تدفّق عشرات الكنديين إلى المساجد من جميع أنحاء البلاد لدعم الجاليات الإسلامية والإعراب عن حزنهم بعد وقوع المجزرة التي طالت عشرات المصلين في مسجدين بمدينة "كرايست تشرش النيوزيلندية" أمس الأول (الجمعة).
وترك المتعاطفون أكواماً من الزهور وباقات المواساة لأهالي الضحايا، وروت الكاتبة السورية من أصل فلسطيني "إيناس عوض" لـ"زمان الوصل" أن جارة لها تًدعى ميبل Mabel كانت تبكي بحرقة لدى سماع الخبر وقالت لها: "لا تدعي ما حدث يردعك عن ممارسة شعائر دينك" وترى أن "ما جرى شيء مريع ولا يصدق".
وأردفت محدثتنا التي لجأت إلى كندا منذ أشهر أن جارتها المسنة عرضت عليها إيصالها بسيارتها للمسجد أمس (الجمعة) وطلبت منها أن تساعدها في لف الحجاب وسألتها إن كانت ملابسها مناسبة للمسجد أم لا وتابعت أنها أحضرت لجارتها الثمانينية في المسجد كرسياً لتجلس عليه أثناء الخطبة لكنها وقفت مع المصليات أثناء إقامة الصلاة، مضيفة أن هناك الكثير من الكنديات غير المسلمات حضرن للصلاة وأحضرن معهن الورود وبطاقات المواساة.
وتعمل ميبل كمتطوعة في كنيسة تدعم اللاجئين السوريين وتقضي جل وقتها للتطوع في مساعدة القادمين الجدد، ورغم أنها متقاعدة لا تعمل في مجال التمريض لكنها نشيطة جداً في المجتمع والكنيسة التي تنتمي إليها -حسب محدثتنا- التي أضافت أن المسنة الكندية إنسانة رائعة وخدومة جداً حتى أنها اعتادت أن تراسلها بعد أن كُسرت يدها -أي إيناس- عارضة عليها أن تجلب ما تحتاجه من السوق أو توصل أحداً من أبنائها إلى المدرسة عندما يكون الطقس سيئاً جداً لأنهم يذهبون إلى المدرسة سيراً على الأقدام عادة.
وكشفت محدثتنا التي تعيش في بلدة صغيرة بولاية "أونتاريو" الكندية أن جارتها ذهبت قبل سنتين إلى إمام مسجد بلدة Barrie التي تقيم فيها لتعرب عن تضامنها مع المسلمين عقب تعرض مسجد "كيبيك" لإطلاق نار من قبل أحد المتطرفين نهاية كانون الثاني يناير/2017، وأسفر عن مقتل 6 مصلين وإصابة آخرين، وأعربت عن تضامنها ودعمها للمسلمين في المدينة.
وأردف المصدر أن الكثير من الكنديين متعاطفون جداً مع اللاجئين والجاليات العربية والإسلامية ولا يحبذون أي شكل من أشكال العنصرية، بل يعتبروها دخيلة عليهم.
وكانت الشرطة الكندية قد عزّزت وجودها في جميع أنحاء البلاد وسيرت دوريات مكثفة بالقرب من المساجد في محاولة منها لطمأنة الكنديين بعد إطلاق النار على مصلين في مسجدين في نيوزيلندا.
وتُعتبر "أونتاريو" الولاية الأولى بين المقاطعات الكندية لجهة استضافة معظم اللاجئين السوريين القادمين إلى كندا في سنة واحدة، وهو أمر تفتخر به الحكومة المحلية التي تشدّد على أن اندماج اللاجئين يتمّ بوتيرة ثابتة بفضل سخاء سكان المقاطعة وتعاونهم.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية