ساعات قليلة تلك التي فصلت بين وفاة اللاجئ السوري "خالد حاج مصطفى" وابنه "حمزة" الذي عُثر على جثته في أحد مشافي مدينة "كرايست تشرش" النيوزيلندية بعد أن شاب الغموض مصيره في المجزرة التي قضى جراءها 50 مصلياً وجرح العشرات، ونفذها يميني متطرف يوم الجمعة الماضي.
وأفاد "أصلان حاج مصطفى" قريب الضحيتين لـ"زمان الوصل" أن عائلة "حمزة 16" عاماً لم تره منذ حادث إطلاق النار ولم تعثر عليه في جميع المستشفيات التي عولج المصابون فيها.
وروى محدثنا نقلاً عن والدة "حمزة" أنه ذهب بصحبة والده مع شقيقه الأصغر زيد لصلاة الجمعة في مسجد "النور" الذي يبعد حوالي 15 دقيقة عن منزلهم، وماهي إلا لحظات حتى سمعوا أصوات رصاص، فاتصل بأمه وأبلغها بما يجري ثم اختفى صوته.
وأضاف محدثنا أن جوال والدته بقي مفتوحاً لأكثر من ربع ساعة دون أن تتمكن من الحديث معه ولكنها ـ كما يقول- كانت تسمع أصوات الصراخ والاستغاثات داخل المسجد، وبعد ثوانٍ ردّ أحد الأشخاص على الجوال وقال لها: "احتسبي ابنك من الشهداء".
وأغلق الهاتف، وروى محدثنا –حسب المصدر- أن إحدى النسوة من جيران عائلة "حمزة" وهي والدة صديقه رأته مستلقياً على الأرض دون حراك، ولكنها كانت منشغلة بابنها المصاب.
وتابع محدثنا أن زيداً الإبن الأصغر لعائلة قريبه أصيب بعدة رصاصات وكان ينادي على شقيقه دون أن يسمعه جراء أصوات الضجيج الذي أعقب استهداف المصلين، ولا يزال زيد في المستشفى وحالته مستقرة نسبياً، مضيفاً أن هناك صعوبة في التواصل مع والدتهما التي تعيش حالة انهيار نفسي وحزن شديد على فقدان زوجها وابنها بفارق ساعات قليلة.
وكان "حمزة" قد لجأ مع عائلته إلى الأردن منذ بداية الحرب ونظراً لمؤهلاته في رياضة ركوب الخيل انضم للاتحاد الملكي للفروسية في عمان، وحصل قبل نحو عام على المركز الثاني في سباق للخيل بالأردن، وكان –حسب محدثنا- من المتفوقين دراسياً في مدرسة "الأمير حمزة" بالعاصمة الأردنية خلال السنوات الست التي درس فيها هناك. ومنذ ثلاثة أشهر حصلت العائلة على لجوء إلى نيوزيلاندا بموجب برنامج التوطين الذي ترعاه الأمم المتحدة.
قصة سائس الخيل السوري الذي قضى في مجزرة نيوزلاندا واختفى ابنه وأصيب الآخر
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية