أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أول متحف جيولوجي بجهود فردية في منزل باحث سوري

في تجربة فردية وفريدة تقف خلفها إرادة وتصميم حول الباحث الدكتور فواز الأزكي منزله الكائن في قرية قسمين في محافظة اللاذقية إلى متحف جيولوجي وجمع فيه الكثير من المستحاثات والفلزات والصخور محولاً الجيولوجيا من مصطلح جامد ومعقد إلى علم وثقافة وسياحة.

وتستوقف زائر المتحف عبارتين كتبتا على مدخله باللغتين العربية والإنكليزية إذا لم أزد شيئاً على العالم فأنا زيادة عليه و "الزيارة مجانية" وقال الباحث الأزكي في لقاء مع مندوب سانا أن فكرة المتحف شكلت هاجساً راوده منذ أيام الدراسة الجامعية حيث حول جدران غرفته في بوخارست إلى متحف صغير للمستحاثات والكتب والخرائط يزورها رفاقه في الجامعة وبقي هذا الهاجس مسيطراً عليه حتى العام 2001م عندما خرج في أحد الأيام إلى منطقة صلنفة 40 كم شرق اللاذقية حاملاً حقيبته الجيولوجية كي يبحث عن مستحاثات وفلزات بهدف إغناء مخبره في كلية العلوم بجامعة تشرين.

وأثناء تجواله الحقلي اكتشف صخرة تعود الى دور الكريتاسي انطبع عليها هيكل جنين ديناصور بخلاف المعلومات الواردة في جميع المراجع الجيولوجية المحلية والدولية التي تخلو من ذكر أي مستحاثة فقارية في سلسلة الجبال الساحلية السورية ونتيجة لمجموعة من الأبحاث والمراسلات مع البروفسور الروماني غريغيريسكو مكتشف بيضة الديناصور في رومانيا وأحد المراجع الأساس لمتحف التاريخ الطبيعي في باريس تم الاستخلاص بأن المستحاثة تعود إلى أحد أجناس الديناصورات.

وعلى أثرها قام الدكتور الأزكي خلال صيف 2002 بتحويل منزله الوحيد إلى أول متحف جيولوجي في سورية يضم الجزء الخارجي منه بانوراما الديناصورات ومجسماً لديناصور عاشب طوله 23 متراً وارتفاعه 6 أمتار وديناصور لاحم بطول 8 أمتار وارتفاع 320 سم وديناصور طائر معلق في الهواء الطلق بطول 4أمتار وامتداد جناحيه 4 أمتار ويضم ايضا مجسما لخارطة سورية التضاريسية بالأبعاد الثلاثية 11 م2 ملونة بجبالها وأنهارها ووديانها وصحرائها كتب عليها عبارة: "علمني الفلك أن الأرض أجمل الكواكب وعلمتني الجيولوجيا أن هذه الرقعة (سورية) هي أجمل رقعة على الأرض".

كما يضم المتحف مجسماً للكرة الأرضية من المعدن بقطر 220 سم يقول الباحث إنها تضاهي كرة برلين التي يفخر بها الألمان والتي لايتجاوز قطرها 140سم.

والقسم الداخلي من المتحف صمم بشكل يعكس احتراماً للثقافة السورية وهو مبني من الحجارة السورية المقفلة مع بعضها البعض ويتألف من سبعة أركان تربطها سراديب ودهاليز وركن لكسر المستحاثات وركن الفلزات المنتشرة في العالم وركن الجيولوجيا الفطرية.

ويقول الباحث إن الإنسان السوري أحسن استخدام الغضار في صنع الأدوات والغابر والقاسي لصناعة الباطوس والبازلت لصناعة الرحى والحجر الرملي لصنع الأجران دون أن يدرس الجيولوجيا.

وهناك أيضاً ركن الثقب الاسود تشبيها بالثقوب الكونية السوداء الموجودة في الفضاء وركن المغارة السورية وركن الصخور ويضم جناحاً للصخور الرسومية وجناحاً الصخور الاندفاعية والاستحالية ويحتوي على عينات تمثل جميع الصخور المنتشرة في سورية.

وهناك أيضاً مكتبة المتحف التي تحوي كتباً جيولوجية بالعربية والإنكليزية والفرنسية والرومانية والروسية وتضم أكثر من 1400 كتاب بمختلف الاختصاصات كما تحوي أقدم خارطة جيولوجية لسورية وضعها ديبورتيه عام 1945م بالإضافة إلى خارطة الخامات السورية المختلفة وصورة لسورية من الفضاء.

ويعمل الباحث حالياً على تصميم مرصد فلكي انتهى من جمع أدواته وتجهيزاته يتيح للزائر المسائي مراقبة القبة المسائية السورية على مدار السنة كما يطمح للإرتقاء بالمتحف ليكون متميزاً على مستوى العالم وزار المتحف حتى الآن عشرات الآلاف من الناس من مختلف المستويات العلمية من بينها معسكرات جيولوجية وطلابية ومعسكر رواد الفلك في سورية والمشاركون في ملتقى الإبداع للشباب العربي من 16 جامعة عربية وطلاب من مؤسسات ومعاهد علمية مختلفة وفي العام الماضي وصل عدد زوار المتحف إلى 8000 زائر كما زاره العديد من علماء الآثار من بينهم عالمة الآثار الفرنسية جولييت باكو التي قالت إن المتحف كمادة علمية يضاهي أفخم المتاحف في أوروبا ويمتلك الروح التي لايمتلكها أي منها.

وتواجه الباحث جملة من الصعوبات أهمها الافتقار إلى وسيلة نقل خاصة ما استدعى تقديم مجهود مضاعف للبحث عن المستحاثات وغيرها من اللقى أما الصعوبة الثانية فتتعلق بدراسة بعض العينات التي تتطلب أجهزة معينة غير متوفرة إلا في المؤسسة العامة للجيولوجية ما يستدعي السفر إلى دمشق للإفادة من أجهزة المؤسسة.

ودعا الباحث وزارات التربية والتعليم العالي والسياحة للتعريف بالمتحف في المدارس والمؤسسات التعليمية والجامعات ووضعه على الخارطة السياحية لسورية.

ويحمل الباحث الأزكي شهادة الدكتوراه في الجيوفيزياء من جامعة بوخارست وهو عضو في أكاديمية العلماء الرومان شارك في العديد من المعارض والمؤتمرات العالمية منها المؤتمر الدولي لفيزياء الأرض ونال العديد من الجوائز.

سانا
(205)    هل أعجبتك المقالة (146)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي