أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رسام كاريكاتير أسترالي يجسد هول مجزرة نيوزيلاندا على الرمز الوطني للبلاد

اللوحة

أثار الهجوم الدموي الذي استهدف مصلين داخل مسجدين فى مدينة “كرايست تشيرش” فى نيوزيلند قبل اسبوع، اهتمام الكثير من فناني الكاريكاتير في العالم في التعبير عن هذا الحادث المؤسف الذي أدى لمقتل 50 مصلياً وإصابة آخرين على يد يميني متطرف، ومن هؤلاء الفنانين رسام الكاريكاتير الأسترالي "بات كامبل" الذي رسم شعار نيوزيلندا الذي يجسد ورق نبات السرخس الفضي المحلي وهو الرمز الوطني الأسترالي، مستبدلاً أوراقه بالمصلين الذين استشهدوا والبالغ عددهم 49 شهيداً. وهم بأوضاع مختلفة من الصلاة، وذيّل اللوحة بعبارة Hello_Brother التي قالها أول شهداء المجزرة للمجرم على مدخل المسجد قبل أن يغدره بعدة طلقات أودت بحياته.


وقال كامبل الذي يعمل لصالح صحيفة "كانبيرا تايمز" إنه توصل لفكرة رسم السرخس بعد يوم واحد من المجزرة، وتابع على حسابه الشخصي في "فيسبوك": "لقد فكرت في السرخس، وهو رمز مهم لنيوزيلندا، شكله يفسح المجال بشكل طبيعي لتمثيل الناس، ومن هنا كانت خطوة قصيرة لتصوير الضحايا وهم يصلون".


وأضاف أنه قام في البداية برسم 49 رقماً وبعد أن انتهى من الرسم، فوجئ بأن عدد الضحايا وصل إلى 50 شهيدا، الأمر الذى دفعه إلى العمل على إضافة شخص آخر إلى الرسم، إضافة إلى صورة ظلية أخرى.


وبدوره أشار الفنان الفلسطيني السوري "هاني عباس" لـ"زمان الوصل"إلى أن العمل الإرهابي الذي قام به المتطرف الأسترالي (برينتون تارانت) ضد مصلين مسالمين في مسجدين بنيوزلندا ليست قضية سهلة أو بسيطة، وشكلت صدمة لمعظم الناس حول العالم ومنهم الفنانون، وخاصة أن المجرم بث مجريات ارتكابه للجريمة بشكل مباشر، ومن خلال تصوير يحاكي ألعاب الفيديو، فكان هذا الأمر قاسياً ومؤثراً ويعطي أي شخص عادي مجالاً للتعبير بحسب مكانه واهتمامه والتعاطف مع الضحايا.


وتابع الفنان المقيم في مدينة جنيف السويسرية أن معظم الرسوم الكاريكاتيرية التي انتشرت على "السوشيال ميديا" كانت ذات طابع إنساني وتضامني، وكان هناك -كما يقول- رسوم قوية جداً وبعضها أقرب للبوستر والتصميم وتحمل عبارات مؤثرة، واستدرك محدثنا أن الحالات الإنسانية تتيح للفنان أن يتجه للعمق أكثر وأن يرسم بشكل مبسط تقنياً أحياناً، ولكنه يكون أكثر تأثيراً في إيصال رسالته، وهذا ما بدا في عدد من الرسوم التي تناولت الحدث الأليم ومنها لوحة كامبل.


محدثنا أبان أن الفنان الحقيقي بغض النظر عن انتماءاته سواء السياسية أو الدينية لا يكون فناناً حقيقياً إذا لم يكن إنساناً بالدرجة الأولى ويتخذ موقفاً منحازاً للقضايا الإنسانية بغض النظر عمن يرسمهم أو يعبر عنهم وهذه –حسب قوله- الخامة الأساسية، وإذا انعدمت لا يكون فناناً.

وتابع أن مجزرة نيوزيلاندا بقدر ما كانت مروّعة وقاسية إلا أنها كشفت لنا كعرب وشرقيين كم في العالم من أشخاص يحملون المشاعر الإنسانية، ودعا عباس الفنانين من عرب وغربيين إلى أن يعبروا عن أي قضية بمعزل عن أي انتماء، لافتا إلى أن لوحة الفنان الأسترالي "بات كامبل" تحمل في ثناياها رمزية عالية، وهي أقرب للبوستر منها للوحة الكاريكاتير لكنها تحوي رسالة وفكرة واضحتين ومعبرتين جداً، ويمكن أن تكون من الرسوم الموثقة لهذا الحدث المروع وأيقونة للتعاطف مع ضحاياه.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(172)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي