نددت "هيئة علماء المسلمين في لبنان" بقرار "مجلس الدفاع الأعلى" القاضي بهدم كل بناء أُنشىء كسكن للنازحين السوريين على الأراضي اللبنانية بما في ذلك الخيم التي أطرافها من لبن أو باطون مما يعني هدم آلاف الخيم منها ألفا غرفة في عرسال وحدها، فضلاً عن عدد مماثل من الخيام التي لها جدران حجرية وترك أهلها في العراء دون مأوى وخاصة أن اللاجئين على أبواب شهر رمضان.
وأشارت الهيئة في بيان لها تحت عنوان "أوقفوا الحرب على الضعفاء" إلى أن هذا التصرف إن تم لا قدر الله فهو يعد مجزرة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى وسيحول هؤلاء اللاجئين إلى مشردين في الطرقات وتحت الجسور، وسيحول الكثير منهم إلى متسولين وسيحدث كوارث بينهم وبين المجتمع المضيف لهم، عبّرت الهيئة عن استغرابها بأن يتزامن تهجير النازحين السوريين من خيمهم في لبنان مع ذكرى إيواء لبنان للنازحين الأرمن من أرمينيا في ازدواجية طائفية مرفوضة–بحسب البيان- وأضافت أن "هذا القرار جائر وظالم وينافي المروءة العربية الأعراف الدولية" وناشدت كل صاحب ضمير حي أن يعمل على إيقاف هذا الفعل المشين بحق لبنان داعية علماء وخطباء لبنان إلى جملة من الفعاليات لإيقاف هذه الكارثة ورفع الصوت رفضاً لهذا الإستقواء الظالم على مجتمعنا.
وبدوره قال رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ "عدنان أمامة" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" أن الهيئة تبلغت مساء الثلاثاء من مسؤول سياسي كبير في الحكومة اللبنانية أن المجلس الأعلى للدفاع أصدر قراراً بإزالة كل المنازل التي يسكن فيها النازحون بما فيها الوحدات السكنية المبنية من الباطون أو اللُبن غير الشوادر، وأن قيادة الجيش بصدد تنفيذ هذا القرار ابتداء من الخميس.
وأشار "الشيخ أمامة" إلى أن الهيئة تلقت هذا القرار بكثير من الاستهجان لأنه يعني –حسب قوله- إزالة 7000 خيمة ووحدة سكنية تؤوي النازحين في لبنان، أي أن 7000 أسرة سيصبحون بين عشية وضحاها في العراء مما يعني أن الأمر سيكون كارثياً بكل معنى الكلمة وسيتحول هؤلاء المشردون إلى عالة على المجتمع المضيف والبيئة الحاضنة في ظل انعدام القدرة على إيوائهم على مستوى لبنان وعجز المساجد والجمعيات الإغاثية عن تحمل عبء هذا الإجراء الكارثي المفتقر لأدني معايير الإنسانية والأخلاقية.
وطالب محدثنا من المسؤولين اللبنانيين ومن يعنيهم الأمر الالتفات إلى مآلات هذا القرارالخطير وتبعاته على المستوى الإنساني وإذا كانوا يريدون أن يحاربوا الإرهاب –كما يقولون- فهذا القرار بالعكس سيولد بيئة خصبة للإرهاب.
وحول تفسيره لهذا القرار وأسبابه وتوقيته قال الشيخ "أمامة" "ليس لدينا تفسير لهذا الأمر إلأ الاستجابة لإملاءات النظام السوري وحلفائه في لبنان معاقبة الثائرين على نظام الظلم والطغيان في سوريا.
ولفت المصدر إلى أن هيئة علماء المسلمين في لبنان ستقوم بجولات على المسؤولين لوضعهم في خطورة الأمر وتداعياته المرعبة وسيكون الحدث القضية التي ستتناولها خطب الجمعة على مستوى لبنان.
وكانت قوة من الجيش اللبناني قد داهمت مخيماً في منطقة البترون بتاريخ 24 نيسان ابريل الماضي/2019، وأزالت قرابة 150 خيمة في منطقة "بر الياس" في البقاع الأوسط وقامت بتسويتها مع الأرض، بحجة أنها خالية حالياً من النازحين، علماً أن المخيم أُنشىء عام 2016 بتنسيق مع وزارة الداخلية والمفوضية لاستيعاب النازحين من "عرسال" بسبب الأحداث فيها على أن يتحول جزء منه بعدها كمخيم لاستقبال الحالات الطارئة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية