"بئر" يتحول إلى قبر طفل سقط فيه بــ"رأس العين"

تحول قعر بئر مظلمة إلى قبر لطفل صغير كان يلعب ويلهو مع جدته المسنة خلال جمعها للحشائش الحولية ضمن حقل كمون بريف مدينة "رأس العين" شمالي الحسكة.

وبقي الطفل "أحمد عبد القادر" (4 سنوات) ينادي جدته باللهجة المحلية "حبابة ..حبابة" لمدة ثلاثة ساعات من أسفل البئر العميقة والناس يقفون قرب فوهتها عاجزين عن فعل أي شيء، بعد أن تجمعوا على صراخ جدته التي كانت تلطم وجهها طوال الوقت.

وتخرج النساء في الجزيرة السورية في الربيع إلى الحقول بحثا عن حشائش الخباز (خبيزة) والقنيبرة والخردلة وغيرها من الحشائش لطبخها كما يطبخ الفطر والكمأ، وهذا على الأرجح ما أخرج الجدة وحفيدها للبحث في حقول الكمون شرق قرية "العزيزية" حيث وقع الحادث.

سارع المزارعون القريبون من مكان الحادث إلى إجراء محاولات عديدة بالحبال لإخراج الطفل، الذي استقر تحت الأرض بعمق 50 مترا في قعر بئر تملكه عائلة "حامد الخلف"، لكنها غير مستخدمة بسبب انهيار أجزاء من جدرانه سابقا، لذا أغلق أصحابها الفوهة الضيقة (قطرها 13 سم) بصخرة كبيرة تفاديا لهكذا حوادث.

ويقول المنقذون إن الصخرة كانت مزاحة بمسافة 30 سم فقط، عندما وصلوا، مستغربين كيف سقط الطفل من هذه الفرجة الضيقة إلى قعر البئر المظلمة، وهذا ما لم يتصوره عقل جدته أيضا.

ومع استمرار محاولات إخراج "أحمد" ليومين تجمع المتطوعون من القرية والقرى المجاورة، لكنهم لم يستطيعوا إخراجه أو إبقاءه على قيد الحياة رغم إحضار جرة أوكسجين، وذلك بسبب انهيار التربة نتيجة تحرك أنابيب الأوكسجين يمنة ويسرة فردمت قعر البئر على الطفل، حيث استقر بعد سقوطه.

وقرر الأهالي جعل البئر قبرا للطفل، بعد يأسهم من إبقاء الطفل على قيد الحياة بقعر البئر الزراعية، كما عجزوا عن إخراج جثته لأن الأمر يحتاج للحفر بعمق 50 مترا على الأقل بجوار الجب، الذي لم تتحمل جدرانه إدخال أسلاك تحمل الكاميرات لرصد حال الطفل أو أنابيب الأوكسجين لمساعدته على التنفس إلى جانب عدم توفر الإمكانيات لإجراء ذلك.

ونهاية عام 2017، استطاع أهالي قرية "أم كهيف" قرب بلدة "تل حميس" إنقاذ الطفل "نظام بشير العبيد" (4 سنوات) من بئر إرتوازية عمقه 90 مترا بعدأ أن امضى ليلة كاملة في قاعه.