كل شيء في سوريا الأسد وصل قاع الانهيار.. حتى سوق السيارات الذي كان يضرب به المثل في سوء المواصفات وارتفاع الأسعار، بات في حال يرثى لها مع ظهور بدعة "تصنيع إيراني بامتياز صيني".. وما أدراك ماذا تعني تصنيع إيراني بامتياز صيني في سوريا الأسد؟!
فقد بشر وكلاء السيارات في مناطق النظام زبائنهم بإطلالة طراز جديد من السيارة الإيرانية "سايبا" تم تصنيعه بامتياز من شركة صينية تدعى "برليانس".
المضحك في الأمر أن "سايبا" الجديدة سبقتها دعايات من مصنعيها بأنها ستكون سيارة ذوي الدخل المحدود (وصف يطلق عادة على الموظفين وضعيفي الدخل)، ولكن المفاجأة الصاعقة أن السيارة طرحت بسعر 9.5 مليون ليرة.. نعم 9.5 مليون ليرة أي نحو 19 ألف دولار فقط لاغير، وهو سعر فاحش للغاية حتى في الدول التي تتعامل بالدولار، فما بالك بدولة الدولار فيها يساوي 500 من عملتها!
المضحك أكثر، أن بعض تجار السيارات استعرضوا مواصفات المركبة الإيرانية الصينية، وكأنها شي خارق أو سبق في عالم السيارات، علما أن أعلى مواصفات المركبة المطروحة موجودة في سيارات أخرى منذ عشرات السنين، وباتت للمستهلكين شيئا أقل من عادي.
ولأن الزبون السوري ليس بحاجة لمن يشرح له "مزايا" الإيراني ولا "خصائص" الصيني، فالسيارات المهترئة القادمة من هذين البلدين تملأ الشوارع، وتدل عليها من مسافة بعيدة، حتى وإن كان عمر السيارة سنة أو سنتين.. لهذا الاعتبار وغيره بدت أقل "حلفاوية" (سيارة مجمعة تصنع محليا بمبادرات فردية وإمكانات متواضعة) أفضل بكثير من "سايبا" الإيرانية، لاسيما عندما يتذكر "محدود الدخل" أن عليه دفع 19 ألف دولار ثمنا للخردة التي يسوقها النظام لتذهب أرباحها إلى حلفائه، فيما دخل "محدود الدخل" هذا لايتجاوز 1200 دولار سنويا، أي إنه بحاجة لنحو 16 سنة حتى يوفر ثمنها.
وأخيرا، ورغم أننا في العام 2019، فإن السيارة لا زالت حلما لدى شريحة واسعة من الناس في سوريا الأسد، ويبدو أنها مع الأيام ستصير كابوسا لشدة ما يدخله النظام من سيارات متهالكة طالبا فيها أسعار خيالية.
*مواصفات السيارة المطروحة بـ19 ألف دولار
Saipa H330
الوزن: 1250 كيلو غرام
حجم المحرك : 1600 cc
صندوق السرعة: أوتوماتيك 4 تبديلات
الفرامل الأمامية: مخدات مبردة
الفرامل الخلفية: ديسكات
عدد الركاب: 5
سعة خزان الوقود: 55 لتر
منظومة الدخول بدون مفاتيح، زر تشغيل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية