"نور".. شابة سورية تبرع في مجال الخدع السينمائية و"تغيير الزمن" بألمانيا

ولدت "نور" في مدينة عفرين بريف حلب عام 2000 - زمان الوصل

برعت الشابة السورية "نور شيخ عمر" في مجال الخدع السينمائية والبصرية ومحاكاة الإصابات الجسدية من جروح وكدمات بشكل واقعي مثير للدهشة، من خلال استخدامها لمستحضرات التجميل الخاصة بها، لتحوّل الخيال إلى حقيقة والواقع إلى خيال.

وشاركت "نور" المقيمة في مدينة "هانوفر" الألمانية في تصميم المكياج لأبطال العديد من الأفلام السينمائية من خلال إحداث جروح وعاهات واستخدام الدماء والأشلاء بطريقة تبدو أقرب إلى الواقع.

ولدت "نور" في مدينة عفرين بريف حلب عام 2000 ودرست الابتدائية والإعدادية هناك لتحصل بعدها على شهادة حرفية في "المكياج السينمائي" من أحد المعاهد الفنية في المدينة نفسها عام 2014، وكانت بداياتها في مجال الرسم من خلال "المدرسة الواقعية" والرسم على الوجوه، وتحولت الفكرة والأسلوب فيما بعد إلى حرفية ودقة أكثر لتجد نفسها تدريجياً في عالم المكياج- كما تروي لـ"زمان الوصل"-مضيفة أن متابعتها لمشاهد أفلام "الأكشن والرعب" على مواقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" والتلفزيون حفّزها لولوج هذا العالم، ودفعها للسير بهذا الاتجاه وأشارت الفنانة الشابة إلى أنها لاحظت أن هناك قلة ممن يهتمون بموهبة المكياج السينمائي فأرادت أن توسع من خبرتها في هذا المجال بدقة واحترافية أكثر وتثبت ذاتها فيه، مشيرة إلى أن مشاهد الحرب الدائرة في البلاد كان لها أثر كبير على عملها وموهبتها.

بسبب الأوضاع الأمنية وحالة الحرب في سوريا لجأت "نور" مع عائلتها إلى تركيا ومنها إلى ألمانيا عام 2015 وبعد أن تمكنت من تجاوز عقبة الإندماج واللغة انخرطت في عالم السينما والمكياج السينمائي، حيث شاركت في عدة أفلام "كوردية وعربية وألمانية، ومنها "kurz vorm ende"و"القنصل" للمخرج السوري "مشعل الفيصل" والكاتب"غياث القداح" وعدة عروض مسرحية كـ "Die masken" و"jesus".

وشاركت الشابة الموهوبة مؤخراً بمعرض تحت عنوان (العنف في اللغة والجسد) في مدينة هانوفر، ضمن مشروع house of mony بتنظيم المسرح القومي في المدينة، وضم هذا المعرض الذي أٌقيم في مسرح "junges Schauspiel العديد من المخرجين والأكاديميين المهتمين بمجال المسرح والفن، كما قدمت معرضاً خاصاً تحت عنوان "العنف اللغوي" وتمكنت بمجهودها الشخصي–كما تقول- من توسيع الفكرة وعرضت العنف بأشكاله المختلفة، ومدى تأثيره على الفرد بشكل خاص وآثاره السلبية من خلال المكياج واللعب على ملامح الأشخاص عن طريق الصور.

وأرادت نور أن تفاجئ عائلتها بتصميم من عملها ضمن مشروعها عن العنف فلجأت إلى إحداث تغيير زمني على وجهها فبدت في شقه الأيسر وكأنها عجوز في السبعين من عمرها، بينما أبقت الشق الايمن على حاله مما أصاب عائلتها بالدهشة لفرط واقعية التصميم-كما تقول- لافتة إلى أنها عرضت صورة العمل الذي أطلقت عليه اسم (رحلة إلى الشيخوخة) (السير باتجاه الزمن) في معرضها "العنف في اللغة والجسد" وأرادت-حسب قولها-أن تُظهر كيف تبدو الملامح والفروق في الوجه والبشرة ونمش الكتف والكثير من التفاصيل، وتابعت أنها صممت شق الشيخوخة بأبسط الادوات كعلبة "الكونتور" ورسمت التجاعيد وقامت ببخ الشعر باللون الأبيض ووضعت أكسسوارات قديمة وتجاعيد على الوجه واليد والرقبة، مظهرة الترهل في جفون العين، بينما وضعت على الشق الأيمن من الوجه رموشاً وعدسات وإكسسوارات جديدة حسب الموضة.

ولأن مجال "الخدع السينمائية" لا يخلو من مفارقات ومواقف طريفة روت "نور" أنها لجأت ذات يوم إلى تصميم عمل سينمائي كمقلب بأهلها لتظهر شقيقها الصغير وكأنه تعرض للضرب والعذيب.

وأضافت أن أهلها صدقوا للوهلة الأولى أن الموقف حقيقي لأن التصميم كان غاية في الدقة والواقعية، وبعد أن نشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي اتصل أشقاؤها ليستفسروا عما حصل وصدقوا القصة قبل أن يكتشفوا أن الأمر مجرد مقلب.

ونوّهت "نور" إلى أن المواد التي يتم استخدامها تلعب دور رئيسياً في إخراج أي عمل تقوم به، وفي الكثير من الأحيان تكون المواد غالية-حسب قولها- فتلجأ للاعتماد على المواد البسيطة التي تصنعها بنفسها، معتمدة على الدقة والخبرة التي اكتسبتها خلال سنوات عملها في هذا المجال، واعتادت استخدام العديد من المواد والتقنيات في صناعة المكياج سينمائي.

وعبّرت محدثتنا عن طموحها بمتابعة هذا المجال بشكل أكاديمي والعمل فيه وتطوير نفسها، مضيفة أنها لطالما حلمت بالوصول إلى مستويات عالية ولا سيما المشاركة في الأفلام العالمية التي كانت بداية انطلاقتها.

ولفتت إلى أنها ترغب أن تجعل من هذا الطريق مهنة ثابتة من خلال العمل في شركات إنتاج هامة، آملة -كما تقول- أن تتلقى الدعم المناسب والمشاركة في مهرجانات ومعارض وأفلام قادمة سواء على صعيد شخصي أو مشترك.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(328)    هل أعجبتك المقالة (360)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي