أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ناشطة: "طلال ديركي" وفريق فيلم "العودة إلى حمص" تسببوا بتصفية شقيقي داخل "صيدنايا"

الهبالي - ارشيف

بعد عاصفة الانتقادات التي طالت فيلم "الآباء والأبناء" للمخرج "طلال ديركي" لمحاولته تشويه الثورة وإظهارها بالمظهر السلفي وهي الصورة التي يتوق النظام لتكريسها -وفق ناشطين- اتهمت شقيقة ناشط قضى تحت التعذيب فريق فيلم "العودة إلى حمص" الذي أنجز وعُرض منذ سنوات للمخرج ذاته بالتسبب في مقتل شقيقها بعد امتناعهم عن إيقاف عرضه رغم خطورة وضعه داخل سجن "صيدنايا" آنذاك.

 ويوثق الفيلم التسجيلي الطويل جوانب من تاريخ الثورة السورية في بداياتها مسلطاً الضوء على الحياة اليومية للاعب كرة القدم الشاب "عبد الباسط الساروت" الذي أصبح قائداً للثورة السلمية في مدينة حمص، ومن ثم قائداً عسكرياً في المدينة، وحياة الناشط الاعلامي السلمي "أسامة الهبالي" الذي قدمه الفيلم باسم "أسامة الحمصي".

وروت المعتقلة السابقة "سوسن الهبالي" لـ"زمان الوصل" أنها صُدمت لرؤية الفيلم الذي كان يُعرض على قناة العربية اوائل العام 2014 في حين كان شقيقها أسامة معتقلاً في سجون النظام، ولم يكن لديها أدنى فكرة عن الفيلم -كما تقول- مضيفة أن أياً من فريق الفيلم لم يتواصل مع عائلتها ليستأذنهم كما يقتضي الواجب الإنساني وحرصاً على حياة معتقل لازال في أقبية النظام، وخصوصاً أن مثل هذا الفيلم كان يشكل حينها خطورة كبيرة على كل من ظهر فيه من مدنيين عاديين، فما بالك بالنشطاء ممن هم موجودون في مسالخ الأسد.

وأضافت "سوسن" أن شقيقها تم اعتقاله بتاريخ 18 آب/ أغسطس 2012، وهو مصاب بقذيفة هاون أثناء تصوير الفيلم، ولم يكن جسده قد تعافى بعد إذ كانت الأسلاك لا زالت في يديه وثمة كسور في قدميه.

وكشفت محدثتنا أن والدتها تواصلت بعد سنوات مع أحد المحامين من سماسرة الموت لتعرف وضع أسامة أو مكان اعتقاله فأكد لها أنه أُعدم بتاريخ 15/3/ 2015 في سجن "صيدنايا" بسبب حمله سلاحاً أفضى للقتل، حسب زعمهم، مضيفة أن عائلتها لم تكن تعرف مكان أسامة أو ظروف اعتقاله.

وتابعت أن هناك مشاهد مصورة عُرضت في الفيلم بغير إذن أصحابها ولم يكونوا على علم بأنهم سيكونون جزءاً من فيلم، كما لم يتم سؤالهم إن كانوا يرغبون بالظهور بوجوه مكشوفة دون قناع، وخصوصاً أن الأوضاع الأمنية في حمص كانت آنذاك في منتهى الخطورة وكانت الاعتقالات تتم لأتفه سبب والنشاط الإغاثي أو الإنساني أو الإعلامي جرم في عُرف النظام.

وكشفت الشابة المتحدّرة من حي "الخالدية" الحمصي أن الكثير من المدنيين الذين ظهروا في فيلم "العودة إلى حمص" مكشوفي الوجوه وهم يسعفون الجرحى والمصابين في أحد المشافي الميدانية داخل المدينة اضطروا للهروب بعد ساعات قليلة من عرضه خوفاً من الاعتقال وهي واحدة منهم -كما تقول- حيث ظهرت في الفيلم في مقطع أرشيفي مكشوفة الوجه وهي تقوم بإسعاف المصابين في أحد المشافي الميدانية، وطُلبت بعدها لأربع فروع أمنية -كما تؤكد- مما دفعها للهروب خارج حمص مع شقيقها الأصغر الذي بات مطلوباً أيضاً.

وأردفت أن القائمين على الفيلم ارتكبوا أكثر من انتهاك دون الرجوع للناس الذين ظهروا فيه، مشيرة إلى أنها لم تتصل مع أحد من فريق الفيلم لإيقاف عرضه، لأن الفيلم كان قد عُرض حينها ولم يعد من فائدة في إيقافه، وخصوصاً أنه كان قد عُرض أيضاً في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية وحصد 15 جائزة، أبرزها جائزة مهرجان "سندانس" الكبرى لأفضل فيلم تسجيلي عالمي، ولكن لمخرج "عروة نيربية" أحد صنّاعه تواصل معها وأخبرها بأن الفيلم سيعرض في مهرجان "أبو ظبي" وسألها ـكما تقول- إن كان لديها مانع فرفضت عرض الفيلم هناك لأن المهرجان سيكون مخترقاً حكماً من النظام وخصوصاً أن الوضع الأمني لشقيقها "أسامة" لم يكن سهلاً، وفوجئت بعرض الفيلم على قناة "العربية" وتجاهل مشاعر الناس وأوضاعهم الأمنية الخطرة سعياً وراء المكسب المادي والشهرة على دماء أبطال فلمه ـحسب تعبيرها- لافتة إلى أن صانعي الفيلم شوّهوا الكثير من الحقائق، وعرّضوا أرواح أناس للخطر مقابل مكاسب مادية.

وكشفت محدثتنا أن شقيقها أسامة عند اعتقاله على الحدود اللبنانية السورية كان برفقة شاب يُدعى "عمار" فاعتقلا معاً، حيث أودع الثاني في فرع "فلسطين" وتم تحويله فيما بعد إلى سجن "عدرا" ليفرج عنه بعد فترة، بينما تم تحويل أسامة إلى "صيدنايا"، معربة عن اعتقادها بأن ظهور أسامة في الفيلم أدى لإبقائه معتقلاً وتصفيته تحت التعذيب في السجن سيئ الصيت. 

والتزاماً منها بالموضوعية والحيادية حاولت "زمان الوصل" التواصل مع المخرج "طلال ديركي" عبر حسابه الشخصي في "فيسبوك" مع المخرج "عروة نيربية" ولم تتلقّ منهما رداً ولذلك تترك الباب مفتوحاً للرد على الاتهامات الواردة في سياق التقرير.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(422)    هل أعجبتك المقالة (385)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي