ترك "تمام عباس" مهنة النجارة والنحت قبل أكثر من عشرين عاما، دون أن تزول من داخله أثار الخشب والتوق للحفر عليه، ليعود بتشجيع من العائلة والأصدقاء ويجمع لوحاته ويمارس هذا الفن من جديد، ليس من أجل الربح بل ليحقق ذاته حسب تعبيره.
موقع eHoms التقى النحات "تمام عباس" وقد تحدث عن بداياته فقال:
![]() |
«كما كل تلاميذ المدرسة كنت أعمل في العطلة الصيفية، واختار لي والدي مهنة النجارة دون أن يكون أحد في العائلة يعمل بها، وعند معلم النجارة والحفر المشهور بحمص "فرحان دالاتي" بقيت أكثر من ثلاث سنوات تعلمت بها جزءا جيدا من المهنة».
حفر "تمام" في شبابه لوحات ضمت آيات قرآنية، وكان أول شكل حفره رأس جندي فرنسي بمناسبة عيد الجلاء، ثم انقطع عن مهنته المحببة النحت واتجه إلى التجارة، لكنه بقي من حين إلى آخر ينحت بعض الصور والآيات القرآنية ويهديها لأقربائه وأصدقائه.
عن عودته للنحت يتحدث "تمام" فيقول: «منذ شهور قليلة، وبطلب من أحد الأصدقاء قمت بتجميع لوحاتي وأعمالي، لوضعها في معرض للديكور جرى في "فندق السفير" بـ"حمص"،
![]() |
لوحة القلعة |
وبعد التشجيع الذي تلقيته من الأصدقاء جمعت أعمالي القديمة ووثقتها، ثم بدأت بحفر لوحات جديدة، لا أدري كيف جرت الأمور، هناك روح في الخشب لو عملت بها يوما واحدا فأنها تسكنك وتشعر أنها تناديك حتى بعد غياب سنين».
أما عن الأعمال التي نحتها مؤخرا "تمام" فقال: «بشكل عام أنا أحب الطبيعة وأقوم بنحت مشاهد منها، إحدى اللوحات تمثل جزءا من قلعة رومانية، تلاحظ بها كيف أعطى الخشب صورة وانطباع الصخر، بما أن القلعة من الصخر ستجد تشققات وضربات سيوف وسهام عليها، تماما كأنها حجر في القلعة، وفي لوحة أخرى تجد شجرة طاعنة في السن يطفو جزء منها على سطح بحر، هذا المشهد يأخذني إلى عوالم بعيدة، ونحتت هنا صورة تمثل المسجد النبوي، وصورة أخرى لثمار الأشجار».
يستخدم "تمام" نوعين من الخشب فقط هما (ميغانو والبوشباي) وهما من أشجار تحمل نفس الاسم ضمن الغابات الأمريكية والمكسيكية ويقول عن خشبهما أنه مناسب جدا للنحت و"مطواع" كما في لغة النحاتين والأهم أنه يحافظ على شكله لفترة طويلة بعد النحت، ولا يستخدم "تمام" سوى الأزميل والمطرقة في النحت، أما اللون فيكسبه للوحة عند دهان مختص وأجمل ما يحدث لـ"تمام" حاليا أن ولده "حمزة" ابن /14/ عاما يقوم بتصميم الصور والمشاهد لوالده على الكمبيوتر.
يقول "تمام" عن عمله: «أهم ما في النحت أن تتعايش مع عملك وتذهب أحيانا كما يريد الخشب، فالأخير كائن حي، حتى لو خرجت ضربة أزميل خاطئة من
![]() |
يد النحات يجب أن يتدارك الخطأ بجعله جزء من اللوحة».
يعمل "تمام" حاليا على نحت عدة أعمال منها نحت آلة القيثارة الموسيقية بحجمها وشكلها الطبيعيين حتى أنه سيضيف إليها أوتار، كما يسعى تمام لإقامة معرض للوحاته في "حمص" وآخر بـ"دمشق" في الصيف المقبل.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية