ليس شعرةً ما يفصلُ
بين التفاوض والإذعان
بل جبالٌ شاهقة.
لا يلتبس الفارقُ
بين أن يُذعن المرءُ
وبين أن يُفاوضَ
إلَّا على الذين
تشابهت عليهم البلادُ.
لا تُسمّوا الصواريخ الروسية
التي تنهال على إدلب
بأسمائها: كاليبر، فراغي، سكود...
بل سمّوها بأسماء
أبناء جلدتكم
من الذين يتصوَّرون، مبتسمين،
وهم يصافحون الأيدي
التي أطلقت تلك الصواريخ.
لا تقولوا: صاروخ كذا وكذا
بل قولوا: صاروخ فلان وفلان.
سمّوا الصواريخ بأسماء هؤلاء
الذين يريدون إقناعكم
بأنَّ دمكم بلا لون وبلا رائحة.
سمّوها بأسماء الذين
"بسَّطوا" بقضيتكم
كما يفعل باعةُ الأرصفة.
سمّوا الصواريخ بأسماء
الذين بنوا أبراجهم
من حجارة بيوتكم المهدَّمة.
سمّوها بأسماء عربية
تشبه أسماءكم.
دمكم الذي يصبغ الأرض
في هذه اللحظات
لن يكون حنَّاء لأيدي الباعة
الجوَّالين.
دمكم الذي يهزُّ
العالمَ من كتفَيْه
لكي يستيقظ
لن يكون طائرةً يستقلُّها
تجَّارُ العواصم.
ليس شعرةً
ما يفصل بين الفندق ومسقط الرأس
بل بلادٌ واسعة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية