أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الأرشيف السوري يستعيد 150 ألف فيديو عن الثورة بعد حذفها من "يوتيوب"

تم تأسيس "الأرشيف السوري" في نيسان أبريل/2014

تمكن ناشطون في الأرشيف السوري من استعادة 150 ألف فيديو تم حذفها من قناة "يوتيوب" في تشرين الثاني نوفمبر/2017 بعد تفعيل ما ُسمى بـ"خاصية الذكاء الاصطناعي"، وعادت القناة المذكورة لتحذف مئات الألوف من الفيديوهات مع بداية العام الحالي بدعوى محاربة المحتوى المتطرف والعنيف، وأصبحت 190 ألف مقطع فيديو على "يوتيوب" غير متاحة منذ كانون الثاني يناير/2019، وبحسب محطة BBC فإن "يوتيوب" هو المصدر الأول للسوريين تحديداً لتوثيق جرائم الحرب التي تُرتكب في مناطقهم منذ بدء الصراع.


وتم تأسيس "الأرشيف السوري" في نيسان أبريل/2014 كمبادرة سورية تضم عدداً من النشطاء في مجال حقوق الإنسان، الذين كرّسوا جهودهم تجاه حفظ وإدارة وتحليل الوثائق البصريّة المتعلقة بما يجري في سوريا، ويعمل الأرشيف منذ سنوات -كما يقول الباحث عبد الرحمن جلود- لـ"زمان الوصل" على توثيق ذاكرة الحرب في سوريا وحفظ وفهرسة الوثائق المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان من أي جهة كانت بما يلائم احتياجات الموثّقين والإعلاميين في سوريا، بالإضافة لجعل تلك الوثائق منظّمة وقابلة للاستخدام من قبل المحقّقين والمحامين والصحفيين والباحثين.


وأشار "جلود" إلى أن آخر عملية استعادة قام بها الأرشيف السوري كانت لـ 11 ألف و550 فيديو لشهداء حوران وشبكة دير الزور الإخبارية وشبكة أخبار الرقة والمكتب الإعلامي في عقربا ولجان التنسيق المحلية في الأتارب.


وحاول الأرشيف -كما يقول- أن يقنع إدارة "يوتيوب" بأهمية هذه الفيديوهات في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، وجرائم الحرب التي ارتكبتها أطراف مثل النظام السوري وروسيا والمليشيات الطائفية.


وأكد محدثنا أن العدد المحفوظ من الفيديوهات في الأرشيف السوري حالياً مليون ونصف فيديو عدا المحتوى المتعلق بالمكاتب الإعلامية والنشطاء الذين يتم أرشفة عملهم بشكل مباشر.


وساعدت هذه المبادرة في حفظ المحتوى الرقمي من الضياع وهناك –كما يقول- تواصل مع إدارة "يوتيوب" لاستعادة أي فيديوهات يطلبها النشطاء والمكاتب الإعلامية.


وأبان محدثنا أن الأرشيف بدأ بعدة مشاريع لأرشفة عمل النشطاء ممن هم في مناطق الخطر والمناطق التي تم تهجيرها ومساعدتهم في أرشفة المواد التي يصورها ليكون لديهم نسخ احتياطية موجودة في "سيرفيرات" آمنة وبضمان خصوصية الملفات المحفوظة.


وكشف المصدر أن "الأرشيف السوري" بدأ مؤخراً بإنشاء تحالف دولي مع مجموعة من منظمات حقوق الإنسان لتكون هناك رسالة موحدة موجهة لـ"يوتيوب" و"فيسبوك" و"البلاك فورم" التي يستخدمها موثقو الثورة السورية ونشطاء حقوق الإنسان ليعرفوا أن هذه المواد تلعب دوراً كبيراً في تحقيق العدالة في سوريا، وتساهم ببناء السلام وهي بمثابة ذاكرة لتاريخ الشعب السوري خلال السنوات الماضية.


"جلود" نوّه إلى وجود العديد من الصعوبات في عمل الأرشيف السوري ومنها مشكلة في الوصول إلى كل الناشطين الذين وثقوا الثورة السورية خلال السنوات الثماني الماضية، لأن قسماً منهم استشهد وقسم اعتقل مما يعرقل عملية استعادة القنوات ولذلك نسعى للبحث عن بدائل وتشكيل ضغط أكبر على "يوتيوب" لاستعادة فيديوهاتهم وأرشفتها.


ودعا "جلود" النشطاء ووكالات الأنباء والمكاتب الإعلامية ممن هم بحاجة للمساعدة فيما يخص الأرشفة أو استعادة القنوات أو منصات التواصل الاجتماعي التواصل مع الأرشيف للتعاون من أجل بناء العدالة وتحقيق السلام المستدام في سوريا، ولتبقى هذه المواد جزءاً مهماً من ذاكرة الشعب السوري للأجيال القادمة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(379)    هل أعجبتك المقالة (304)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي