يقول القائمون على فيلم "دمشق تتكلم" الذي يروي سيرة القديس بولس الرسول في معرض الفيلم : أن دمشق تستقبل الإرهابيين وتصدرهم قديسين في إشارة إلى سيرة بولس الرسول الذي بدأ بمحاربة المسيحية في أورشليم وقتل ما أمكنه منهم ثم صار من أشدّ المتحمسين والمبشرين بالمسيحية مع انتقاله إلى دمشق.
الفيلم السوري الذي لعب بطولته قيس الشيخ نجيب ( بولس) هو الأول من نوعه كإنتاج ديني مسيحي ( من إنتاج مؤسسة المحبة) كتبت نصه المذيعة ميساء سلوم دون أن نعرف بالضبط ماذا كتبت؟
لأن النص مأخوذ حرفيا من الكتاب المقدس والفيلم وثائقي بامتياز اللهم إلا المداخلات التي كانت تقوم بها المذيعة لتخبرنا بمكانة دمشق بالماضي والحاضر.
الفيلم وقبل الدخول بتفاصيله التاريخية والسينمائية، حين قُدّم بحمص في سينما الكندي (ببطاقة دخول سعر مخفض مع أن الإشاعة كانت أنه مجاني العرض) وسبقه "مهرجان خطابي" بكل معنى الكلمة، فبعد سوء التنظيم في جلوس أصحاب البطاقات ، الذي كان نتيجة طبيعية للضجة الإعلامية التي أثيرت حول الفيلم، جاءت كلمات الكاتبة والمخرج والمنسق لتستمر قرابة ساعة إلى ربع دون أن نستفيد منها بكلمة واحدة باستثناء ما أخبرنا به المخرج حول أن 80% من العاملين في الفيلم هم من المسلمين وهي حالة أكثر من طبيعية لأن النسبة ذاتها موجودة في المجتمع السوري ، ولكسب ودّ اهل مدينة حمص قال أن 50% من العاملين بـ"دمشق تتكلم" هم من حمص
ثم عرضوا لنا صور لحضور العرض الأول في دار الأوبرا بدمشق أوائل آذار الماضي ، وإعادة لمقتطفات من كلماتهم التي سبق وسمعها الحضور والتي وصف بها أهل الفيلم فيلمهم بـ " مبدع " ويأتي بما لم يأتي به أحد، بعد كل هذا التأخير ولو لم يحدث خلل بكلمات أحد المنبريين لم يكن للفيلم " الأسطوري " أن يدور ويروي ظمأ كل من سمع عنه وحضر إلى سينما الكندي قبل بساعات من موعد عرضه.
بداية وقبل أي مشهد تمر أمامنا عبارة تقول " إن الصور والمشاهد هي من الأماكن الحقيقية للقصة الموجودة في الإنجيل " وهذا أول خطأ إذ لا نلبث أن نرى مشهد لبولس على أحد أبواب الجامع الأموي بدمشق والسياق التاريخي يقول أن الرجل كان في أورشليم حين كان اسمه " شاول " فكيف هذا ؟؟.
تبدو أجواء الفيلم أقرب إلى قصص " كان يا مكان " الذي يصور الحكايات الخرافية بشكل تلفزيوني طفولي ، خصوصا فيما يتعلق بالصورة الإخراجية والمشاهد ذات التصوير الخيالي مثل ظهور السيد المسيح لبولس على طريق دمشق إضافة لمشهد رمي استفينوس ( نوار بلبل ) بالحجر والذي ظهر لأصغر طفل أن الرمي كان بالورق وأن المكياج لم يستطع التمويه بتصوير " الدواء الأحمر" على أنه دم حقيقي على وجه نوار، وقسّ على ذلك من صور ذات ريتم بطيئ، مع دخول الراوية ( نادين) كعنصر إيضاح وإفهام أكثر مما هو واضح ومفهوم في الفيلم الذي حفظنا قصته عن ظهر قلب .
يُحسب للفيلم ربما أنه نقطة جديدة لصالح التعايش بين الأديان في سورية خصوصا في عرضه بسينما يرتادها كافة شرائح المجتمع وبالفعل قد حضر العديد من المسلمون مع أصدقائهم المسيحيين لمعرفة قصة بولس.
سينمائيا لا يبدو أن الفيلم قد أضاف الكثير سوى أنه " تلفز" صورة محفورة في الأذهان منذ لا يقل عن 1900 عام ( مع الإشارة أن أدوات الفيلم وكاميراته توضحت للجمع أنها تلفزيونية )
رغم أن أحد التقارير الصحفية ذكر أن الفيلم تم تصويره بتقنية بيتا ديجيتال 970 وبطريقة يمكن نقله بأسلوب 35 ملم السينمائي، كان يمكن أن يصنع الفيلم بطريقة أكثر إقناعا من مجمل الصور التي نُقلت إلينا في أحداث الفيلم قصة بولس لا شك أنها أسطورية ومدهشة ولكن كان من الممكن أن تتكلم وتصور بصورة أفضل .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية