أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"معد النجرس"...طالب الحقوق قتل تحت التعذيب قبل امتحانه الجامعي الأخير

بعد سنة من اعتقاله تم إبلاغ أهله باستشهاده وتسليم أغراضه وهويته لشقيقه في دمشق دون تسليم جثمانه

كان الطالب "معد النجرس" في طريقه لتقديم امتحان آخر مادة في كلية الحقوق بجامعة دير الزور عندما اعتقله عناصر الأمن العسكري في آب أغسطس/2014، وغابت أخباره قبل أن يظهر اسمه ضمن قائمة 8 آلاف شهيد قضوا تحت التعذيب في سجون النظام ونشرتها "زمان الوصل".

وأشارت البيانات الخاصة باسمه إلى أن الشهيد مدني من مدينة "العشارة" بمحافظة دير الزور، مؤكدة أن سبب وفاته الاعتقال والتعذيب.

وروت شقيقة الشهيد "آمنة النجرس" لـ"زمان الوصل" أن "معد" ابن "العشارة" بريف "الميادين" هو ابن "فيصل النجرس" عضو مجلس الشعب السابق وأحد شيوخ عشائر "العقيدات" السورية، درس الثانوية العامة في مدرسة "العشارة"، وفي عام 2009 دخل إلى كلية الحقوق في جامعة دير الزور، وتابعت أن معد اعتقل من قبل عناصر الأمن العسكري بوشاية من أحد المخبرين في المدينة. وكشفت محدثتنا أن شقيقها المولود 1991 كان في طريقه إلى الجامعة وعند وصوله إلى حاجز "البانوراما" فوجئ بأن تنظيم "الدولة" أغلق الطريق فعاد ليمر من المعبر النهري.

ولدى وصوله إلى حاجز الطلائع تم اعتقاله واقتياده إلى فرع الأمن العسكري بدير الزور الذي كان العقيد "مازن كنج" مسؤولاً عنه، وروى عسكري كان على معرفة بعائلة "معد" أن "الكنج" طلبه للتحقيق في مكتبه وبدأ يكيل له السباب والشتائم البذيئة، وكانت العصابة على عينيه ومع ذلك بصق في وجه كنج الذي يُعد أحد كبار مجرمي النظام، وعيّن رئيساً لفرع الأمن العسكري بدير الزور في نيسان ابريل/2014 خلفاً للعميد "ياسين ضاحي" الذي تم نقله إلى دمشق ليترأس "فرع فلسطين".

وأردفت محدثتنا أن عناصر الفرع عذبوا شقيقها تعذيباً شديداً قبل أن يودعوه في زنزانة منفردة وتم اتهامه من قبل "كنج" باغتصاب (علويات وقتل ضباط علويين)... وبإيصال دعم أمريكي للإرهابيين –حسب وصفهم- وبعد أسابيع تم نقله إلى فرع المخابرات الجوية، ومن ثم إلى فرع فلسطين بدمشق وحينها –كما تقول محدثتنا- انقطعت أخباره، مضيفة أن عائلة "معد" لم تترك وسيلة إلا واتبعتها للإفراج عنه بما في ذلك دفع مبالغ باهظة دون جدوى، لأن العميد "كنج" كان يرفض الإفراج عنه بدافع انتقامي منه. 

وفي تشرين الأول أكتوبر/2015 أخبر النظام عائلة "معد" أنه مات بعد أقل من عام من اعتقاله.

وذكرت شقيقته أن عدداً ممن كانوا معتقلين خرجوا بعد ذلك بفترة وأكدوا أنه كان معهم في المهجع وأخذه عناصر السجن بعدها ولم يعرفوا عنه شيئاً.

وكشفت أن معتقلاً من مدينة حماة أخبر أحد معارف العائلة أن "معد" كان معتقلاً معه في نفس المهجع بسجن "صيدنايا"، ولكنهم أخذوه بعد فترة لجهة مجهولة دون أن يُعاد للمهجع، وبعد سنة من اعتقاله تم إبلاغ أهله باستشهاده وتسليم أغراضه وهويته لشقيقه في دمشق دون تسليم جثمانه. 

وبدوره أكد صديق للشهيد فضّل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" أن الشهيد "النجرس" كان ضد النظام منذ بداية الثورة، ولكنه لم يكن من حملة السلاح، وأضاف أن "معد" كان يرفع مقاطع المظاهرات السلمية في دير الزور على النت وينشر بوستات ضد نظام الأسد، مضيفاً أن الشهيد الشاب كان غيوراً على عرضه ودينه ولا يخاف في الله لومة لائم ولا يتنازل عن حقه، وكان أكثر اهتمامه بالدراسة والرياضة.

وكشف الصديق أنه أخذ ثياباً لـ"معد" في فرع الأمن العسكري في دير الزور، وتم إدخالها إليه داخل المعتقل بواسطة صاحب خمارة كان على علاقة مع السجان، بعد أن علم من أحد الأشخاص أن ثياب "معد" اختلطت مع قطع لحمه من شدة التعذيب، ولم يتمكن من رؤيته بسبب تعليمات "الكنج" الذي كان يحظر أي زيارة له.

للبحث عن اسم معتقل أو مطلوب (اضغط هنا)

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(283)    هل أعجبتك المقالة (314)

نادر النجرس

2019-09-12

حسبي الله ونعم الوكيل عالنضام وزبانيته.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي