موسم عودة الجثث إلى تل أبيب*

ليست روسيا وحدها اليوم من تعمل على خدمة أحلام إسرائيل - جيتي

هل تعيد روسيا قريباً جثة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى تل أبيت قريباً؟؟...سؤال مطروح اليوم أكثر من اي وقت مضى بعد أن استعاد الموساد ساعة يده كمن يتلمس روح نبي يهودي.

أما ما يدفع أكثر للإجابة بنعم... ما حصل منذ يومين حي تسلمت اسرائيل جثة أحد جنودها المفقودين في حرب عام 1982 عندما دارت معركة الدبابات في منطقة السلطان يعقوب، وفقد حينها خمسة جنود، وهو مسعى لكل حكومات اسرائيل التي توالت بعد الحرب، وهدف يدفعون به في كل مبادرة، وتبدو الظرف مواتية أكثر من ذي قبل لإعادة الجثث.

روسيا التي تسيطر على كامل الأرض السورية اعترفت بأن جنودها يحاولون العثور على رفات جنود إسرائيليين فقدوا في صراعات سابقة في سوريا وسواها حيث تصل قدم الجندي الروسي، وبعد أن باتت هي الآمر الناهي على التراب السوري، ولديها من المرتزقة أيضاً من يساهم عن دراية أو جهل بالوصول إلى جثث الجنود الصهاينة.

وليست روسيا وحدها اليوم من تعمل على خدمة أحلام إسرائيل فقد وقع قبل أيام قليلة رئيس أكبر دولة في العالم على صك التنازل عن أراضي الجولان، وهذا ما سيحدث الفارق في صعود هذه الأحلام لمرتبة الواقع، ويجعل من هزائم العرب في الأمس مجرد ذكرى طيبة أمام ما ستأتي هي القادمات من أيام نكوصهم حدّ الإذلال.

(زخاري باومل) الجثة المستعادة هي عسكري أمريكي يهودي هاجر مع عائلته إلى فلسطين المحتلة عام 1970 ليشارك في معارك الحلم الإسرائيلي، ويقتل في لبنان كفارس تنتظره (دولة) مارقة أشبه بالعصابة، فيما لا يزال مصير عشرات الآلاف ممن قتلوا من كل الجنسيات العربية مدفونة دون أن ينتظرهم أحد سوى حسرة أهاليهم، وخيبات الهزائم.

هو موسم الصعود الإسرائيلي الكبير الذي لم تحققه إسرائيل.. بل الأنظمة العربية الديكتاتورية التي ما تزال تقدم الهدايا على شكل بلاد محطمة تارة أو شعوباً مطحونة لا ترى سوى رغيف الخبز حلماً، وأما التاريخ والجغرافيا فهي ليست سوى أرض تزحف من تحت أقدامهم إلى المجهول، وأبناء يولدون في المخيمات بجينات الذل والجوع والبرد.

ساعة (كامل أمين ثابت) الجاسوس الإسرائيلي الذي كاد أن يصبح وزير دفاع لسوريا هي تذكار لمقاتل عظيم أسهم برجة كبيرة في أمن دولة إسرائيل كما وصفه (نتينياهو)، فيما لا ترى الديكتاتوريات التي تحكم العرب في جنودها سوى بيادق تدافع عن كرسي السلطان ضد شعوبها أولاً، ولا تساوي في احتفالية تكريمهم أكثر من ساعة يد أو حيوان بائس (عنزة) أو قطعة قماش تسمى علم الدولة البائسة يلف به قبل أن يرمى إلى الأبد في قاع النسيان.

أليست هذه مقدمات تشي بقرب عودة جثة (كوهين) كآخر تذكار من زمن لن يعود إلى زمن يصنعه الصهاينة على هواهم بعد أن صارت أنظمة الممانعة خادمة مخلصة، وأصبحت هذه الأوطان مقابر لأبنائها المحتشدين في طابور الموت الطويل؟.

*عبد الرزاق دياب - من كتاب "زمان الوصل"
(200)    هل أعجبتك المقالة (189)

Nauras

2019-04-05

كلام صائب, للأسف الجثث الصهيونية هي التي تحكم العرب. نظام المافيات في دمشق يدعي عدم علمه بالأمر وهذا أسوأ مما لو كان يعلم. باعوا سيادة الوطن من أجل البقاء على موقع اللص للشعب والدولة.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي