أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حكاية الملازم أول أحمد خلف.. ماهر شرف الدين*

خلف - أرشيف

حين دخلت دبَّابات النظام مدينة الرستن بتاريخ 28 أيلول 2011، عرف الجميع بأنَّ الملازم أوَّل أحمد خلف قد استشهد. وقبل إذاعة خبر الاستشهاد كان هناك من قرأ الفاتحة على روحه.

لقد صدَّق السوريون ما قاله هذا الضابط الشجاع عند بدء المعركة: "إذا رأيتم الدبَّابات في الرستن فاعلموا أني قد استشهدت".

كانت هذه الجملة التي قالها أحمد خلف من النوع الذي لا يمكن أن يخرج إلا من أفواه المجانين أو الشعراء أو الأبطال. وقد كان أحمد خلف مجنوناً وشاعراً وبطلاً.

بين تاريخ إعلان انشقاقه في 24 حزيران 2011، وتاريخ استشهاده في 28 أيلول من السنة ذاتها، ثلاثة أشهر أمضاها أحمد خلف مدافعاً عن شرفه كضابطٍ أقسم اليمين على حماية بلده وشعبه.

ثلاثة أشهر هي عمره الحقيقي الذي اشتراه بدمه ودموعه وحلمه بالحرّية التي، بعد ثماني سنين على استشهاده، لم يحصل السوريون عليها.

قاتل الملازم أوَّل أحمد خلف (مواليد 1983) بسلاح فرديّ خفيف يليق بمقاتل حقيقي. قاتل هو ورفاقه بأسلحة خفيفة تليق بشعبٍ لم يطلب إذناً من أحدٍ حين قرَّر إشعال حطب الثورة.

لم يكن مال دول الخليج قد أفسد الضمائر بعد، ولم تكن استخبارات الدول قد أسَّست فصائها في سوريا. كان الحلم خفيفاً كالأسلحة الخفيفة التي قاتل بها الثوَّار يومذاك.

كانت مهمَّة الملازم أوَّل أحمد خلف ورفاقه حماية المدخل الشرقي لمسقط رأسه مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي. وحين سأله قائد كتيبته الرائد عبد الرحمن الشيخ عن إمكان دخول قوَّات النظام من هناك، قال جملته التي لن تحتاج إلى أن تُكتب بالذهب طالما كُتبتْ بدمه: "إذا رأيتم الدبَّابات في الرستن فاعلموا أني قد استشهدت".

وبعد يومين من القتال، رأى السوريون الدبَّابات في الرستن، ورأوا أيضاً شريطاً مصوَّراً لجثَّة أحمد خلف وهي غارقة بدمائه ودماء الحلم الذي قاتل من أجله.

إنها سيرة قصيرة لأحد أبطال الثورة في سوريا. سيرة قصيرة جداً إلى درجة أنه يمكن اختصارها بكلمتين: قال وفعل.

*من كتاب "زمان الوصل"
(576)    هل أعجبتك المقالة (422)

2019-04-07

الله يرحمه ويغفرله ويتقبله بين الشهداء ويجعل مثواه الجنة.


نور الدين

2019-04-08

رحمك الله يا أحمد واسكنك فسيح جنانه!.


معاوية الأموي

2019-04-15

كانت هذه الجملة التي قالها أحمد خلف من النوع الذي لا يمكن أن يخرج إلا من أفواه المجانين أو الشعراء أو الأبطال. وقد كان أحمد خلف مجنوناً وشاعراً وبطلاً.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي