أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

انتقادات إلى وزيرة حقوق الإنسان لحضورها دون شهود

بدء محاكمة أميركيين بتهم الاغتصاب والقتل والحرق بحق أسرة عراقية

في ربيع 2006 واجهت الفتاة عبير، ذات 15 عاما، أبشع مصير، عندما ارتكبت بحقها جريمة قل نظيرها في بلدان العالم، وهي تستغيث بأبيها «المقتول في أحد أركان منزلها»، في بلدة المحمودية، فلا يجيب، إلا بنزف ما بقي فيه من دماء، ليمتزج بدماء زوجته وطفلته اللتين قتلتا بجانبه.
وعبير قاسم الجنابي فتاة عراقية، تناوب على اغتصابها خمسة جنود أميركيين، بعد قتل والديها وأختها الصغيرة، بدم بارد، ومن ثم قتلوها وحرقوا جثتها مع ذويها، وأضرموا النار في منزلهم. وبعد ثلاثة أعوام على هذه الحادثة، سيواجه الجندي الأميركي السابق، ستيفن غرين، غدا الاثنين محاكمته بتهمة التورط في قيادة أربعة جنود آخرين، تحت جنح الظلام، واقتحام منزل في بلدة المحمودية (30 كم جنوب بغداد)، واغتصاب الفتاة عبير الجنابي، وقتلها مع عائلتها، وإضرام النار في المنزل، لإخفاء جريمتهم.
وصدر حكم على أربعة جنود في تلك الواقعة الفظيعة، التي جرت في شهر مارس 2006، وكشفت تفاصيلها خلال المحاكمات، وتبين حسب اعترافات المتهمين، أن خطة اغتصاب عبير تمت أثناء جلسة، شرب الجنود فيها الخمر، وكانوا يلعبون الورق في نقطة تفتيش، في قضاء المحمودية جنوب بغداد، حيث قال الجندي غرين لأصدقائه إنه يريد (أن يذهب إلى منزل، وقتل بعض العراقيين).
سياسيون وقانونيون عراقيون طالبوا بوجود شهود من أقرباء المجني عليهم، ومن جيرانهم، في جلسة المحكمة، منتقدين وزيرة حقوق الإنسان التي ستحضر جلسة المحكمة لعدم اصطحابها أي شاهد عراقي.
كما طالبوا بإنزال أقصى العقوبات بحق هذا الجندي، فيما أعرب آخرون عن رغبتهم بإجراء هذه المحاكمة في العراق، وليس في أميركا، كونها قضية عراقية، وضحاياها من الشعب العراقي.
وقال الناطق باسم لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي عامر ثامر: «إن مثل هذه الأعمال والجرائم، هي خارج كل القيم والمبادئ، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وتجاوز مشين على الإنسان والإنسانية، التي تدعي بها الولايات المتحدة الأميركية وتؤكد أنها محط اهتمام وتقدير بالنسبة إليها».
وأشار إلى: «أننا في لجنة حقوق الإنسان البرلمانية نعد هذه الجريمة، جريمة نكراء، بحق الشعب العراقي الإنسانية، ولا يمكن أن تغتفر لمرتكبيها، خاصة الجندي غرين، الذي قاد المجموعة لارتكاب هذه الجريمة، التي فاقت كل التصورات».
وطالب ثامر، باسم لجنة حقوق الإنسان البرلمانية بإنزال أقصى العقوبات بحق هذا الجندي، مؤكدا: «أن من المفترض أن يكون العقاب بحجم الجريمة التي اقترفها، هو والجنود الذين كانوا بمعيته».
في حين قال عضو اللجنة القانونية في مجلس النواب محسن السعدون: «كنا نأمل أن تتم محاكمة الجندي السابق (غرين) داخل العراق، وليس في أميركا، وهذا ما كنا نطمح إليه في الاتفاقية الأمنية التي وقعت مع الجانب الأميركي، في بند الولاية القضائية، وهو محاسبة ومحاكمة الجنود الأميركيين الذين ينتهكون حقوق الإنسان ويرتكبون الجرائم داخل العراق في المحاكم العراقية».
وأوضح السعدون: «إن هذا الجندي ارتكب جريمة بشعة بحق كل العراقيين، وليس الفتاة (عبير) وعائلتها فحسب، ولا بد للمحكمة الأميركية أن تشدد العقوبة عليه، ويكون عبرة لكل من تسول له نفسه الاستهانة بأرواح وكرامة العراقيين».
وذكرت وزيرة حقوق الإنسان وجدان سالم في مؤتمر صحافي عقدته قبل سفرها إلى واشنطن لحضور جلسة المحاكمة: «إن الجندي الأميركي السابق ستيفن غرين يواجه تهمة الاعتداء والقتل العمد، ومن المتوقع أن ينال حكما بالإعدام، جراء ارتكابه جريمة الاعتداء على الفتاة عبير قاسم الجنابي، وقتلها مع جميع أفراد عائلتها، وحرق جثثهم».
وأشارت إلى «أن الوزارة تابعت القضية في جميع مراحلها بشكل تفصيلي، وسأكون حاضرة في جلسات المحاكمة التي ستبدأ في 27 من الشهر الجاري في مدينة كنتاكي الأميركية، كون غرين أخرج من الجيش، ويعد الآن مدنيا، وسيحاكم على وفق الأصول القانونية هناك». وشددت سالم على «أن الوزارة تتابع جميع الملفات والقضايا المتعلقة بالانتهاكات التي اقترفها عدد من الجنود الأميركيين ضد المواطنين بشكل تفصيلي، في كل مراحل سير هذه القضايا التي حدثت خلال السنوات الماضية في جميع أنحاء البلاد، ومنها ما شهدته مناطق المحمودية وحديثة والإسحاقي، وقضايا أخرى كثيرة تواصل الوزارة بذل الجهود بهدف عدم ضياع حقوق المواطنين من جهة، وأن ينال المجرمون جزاءهم العادل من جهة أخرى».

 

العرب
(103)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي