أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أين السيادة الوطنية يا سيادة "المحافظ"؟*

ظريف - أرشيف

لم يكن من باب المصادفة أن يقدم وزير خارجية إيران جواد ظريف استقالته بالتزامن مع زيارة بشار الأسد إلى طهران التي وصلها على متن رحلة عادية لخطوط "ماهان" الجوية الإيرانية وهي نفس شركة النقل التي تتنقل بها عادة مليشيات "فاطميون" و"زنبيون" بين دمشق و طهران.

الرجل أي ظريف ليس إلا " واجهة للمافيا الدينية الإيرانية" حسب تصريح وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وبعدم احترام دوره هذا كواجهة فتصرف الرجل يقع في سياقه الطبيعي.

المثير في الأمر أن ظريف "الإصلاحي" استقال لعدم دعوته لاستقبال بشار الأسد "المحافظ"، حسب وسائل إعلام إيرانية، حتى ولو كواجهة، وكـأن الرجل لا يعرف أن بشار الأسد ليس طرفا خارجيا حتى يدعى إلى استقباله وأن أمرا كهذا لم يعد بحاجة لا لواجهات "ولا بطيخ"، فمنذ متى تتم دعوة وزراء الخارجية إلى لقاء المحافظين (جمع محافظ بمعنى عمدة)، حتى ولو كان محافظًا لأحد أقاليم ما وراء الحدود.

كل ما شهدته هذه الزيارة يدل عل أنه شأن داخلي "ضمن العائلة المافيوية نفسها"، فلا إعلان ولا مراسم ولا نشيد ولا استعراض لحرس الشرف، ولاحتى مجرد علم في خلفية الصورة.

الرسالة واضحة وضوح الشمس وهم ليسوا بحاجة حتى للبروتكول والأعراف الدبلوماسية، وحيداً "السيد المحافظ" بشار على يمين "خامنئي" وعلى يمينه ذراعه اليمين "الحاكم العسكري الإيراني في دمشق" قاسم سليماني.

الرسائل المبعوثة والمنبعثه من هذا اللقاء واضحة ولا تحتاج للكثير من الفطنة لقرائتها، لكن هل يجرؤ مؤيدو بشار وجنرالاته على قرائتها أو حتى مجرد التفكير بقرائتها ومقارنتها بخطاب سيدهم في دمشق قبل أيام عن السيادة والعمالة والتبعية، أضف إلى ذلك تسريب صورة وقوف بشار منهورًا خلف الخط الأصفر الروسي قبل عدة أيام؟

أرى أنه بات من المحتم على وسائل إعلام النظام البحث عن مفردات أخرى لتوصيف القوات الإيرانية والروسية المقاتلة في سوريا فمصطلح "الرديفة" و"الصديقة" لم يعد صالحاً، كأن يتم توصيف الإيرانية "بقوات الأمن الداخي خارج الحدود" والروسية "بالقوات المنتدبة" على سبيل المثال، فاللغة العربية تمتلك مرونة كافية للـتأقام مع كل هذ الوضوح!

*مراد الناطور - مساهمة لـ"زمان الوصل"
(206)    هل أعجبتك المقالة (221)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي