أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حرب روسيا الحالية في سوريا.. كنز بمئات المليارات سبق لـ"زمان الوصل" أن تفردت بالحديث عنه

صوت الثوار يقول: الثورة باقية - إدلب - جيتي

*بعد 4 سنوات من التدخل تتوجه أنظار بوتين إلى الكنز الذي ينتظر أن يسقط عليه من السماء، أو يخرج له من بين الأنقاض!

أكدت أشهر دورية مختصة بالشؤون السياسية على مستوى العالم، أن أنظار روسيا بوتين تتجه نحو التهام الحصة الأكبر من كعكة أموال إعادة الإعمار، المقدرة بنحو 350 مليار دولار، وهو الملف الذي انفردت "زمان الوصل" قبل فترة بكشف بعض خفاياه الخطيرة.
ففي تقرير لها ترجمته "زمان الوصل"، قالت دورية "فورن بوليسي" إن روسيا عندما تدخلت في سوريا لدعم بشار الأسد في أيلول/ سبتمبر 2015، كان قلق الكرملين منصبا على احتمالية فقدان سيطرة روسيا على قاعدتها البحرية في طرطوس، أهم قواعدها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، إذا ما سقط بشار (كان وقتها على وشك الانهيار فعليا).

وفضلا عن "إنقاذ" قاعدة طرطوس، فقد أرادت موسكو أن تثبت لبشار أنها حليف يمكن الاعتماد عليه، قبل أن تطويه لاحقا تحت جناحيها.
وبعد نحو 4 سنوات على تدخل موسكو، واستعادة بشار السيطرة على كثير مما خسره من مناطق في سوريا، يبدو أن روسيا حققت معظم أهدافها القصيرة والمتوسطة الأجل في سوريا، فوجهت بوصلتها نحو هدف آخر، ومفاده أن تكون سوريا "المدمرة" الكنز الذي ينتظر بوتين، والهدية المالية التي ينتظر الكرملين أن تسقط عليه من السماء.

وقد استمدت "فورن بوليسي" هذا الاستنتاج من آراء عدد من السياسيين والدبلوماسيين، حيث قال دبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي: "روسيا تريد من أموالنا إعادة بناء سوريا، حتى تتمكن الشركات الروسية من الحصول على العقود"، وأيد هذا الكلام 3 سياسيين لبنانيين مختلفي الانتماءات والتوجهات، مشيرين إلى أن المال أصبح الآن العامل الرئيس الذي يحرك السياسة الروسية في سوريا. فقبل كل شيء، تود روسيا الانقضاض على جزء كبير من المبلغ المقدر بحوالي 350 مليار دولار لإعادة إعمار سوريا، ما سيتيح لها دعم اقتصادها من خلال تأمين العقود في مجموعة واسعة من القطاعات (المرتقبة حال إعادة الإعمار)، مثل بناء محطات توليد الطاقة والبنى التحتية الأخرى. 

وحسب "فورن بوليسي" فإن روسيا يفترض أن تكون في وضع قوي يؤهلها للفوز بعقود إعادة الإعمار في سوريا، نظرا لحجم نفوذها السياسي لدى نظام الأسد، وفي سبيل الظفر بأموال إعادة الإعمار الضخمة حاول الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" استخدام اللاجئين السوريين كورقة مساومة، وعرض تسهيل عودتهم إلى بلادهم مقابل اندفاع دول غربية لتقديم مساعدات مالية لسوريا تحت بند إعادة الإعمار.

في حزيران/ يونيو الماضي في هلسنكي  وفي آب/ أغسطس بالقرب من برلين، طلب "بوتين" من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دفع تكاليف إعادة الإعمار، إذا كانوا يريدون أن يعود اللاجئون الذين تدفقوا إلى ديارهم، وكان لدى هذه الدول رغبة في تجنب موجات لجوء جديدة.

وقد ادعى "بوتين" أن 1.7 مليون لاجئ على الأقل يمكنهم العودة إلى سوريا في المستقبل القريب، فيما أعلنت الحكومة الروسية أنها ستشكل لجانا مشتركة مع الدول المضيفة للاجئين (مثل لبنان) لتسهيل عودتهم.

ولكن وبعد مرور 10 أشهر، فإن ما حققته "اللجان المشتركة" لم يكن سوى تقدم ضئيل وباهت، إلى درجة أنه بالكاد يمكن الحديث فعلا عن عودة اللاجئين، ما وضع ورقة الابتزاز الروسية هذه في مهب الريح، وعزز فرص فشلها.

وفي هذا السياق، فإن عددا من دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي والسياسيين في البلدان التي تؤوي اللاجئين والمحللين الروس، ممن استمزجت "فورن بوليسي" آرائهم، رأوا أن السبب الأكبر لفشل روسيا في لعب ورقة اللاجئين، هو عناد الرجل الذي تدخلت روسيا لإنقاذه، أي بشار الأسد.

هناك إجماع متزايد بين المراقبين، في الغرب وفي الشرق الأوسط، على أن بشار لا يريد عودة اللاجئين المناهضين له، ورغم عدم وجود بيانات رسمية، إلا أن المرجح وجود نسبة كبيرة من ملايين السوريين الذين أجبروا على الفرار من بلدهم، يعارضون بشار ولايرغبون في استمراره بالحكم. 

ولنأخذ على سبيل حالة السوريين الراغبين في العودة من لبنان، الدولة التي تستضيف نحو 1.5 مليون سوري، والتي تعد طبقتها الحاكمة صديقة لبشار الأسد، ومع ذلك فإن الأخير يرفض باستمرار عودة اللاجئين السوريين من لبنان، دون أن يكلف نفسه تقديم أي تفسير لهذا الرفض.

ففي إطار عملية إعادة السوريين، نسقت مديرية الأمن العام اللبناني (التي يديرها ضابط شديد الولاء للأسد وحزب الله) مع النظام، وكانت تعد لوائح بأسماء السوريين المستعدين للعودة "الطوعية"، وترسلها إلى مخابرات الأسد، التي تقرر من يحق له العودة ومن لا يحق.

معين مرعبي، وزير الدولة لشؤون اللاجئين في لبنان الذي ترك منصبه فقط قبل أشهر قليلة، قال إن مجرد طلب هذه القوائم من قبل النظام هو مؤشر على عدم رغبة الأسد بعودة اللاجئين، معقبا: "كيف يمكنهم تفسير طلبهم لقوائم بالعائدين؟ إنهم لا يسمحون لأي شخص بالعودة دون موافقة من المخابرات.. هل من المنطقي أن يكون السوريون في لبنان بحاجة إلى إذن للعودة إلى بلدهم؟".

وكشف "مرعبي" أنه خلال فترة وجوده في منصبه، عن الفرق الكبير في الأرقام بين من تقدم بطلب للعودة، وأولئك الذين استطاعوا في النهاية أن يكونوا "مؤهلين" في نظر النظام، معقبا: "أخبرني مسؤولون في الأمن العام لدينا أنه عندما تم ذات مرة إرسال قائمة تضم أسماء 5 آلاف سوري، تم في المتوسط قبول ما بين 60 إلى 70 شخصا".

وإذا كان كلام "مرعبي" يمكن أن يكون محلا للشك، انطلاقا من انتمائه وتوجهه المناهض لنظام الأسد، فماذا نقول عندما نسمع نفس الكلام تقريبا من التيار الأشد تأييدا للأسد في لبنان، ونعني به "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه الرئيس الحالي "ميشال عون".

آلان عون، عضو في التيار العوني الحليف لحزب الله، هو في الحقيقة يقف على طرف النقيض من التوجه السياسي لـ"مرعبي"، ومع ذلك، فقد أبدى "عون" تأييده لما تحدث به "مرعبي" عن أن حكومة الأسد تبدو غير مكترثة بشأن عودة السوريين من لبنان.

وقال عون صبراحة: "النظام السوري لا يفعل أي شيء لاستعادة اللاجئين"، كاشفا أن وزير خارجية الفاتيكان (الذي أظهر اهتماما شديدا بقضية اللاجئين السوريين)، أخبر وفدا لبنانيا كان يزوره أن الأسد لن يفتح الباب لعودة الملايين الذين فروا خارج سوريا.

4 دبلوماسيين غربيين على الأقل أشاروا إلى نفس النقطة، التي تؤكد لامبالاة الأسد بمصير اللاجئين بل ووضعه العراقيل في سبيل أي مشروع لإعادتهم.

ومع ذلك ما تزال روسيا تحاول اللعب بورقة اللاجئين، وفي يقينها أن ارتفاع عدد اللاجئين السوريين وغيرهم ممن وصلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي في السنوات الخمس الماضية قد خلق ضغطا سياسيا داخليا، أسهم -فيما أسهم- بصعود أحزاب شعبوية ويمينية متطرفة.
ويبدو أن "بوتين" يعتقد جديا أنه قادر على إجراء مقايضة، فحواها: تخفيف عقوبات الاتحاد الأوروبي (على النظام) بل وحتى تقديم مساعدات إعادة الإعمار لسوريا، مقابل تهيئة البلاد لتكون مكانا أكثر جاذبية يمكن للاجئين العودة إليه.

*هامش
سبق لـ"زمان الوصل" مطلع العام، أن نشرت تقريرا خاصا عن حجم التلاعب والضغوط الممارسة من أجل اعتماد مبلغ يناهز 390 مليارا كمعونات مستحقة على دول العالم أن تقدمها لسوريا في سبيل إعادة إعمارها، ويبدو أن تقرير "فورن بوليسي" يكشف جانبا آخرا خفيا من جوانب التلاعب والضغط في سبيل الحصول على هذه المبالغ الهائلة، ما يشي بوجود حرب حقيقية في ميدان هذه الأموال، تستخدم فيها روسيا جميع الأسلحة والأساليب "المسموحة" منه والمحرمة، كما استخدمتها وتستخدمها في الميدان العسكري بسوريا.

للاستزادة

ترجمة: زمان الوصل
(264)    هل أعجبتك المقالة (257)

علي

2019-05-07

التقربر فيه تحريف كبير لان الهدف من الحرب السورية هو القتل والتهجير للمدنين العزل بهدف افراغ سورية من اهلها لتسلمها فارغة لاسرائيل وروسيا تعمل على ذلك واموال اعادة الاعمار حجة للاغبياء لان روسيا اخذت اموال مضاعفة من دول الخليج التي تمول كل الاطراف المتحاربة من داعش الى امريكا.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي