات المعلنة في سوتشي وأستانا.


الأوروبيون الذي شكلوا ذات يوم العمود الفقري لما كان يعرف بمحورأصدقاء الشعب السوري الذي تلاشى كأنه لم يكن..هؤلاء اتفقوا أخيراً وفي بيان مقزز على ضرورة وقف الهجوم على مناطق المعارضة والعودة إلى الاتفاقات بين الدول الراعية والحفاظ على مناطق خفض التصعيد..بيان يعكس بالضبط ماذا تعنيه دماء السوريين لهؤلاء المتحضرين.


الأمريكان المتحفزون إنسانياً وعسكرياً، ورعاة حقوق الإنسان، وتقيم مؤسساتهم الدنيا ولا تقعدها على سجين رأي في مكان ما لم تفلح كل الجثث المسحوقة تحت البيوت في أن يهتم مسؤول أمريكي كبير بما يجري في إدلب..سوى أن ما يحصل في إدلب قد تبلغوا به من قبل الروس وأن مدته محدودة حسب تصريح مسؤول صغير.


المسؤول الأمريكي لم يحدد بالضبط إن كانت تتضمن المدة المحددة للحملة أعداد من ستقتلهم طائرات روسيا وحلفائها، وكذلك من سوف يتم تهجيرهم إلى الجحيم، حيث الحدود المغلقة، والمطاردات الغادرة التي بالتأكيد ستنتقم من صائم مسن ينتظر إفطاره تحت ظلال شجرة زيتون.


العرب على مواقفهم الصامدة يمثلون دور الميت، وهم كذلك بوضعية الميت دول وجماعات ومؤسسات وشخصيات اعتبارية، وحتى رمضان المفعم بالمشاعر الملتهبة التي تثيرها الشعائر في أن مسلماً يموت بقصف جوي لحظة الإفطار..حتى هذه أيضاً لم تحرك ساكناً في جموع الموتى الذي يتابعون مسلسلات الشهر الفضيل مع التمر والعصائر وأصناف الكبسة.


المعارضة السياسية النائمة لم تقصر كعادتها فقد أخذت الإذن من رعاتها لإصدار بيانات وتصريحات تندد بالجريمة، وبعض وجوهها خرجوا إلى الشاشات ليعلنوا تضامنهم مع الأموات والمشردين، وأن هذه الحملة ستفشل في تحقيق كل أهدافها..نعم ستحقق الحملة أولى أهدافها في شرعنة ضرب الإرهاب الإدلبي أي وقت وتحت أية ذريعة.


بعض هؤلاء المعارضين كان واضح الأجندة ولم يتستر تحت شعاراتهم المعهودة..خرج خالد المحاميد ليتهم النصرة في إدلب بأنها تملك أسلحة كيماوية يمكن أن تستخدمها، وهذا إطلاق ليد العالم كله لذبح هذه القطعة من أرض سوريا دون رفة عين أو اختلاج قلب.


رعاة الثورة على اختلاف أهوائهم وخلافاتهم العميقة اتفقوا على الصمت، وبعض الصمت كان متفقا عليه لتمرير بعض التقدم من الروس والنظام على الأرض، والوصول إلى مناطق تماس تم تحديدها بين الأطراف كان من الممكن الاتفاق حولها والالتزام بها بين المتصارعين دون الحاجة إلى إراقة كل هذا الدم والوجع.


النظام سيردد عبارات النصر القادم ووحدة الأرض السورية المقدسة، وستنقل الشاشات مشاهد الدبابات التي تتقدم، وصور (الشهداء) الذين يزفون إلى بيوتهم النهائية كرمى الوطن السليب، وهكذا يمتد الصراع كيفما يريد المحتلون جميعهم بينما يدفع السوريون ثمناً باهظاً - لاتفاقات مفضوحة – من دمائهم التي لم تعد تستفز أحداً.

*عبد الرزاق دياب - من "كتاب زمان الوصل"
(184)    هل أعجبتك المقالة (184)

ابو رشيد اتارب

2019-05-17

لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا علينا بالجهاد والدفاع عن اعراضنا وديننا ولا نريد من كل الدول العربية او الاجنبية شي علقنا آمالنا بالله #ادلب #لن تمروا.


ابوخالد معرتحرمه

2019-05-20

ان شاء الله معركت كسر العظام سوف تبدء والقادم ادها وامر .ليس لنا الا الله.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي