أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الرئيس فيشر : ما حدث في غزة ليس عادلاً , وزيارة الأسد رمز ستفهمه أوروبا

الرئيس الأسد: يحق لأي دولة في العالم بأن يكون لديها مفاعل للأغراض السلمية

عقد الرئيس السوري بشار الأسد و السيد هاينز فيشر رئيس جمهورية النمسا اجتماعاً ثنائياً تلاه اجتماع موسع ضم أعضاء الوفدين الرسميين.

وقال الرئيس الأسد في مؤتمر صحفي: أشكر الرئيس فيشر على كلماته وعلى كل الترتيبات التي قام بها مع الحكومة النمساوية من أجل أن تكون هذه الزيارة ناجحة ومريحة بنفس الوقت ويسعدني أن أكون في النمسا البلد الصديق الذي عرف عبر عقود بمواقفه الموضوعية والبناءة والعادلة تجاه القضايا المختلفة في العالم وخاصة تجاه القضايا في الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية السلام بشكل عام.

20090427-233259.jpg

وأضاف  الأسد: أن مواقف النمسا التي تراكمت عبر عقود عديدة أعطت للنمسا موقعاً ومصداقية خاصة وفي هذه الظروف المستجدة في العالم ونحن هنا اليوم لكي نتحاور مع النمسا ولكي نستغل الموقع ومصداقيتها تجاه هذه المشاكل من أجل الوصول إلى حل ما ومن أجل تحريك المبادرات الموجودة من أجل حل هذه المشاكل.

وقال : إننا الآن أمام مزاج جديد في العالم لا يعني أن كل شيء إيجابي فهناك مزاج إيجابي.. هناك موجة من التفاؤل.. لكن هذه الموجة محصورة بزمن معين قد لا تستمر ولا نعرف متى تنتهي والمهم أن نتحرك بأقصى سرعة من أجل أن نحول حالة التفاؤل إلى عمل مباشر منتج وبالنسبة لنا في حوارنا مع النمسا هو حوار يجب أن يكون ونتوقع وهذا ما رأيناه خلال المحادثات حواراً منتجاً ومثمراً لافتاً إلى أنه لا بد من التحرك بأقصى سرعة في المرحلة الأولى أو بالأولوية الأولى تجاه عملية السلام.

وأضاف الرئيس الأسد: أنا والرئيس فيشر ركزنا في محادثاتنا اليوم بشكل أساسي على عملية السلام وعملية السلام هي كلمة واسعة لها عناوين فرعية كثيرة.. عملية السلام الفلسطينية وعلى المسار السوري واللبناني.. مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تنفصل عن السلام.. قضايا أخرى كثيرة لا يمكن أن تنفصل عن عملية السلام.

20090427-221047.jpg

وقال الرئيس الأسد: كما ركزنا على عملية السلام التي أطلقت في مدريد عام 1991 ونحن الآن في عام 2009 أي بعد 18 عاماً من إطلاق تلك العملية نرى بأن الواقع لا يعكس أي وجود لسلام حقيقي بل نرى المزيد من الدماء بالرغم من بعض المفاوضات التي تنطلق من وقت لآخر ولكن النتائج لاحقاً تكون عكسية فإذاً لا بد من التحرك من أجل دعم هذه العملية السلمية على عدة مستويات.. على المستوى الدولي سواء في الولايات المتحدة وفي أوروبا أو على المستوى الإقليمي من خلال التعاطي والتواصل والحوار مع الأطراف المعنية مباشرةً بهذه القضية.

وقال الرئيس الأسد: إن الموقف النمساوي دائماً داعم لعملية السلام وكذلك الموقف الأوروبي ولكن ما تناقشنا به هو كيف نحول هذا التوافق في المواقف بيننا وبين النمسا والاتحاد الأوروبي إلى خطة عمل تنفيذية. وتطرقنا إلى موضوع الملف النووي الإيراني وأكدنا ضرورة أن تلتزم أي مبادرة دولية تطرح بمعاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ال إن بي كي والتي تعطي الحق لأي دولة في العالم بأن يكون لديها مفاعل سلمي أو للأغراض السلمية وبنفس الوقت هناك آليات من أجل المراقبة لذلك من الممكن أن يكون هناك حوار دولي مع إيران بناء على هذه النقطة وهذا ما تؤيده سورية.

وقال : طبعاً عبرنا عن ارتياحنا للأوضاع في العراق وخاصةً على خلفية الانتخابات الأخيرة التي حصلت...انتخابات الإدارة المحلية ونعتقد أن هذه الانتخابات كانت خطوة إلى الأمام بالنسبة للعملية السياسية العراقية وهي خطوة بحاجة إلى خطوات أخرى تكملها وهي تدفعنا أكثر إلى التفاؤل بأن العراق أصبح أبعد عن خطر أي حرب أهلية حقيقية أو أي تفتت وبالعكس الآن يعود لوحدته وسورية تحسن علاقاتها مع العراق وتسعى إلى مساعدته من أجل الوصول إلى الاستقرار.

وتابع الرئيس الأسد: تحدثنا في قضايا سياسية كثيرة وأنا أعطي الآن بعض العناوين وسأترك التفاصيل إلى أسئلتكم.

ورداً على سؤال حول الجدل في إسرائيل إزاء استئناف المفاوضات مع سورية والتصور والرؤية السورية لاستئناف هذه المفاوضات أوضح الرئيس الأسد: بالنسبة للحديث عن مفاوضات ربما يكون حديثاً إعلامياً لأن ما نراه ونسمعه من تصريحات هو معاكس تماماً للسلام فمنذ أيام قليلة سمعنا أن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب أو غير مستعدة لإعادة الجولان وقبل هذه الأيام سمعنا رفضاً واضحاً أيضاً برفض مبدأ قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية والكل يعرف أن هناك إجماعاً دولياً حول مبدأ الدولتين وهناك أيضاً دعم دولي من دون استثناء لسورية بحقها في استعادة أراضيها المحتلة كاملة فإذا لم يتوفر العنصر الأول والعنصر الثاني من الصعب أن نقول أن هناك شيئاً جدياً أو حقيقياً يحصل تجاه السلام لا مؤشرات ولا أفعال ..إذا كانت المؤشرات ضد السلام فلا يمكن أن نتوقع أن تكون الأفعال مع السلام لذلك أعتقد أن هذا الكلام مجرد كلام إعلامي وعندما يكون هناك تصريح واضح والتزام من الحكومة الإسرائيلية بهذه البنود نستطيع عندها أن نتحدث عن الاحتمالات الممكنة لأي عملية سلام.

ورداً على سؤال حول أهمية الجولان بالنسبة لسورية وعدم قبولها أي معاهدة سلام مع إسرائيل إذا لم تنسحب منه قال الرئيس الأسد: لا نستطيع أن نقول أن الجولان مهم بل هو حق إذا كان مهماً أو غير مهم فهو أرض لنا وحق لنا وبالتالي يجب أن يعود بكل الأحوال.

وأضاف الرئيس الأسد: أن نقول إننا نثق بالحكومة الإسرائيلية الحالية بصراحة لا أستطيع أن أقول بأننا وثقنا بكل الحكومات السابقة بكل الأحوال.. منذ اغتيال رابين لم نر أي مؤشر حقيقي على الأرض باتجاه عملية السلام ولو عدنا إلى مذكرات عدد من المسؤولين الأمريكيين ومنهم الرئيس بيل كلينتون تحديداً فسوف نرى هذا الكلام بشكل حرفي حول المناورات التي تمت فبصراحة لا نتوقع ان تعطي هذه الحكومة سلاماً لكنها لا تناور وهي صريحة بأنها لا تريد السلام مع ذلك نحن عندما نعمل من أجل هدف كبير كالسلام نضعه في موقع استراتيجي ..في مستوى آخر لا نحاول أن نربط العمل من أجل السلام بتغييرات تكتيكية معينة تحصل لأسباب انتخابية ولانتوقف نحن وأصدقاؤنا الأوروبيون وحتى الإدارة الامريكية أي إدارة أمريكية من أجل العمل لوضع تصور أو خطة عمل لهذا السلام.

وقال الرئيس الأسد إنه عندما يكون هناك حكومة إسرائيلية مستعدة للسلام سواء هذه الحكومة أو غيرها نستطيع أن نتحرك معهم مباشرة ونستطيع أن نقول إننا لا نثق ..نستطيع أن نقول بأنهم لن يحققوا السلام ولكن هذا لا يعني أنه لا نفترض أن كل شيء ممكن في السياسة.

وجواباً على سؤال عن كيفية إقناع حزب الله وحماس بحل الدولتين إذا نجحت سورية في إيجاد حل لمعاهدة سلام مع إسرائيل قال الرئيس الأسد: سورية تستطيع أن تحقق السلام على أراضيها وعلى حدودها لكن لا تستطيع أن تحققه نيابة عن الدول الأخرى.

وتابع سيادته.. فهناك ثلاثة مسارات لعملية السلام.. حزب الله غير موجود في سورية موجود في لبنان وهو حزب كأي حزب آخر له قواعد ودعم شعبي في لبنان.. أما حماس فهي حزب موجود داخل الأراضي الفلسطينية وإذا كانوا يريدون أن يتعاملوا مع هاتين الجهتين ضمن إطار عملية السلام فهذا يعني أنه على إسرائيل أن تأخذ بالاعتبار المسارات الثلاثة بنفس الوقت وهو ما نسميه السلام الشامل.

أما الحديث عن المسار السوري فربما يحقق اتفاقية سلام على المسار السوري فقط.. من جانب آخر اتفاقية سلام على الجانب السوري لا يعني أن تحقق سلاماً بأكمله وتنتج سلاماً حقيقياً على الأرض لذلك دائماً سورية موقفها مع إطلاق المفاوضات على المسارات الثلاثة بشكل متزامن وبالتالي الوصول إلى السلام الشامل الذي ينهي الحوار حول هذه النقاط.

20090427-221737.jpg

من جهته قال الرئيس النمساوي هاينز فيشر يسرني فعلاً أن تتاح فرصة استقبال السيد رئيس الجمهورية العربية السورية والوفد الكريم المرافق له على مستوى عال وان أرحب بهم في النمسا.

وأضاف فيشر: لقد قابلت سيادة الرئيس بشار الأسد بعد انتخابه كرئيس أثناء زيارتي لسورية بصفتي رئيساً للبرلمان النمساوي ومنذ ذلك وطدنا ووثقنا العلاقات بيننا.

وفي كانون الأول 2007 اتفقنا على زيارة فخامته إلى النمسا اليوم وهذه الزيارة مفيدة ليس فقط للنمسا بل لسورية أيضاً وللاتحاد الأوربي ولأوروبا ككل أيضاً.

وقال فيشر إن فخامة السيد الرئيس الأسد سيقابل كل رؤساء الحكومات النمساوية سواء المستشار النمساوي ورئيسة البرلمان أو نائب المستشار وسيقابل كذلك المستشارين السابقين كوزونباوي وبراميسكي وهذه طبعاً إمكانيات عديدة لمناقشة عدة مواضيع وأثناء حديث العمل الذي قمنا به الآن تطرقنا إلى العلاقات الثنائية واتفقنا على أن هذه العلاقات إيجابية جداً وعريقة ومتطورة.

وقال الرئيس النمساوي: لقد قمنا في العام الماضي بتبادل الزيارات وإن جزءا مهماً من العلاقات الثنائية يركز على المجال الاقتصادي الذي تطور عام 2008 ما نتج عنه نسبة إيجابية في الصادرات والواردات وإني أعتقد أن هناك مسألة أو واجبا مهما يقع على عاتقنا الآن.. إننا نقوم بالتمسك بهذه النسبة الاقتصادية العالية حتى في ظروف الأزمة المالية والاقتصادية الحالية.

وأضاف: إننا سنقوم بمناقشة ذلك صباح غد في إطار المنتدى الاقتصادي السوري النمساوي وإن هناك معاهدات عدة مثل معاهدة تجنب الازدواج الضريبي وحماية الاستثمارات.. وكلها معاهدات بإمكاننا من خلالها أن نوطد هذه العلاقات الاقتصادية.

وقال فيشر: أنظر إلى هذه الزيارة على أنها إمكانية للحوار ولمناقشة العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وسورية وإن وجهة نظر النمسا تتمثل في أن اتفاقية الاندماج والتعاون والتنسيق بين البلدين يمكن التوقيع عليها وهناك دول أوروبية كثيرة تشجع وجهة النظر هذه.

وأضاف الرئيس فيشر: إننا نعرف أن سورية تقوم بدور جوهري في إطار قضية الشرق الأوسط ومواضيع عدة متصلة بهذه القضية وتطرقنا في حديثنا إلى هذه المواضيع وتفضل الرئيس الأسد بشرح موقفه ووجهة نظره حول هذه المواضيع وإنه يسعدني أننا متفقون في كثير من الآراء ووجهات النظر.

وقال الرئيس النمساوي: إنه مهم بالنسبة لأوروبا وللاتحاد الأوروبي أن يكون رأي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول إيران والبرنامج النووي.. إننا إذا تمكنت النمسا بالقيام ببعض الشرح حول هذا الموضوع حتى تتمكن من إيجاد حل عبر المفاوضات في هذا المجال والمهم هنا أن يكون هناك تعاون بين إيران وهيئة الأمم المتحدة للشؤون النووية.

وهناك مسألة اخرى وهي قضية السلام في الشرق الاوسط بين سورية وإسرائيل كانت موضوعاً مهماً أيضاً تطرقنا إليه وأعتقد أنه من الجيد أن البلدين قاما بمفاوضات غير مباشرة وللأسف انتهت هذه المفاوضات بسبب ما حدث في غزة نهاية العام الماضي ولم يتمكن الطرفان من مواصلة هذه المفاوضات وإننا قلقون من أنه قد يكون من الصعب العودة إلى هذه العملية ولكني أعتقد أنه يجب علينا أن نرجع إلى هذا المسار واننا طبعا كلنا لن نتمكن من اختيار الحكومات.

فالنمسا ليس بإمكانها اختيار الحكومة الإسرائيلية وسورية لا تستطيع وكذلك إسرائيل.

وأوضح الرئيس فيشر أن الحكومة النمساوية تقوم بكل ما في وسعها نحو هذا الاتجاه ونقوم دائماً بإطلاق صوتنا.. ان ما حدث في غزة مثلا ليس عادلاً وانه وقع ضحايا كثيرون وذلك لم يكن متناسبا مع الهدف الذي ذكرته إسرائيل.

لكن النمسا تحاول مواصلة هذه السياسة التي بدأتها منذ عدة سنوات فإننا هنا طرف في القضية أو طرف في الحوار.

وردا على سؤال حول مستقبل العلاقات الأوروبية السورية قال الرئيس النمساوي: إنني أنظر إلى زيارة الرئيس الأسد في إطار تطورات ومقاربة جيدة وإيجابية بين سورية والاتحاد الأوروبي

واضاف الرئيس فيشر: إذا نظرنا إلى قوائم الزيارات في دمشق فلدينا وزراء الخارجية 20090427-222929.jpgفي الكثير من الدول الأوروبية يزورون سورية سواء وزراء خارجية أو غيرهم وإنني أعتقد أن هذه السياسة النمساوية التي قمنا بها ودعمنا فيها الحوار بين الثقافات والديانات والأطراف المختلفة.. فقد قمنا بدعم هذا الحوار في إطار مؤتمر أقيم حول ذلك حضره وفد سوري عالي المستوى وشارك في هذا الحوار وأعتقد أن هذه الزيارة رمز ستفهمه أوروبا بالكامل.

 

وكان الرئيس الأسد والسيدة عقيلته بدأا زيارة رسمية إلى النمسا .

وأقام الرئيس النمساوي هاينز فيشر مراسم استقبال رسمية للرئيس الأسد والسيدة عقيلته حيث كان الرئيس فيشر وعقيلته في مقدمة مستقبليهما لدى وصولهما إلى قصر هوفبورغ الرئاسي في العاصمة النمساوية فيينا.

 

زمان الوصل - وكالات
(93)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي