لم تمنع ظروف النزوح واللجوء في المخيمات الطفل السوري "أحمد السوعان" من حفظ القرآن الكريم كاملاً وبشكل غيبي، معتمداً على التلاوة أمام والده وتمرينه على إعادة ما سمعه عدة مرات ليثبت تميزاً قل نظيره بين الأطفال ممن هم في عمره. وكان الطفل ذو السنوات الـ 12 قد تهجّر مع عائلته من بلدة "البو عمر" بريف دير الزور إلى منطقة "البقعان" التابعة لـ"البوكمال"، وانتقل معهم فيما بعد إلى مخيم "سليمان شاه" في مدينة "تل أبيض"، وهناك تلقى مبادىء اللغة العربية السليمة أو ما يُسمى بـ"الرشيدي" وتعلّم النطق الصحيح للأحرف ومخارجها وصفاتها مهجّياً أي كلمة يرغب بقراءتها.
وبعد حصوله على شهادة التخرج بدأ "أحمد" كما يقول والده "عبد الله السوعان" لـ"زمان الوصل" بحفظ القرآن في إحدى حلقات المسجد القريب من خيمة عائلته- وواظب على حفظ القرآن مجزءاً في الدورة حسب طول السورة أو قصرها. وأضاف محدثنا أنه لاحظ تمتع ابنه بالمقدرة على الحفظ منذ الصغر فاهتم به وبدأ بتحفيظه آيات من القرآن الكريم منذ كان في سوريا، وبعد لجوئه إلى تركيا ألحقه بمدرسة لتحفيظ القرآن وهناك –كما يقول- أعاد الطفل كل ما حفظه سابقاً وقبل أن ينهي حفظ كتاب الله بسبعة أجزاء تم حل مخيم "سليمان شاه" وترحيل قاطنيه فانتقل مع عائلته ثانية إلى مدينة "تل أبيض".
وأضاف الأب أن ابنه التحق بمعهد "الإمام البخاري" للعلوم الشرعية في "أقجه قلعة" وأتم حفظ القرآن غيباً، مؤكدا أن طفله تعلم تجويد القرآن الكريم بشكل متقن حتى أنه يصحح له إذا أخطأ، مضيفاً أنه تجاوز مرحلة القراءة بشكل سليم، وكان مشايخ المخيم ومن بعدهم مشايخ "تل أبيض" يختبرونه عند إنجاز حفظ كل جزء وأحد هؤلاء الشيخ "حمزة درويش" المجاز بالقراءات العشر.
وخارج المخيم تولى الشيخ "عبد الحليم المجاز" بالقراءات العشر أيضاً تحفيظه ما تبقى من الأجزاء، حيث دأب على حفظ صفحة كل يوم وبعد فترة يراجع الصفحات التي حفظها إلى جانب التجويد.
ولفت محدثنا إلى أن الطفل كان يعاني في البداية من الحفظ، ولكن مع الأيام والتدريب أصبح حفظه سريعاً جداً، مضيفاً أنه أتم حفظ القرآن خلال ثلاث سنوات بسبب تفرغه أيضاً لواجباته المدرسية، حيث يدرس حالياً في الصف السادس.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية