أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

البابا يغادر روما متوجها الى الاردن لبدء رحلته الى الارض المقدسة

أردنيون طلبوا اعتذاره عن "الإساءة للإسلام".. وإسرائيل "تلّمع" صورتها

يصل البابا بنديكتوس السادس عشر، اليوم الجمعة 8-5-2009، إلى الأردن، في مستهل رحلة "حج من اجل السلام"، ينتقل فيها الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية،

وقبيل انطلاقه إلى الأردن، التي يبدأ منها أول زيارة له إلى الأراضي المقدسة، قال البابا "انتظر بفارغ الصبر ان اكون بينكم وان اشاطركم تطلعاتكم وآمالكم وكذلك معاناتكم وآلامكم"، مجددا التأكيد على انه سيزور الارض المقدسة كـ "حاج سلام". واضاف الحبر الاعظم "رغبتي الاولى هي زيارة هذه الاراضي التي تقدست بحياة المسيح فيها والصلاة فيها من اجل هبة السلام والوحدة لعائلاتكم ولجميع اولئك الذين يقطنون الارض المقدسة" والشرق الاوسط.


غير ان بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال حذر مؤخرا في مقابلة مع شبكة الاعلام الكاثوليكي المحلية "سي تي اس نيوز" من ان البابا "يأتي في وقت حساس، لا سيما بعد الحرب على غزة، الى منطقة صعبة ولزيارة اناس بالغي الصعوبة".

واضاف "كل يوم، كل حركة، كل لقاء وكل زيارة: كل شيء سيكون له تأويل سياسي".

من ناحيته اكد المتحدث باسم الفاتيكان الاب فريديريكو لومباردي للصحافيين ان هذه الرحلة الـ12 للبابا "مهمة وبالغة التعقيد".
 
 
يتضمن جدول زيارة الحبر الأعظم 30 لقاء خاصاً وعاماً، تبدو منهكة لرجل احتفل للتو بعيد ميلاده الـ82.

وسيسير بنديكتوس السادس عشر على خطى سلفه يوحنا بولس الثاني بالذهاب الى الاماكن الاكثر رمزية في العهدين القديم والحديث من الكتاب المقدس، وهي جبل نبو الذي شاهد منه موسى ارض الميعاد بحسب العهد القديم، والقدس وبيت لحم والناصرة.

كما سيرأس 4 قداسات عامة ستقام في عمّان في 10 مايو، والقدس في 12 منه، وبيت لحم والناصرة في 13 و14 مايو على التوالي.

ولن يغيب الطابع الانساني عن الرحلة، ولا سيما بزياراته المقررة الى كل من مركز ريجينا باجيس الخيري في عمان ومستشفى كاريتاس للاطفال، ومخيم عايدة للاجئين وكلاهما في بيت لحم.

غير ان اللقاءات المقررة للبابا مع المسلمين في زيارته هذه ترتدي اهمية اكبر من تلك التي كانت للقاءات يوحنا بولس الثاني في العام 2000، ولا سيما في الاردن حيث سيمضي بنديكتوس السادس عشر وقتا اطول من سلفه.

وفي القدس سيكون بنديكتوس السادس عشر اول بابا يزور مسجد قبة الصخرة.
 
 
وقبيل الزيارة، طالب سياسيون وكتاب ومثقفون ورجال دين اردنيون، أمس الخميس، بابا الفاتيكان بالاعتذار عن تصريحات ادلى بها عام 2006 اعتبرت مسيئة للاسلام وبعدم زيارة اسرائيل انصافا للشعب الفلسطيني.

واعتبر هؤلاء، وبينهم مسلمون ومسيحيون في وثيقة سلموها لسفارة الفاتيكان في عمّان، ان البابا "تجنى على الاسلام وتطاول على خير البشرية جمعاء سيدنا محمد".

واضافت الوثيقة "الا تعلم مدى الجرح العميق والشرخ الغائر التي احدثته كلماتك في قلوب مليار ونصف من اتباع اكبر ديانة سماوية عرفتها البشرية (الاسلام) اضافة الى ملايين المسيحيين الشرقيين الذين يعتزون بالثقافة والحضارة الاسلامية كونهم جزء لا يتجزا من امتنا العربية".

كما نقلت عن الناطق الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية في القدس والاراضي المقدسة الارشمندريت الاب عطا الله حنا، دعوته البابا الى "التضامن مع الشعب الفلسطيني وادانة اجراءات تهويد القدس".

أما النائب السابق عودة قواس (مسيحي)، عضو مجلس الكنائس العالمي، فقال "كنا نتمنى ان تستثنى اسرائيل من الزيارة كدولة ارهابية تمارس الارهاب وترعاه". واضاف ان "عدم زيارة البابا الى مخيم غزة جاء كموقف سياسي واضح، سببه اختراق الصهيونية للكنيسة".

من جانبه، دعا همام سعيد، المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن، البابا الى "تقديم رسالة اعتذار حقيقية". واضاف "نحتاج الى رسالة اعتذار حقيقية ويتوجب على البابا الاعتذار للامة الاسلامية قبل قدومه للمنطقة".

وكان بنديكتوس السادس عشر القى خطابا في 11 ايلول/سبتمبر 2006 في جامعة بالمانيا، بدا فيه وكأنه يقيم رابطا بين الاسلام والعنف وتناقضا بين الاسلام والعقل، الامر الذي اثار احتجاجات وغضبا في العالم الاسلامي.

واعتذر البابا عن تصريحاته علانية في مناسبتين، ثم نظم لقاء استثنائيا مع سفراء الدول الاسلامية المعتمدين لدى الفاتيكان
 
 
وستستقبل اسرائيل البابا بحفاوة، إذ تعول على هذه الزيارة لتحسين صورتها التي تشوهت جراء هجومها الاخير على قطاع غزة الذي امتد لـ22 يوماً، واوقع اكثر من 1400 قتيل فلسطيني.

غير ان المواضيع الخلافية بين الدولة العبرية والكرسي الرسولي ليست بقليلة. فقد اثار البابا غضب الدولة العبرية بقراره اواخر كانون الثاني/يناير رفع الحرم الكنسي عن الاسقف الاصولي المشكك بمحرقة اليهود ريتشارد وليامسون. وهي تعارض ايضا رغبة بنديكتنوس السادس عشر في تطويب سلفه بيوس الثاني عشر، الذي تتهمه اسرائيل بالتزام الصمت حيال الفظاعات التي تعرض لها اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

من جهتها تندد الكنيسة الكاثوليكية بالظروف الحياتية الشديدة الصعوبة للمسيحيين في الدولة العبرية وهم بغالبيتهم من العرب ويمثلون 2% من سكان اسرائيل. وقد اكد البابا انه "يريد دعمهم بحضوره".

ومن المقرر ايضا ان يتطرق البابا الى اوضاع مسيحيي العراق خلال محطته الاردنية في زيارته للارض المقدسة، بحسب ما اكد الاب لومباردي.

ويريد الفاتيكان من اسرائيل ايضا منحه حرية الوصول الى الاماكن القدسة وحرية ممارسة الانشطة الرسولية في الاراضي المقدسة من دون عوائق او قيود، وهي مواضيع لا تزال معلقة منذ قيام العلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي والدولة العبرية في كانون الاول/ديسمبر 1993.

ومع وصول بنيامين نتانياهو الى رئاسة الحكومة الاسرائيلية في 31 مارس، تضاءلت الامال بالتوصل سريعا الى حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.
 
 

زمان الوصل - وكالات
(103)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي