أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جواز سفر يتسبب بمقتل مسنٍ من إدلب في سجون الأسد

سيد عيسى - زمان الوصل

قضى مسن ومدرس سابق، من مدينة إدلب متأثراً بجراحه جراء تعذيبه في سجون قوات النظام في بلدة "جورين" في سهل الغاب بعد اعتقاله من فرع الهجرة والجوازات في مدينة حماه منذ قرابة 30 يوماً.

وكان "سيف الدين سيد عيسى" قد اعتقل في فترة سابقة لمدة 6 سنوات ليتم الإفراج عنه قبل عام بعملية تبادل للمقاومة السورية مع قوات النظام.


وروى قريب الشهيد الناشط السياسي والإنساني "أنس سيد عيسى" أن قريبه تولد مدينة إدلب 1945 خريج معهد إعداد المدرسين في حلب، درّس في مدارسها لسنوات قبل أن يعود إلى مسقط رأسه إدلب عام 1984 ليعمل استاذاً في مدرسة ابتدائية إلى حين تقاعده، وعمل بعد التقاعد في أعمال حرة ليؤمن لقمة العيش لعائلته، وينتمي أبو نجيب –حسب محدثنا- إلى عائلة عُرفت بمعارضتها للنظام منذ عام 1980 حيث أُعدم اثنان من أبناء العائلة في "تدمر" وهما الصيدلاني "علاء سيد عيسى" في مذبحة "تدمر" الشهيرة والشاب "طلعت سيد عيسى" في سجن "تدمر" عام 1984 وظل بعضهم في معتقلات تدمر وصيدنايا حتى عام 1994. 

وتابع محدثنا أن نظام الأسد وضع هذه العائلة منذ ذلك الحين تحت المراقبة والتضييق والمتابعة الأمنية فصار يعتقل بين الفترة والأخرى بعضاً من أبنائها. 

بعد اندلاع الثورة السورية 2011 اجتمع أبناء العائلة وكان قرارهم انضمام العائلة جميعها إلى الثورة، حيث كان أول شهيد في مدينة إدلب طالب طب بيطري يدعى "محمد سيد عيسى" في الشهر السابع من عام 2011.

وأردف "سيد عيسى" أن قريبه الشهيد لم يشارك في الثورة السورية منذ بداياتها نظراً لكبر سنه 66 عاماً، ولكن بعد أن احتل النظام مدينة إدلب في نيسان ابريل من عام 2012 وبدء تضييق الخناق على أهلها تولى مهمة إنسانية، وهي نقل عائلات من إدلب إلى خارجها هرباً من بطش النظام وجزء كبير منهم إلى معبر "باب الهوى" في سيارة نقل الركاب التي كان يمتلكها.

وكشف محدثنا أن أحد المخبرين راقب نشاط المسن الإدلبي فوشى به، وتم اعتقاله من قبل فرع أمن الدولة نهاية العام 2013 ليتنقل بين فروع أمنية عدة، وكانت تهمته الجاهزة "نقل سلاح ومتفجرات وعائلات إرهابيين" على حد زعم فروع الأمن، ولكنه تفى بشدة نقل أي نوع من الأسلحة واعترف بأن الأقارب والناس من عائلات إدلب كانوا يثقون به لإخراج عائلاتهم من إدلب فحكموا عليه خمس سنوات سجن وتم الافراج عنه في 2017.

وأكمل المصدر أن قريبه أصيب بالهزال وبات مصاباً بعدة أمراض ومنها مرض القلب خلال سنوات اعتقاله الأول، وبعد علاجه في إدلب أشار عليه الأطباء بضرورة إجراء قثطرة قلبية له وتركيب شبكات، ولعدم توفرها في إدلب تم تحويله إلى تركيا حيث أجرى هناك عملية القثطرة القلبية، وأثناء العملية أشار طبيبه التركي إلى ضرورة تركيب خمس شبكات على مرحلتين وبعد تركيبها بات في صحة جيدة.

ومضى محدثنا سارداً جوانب من اعتقال "سيد عيسى" للمرة الثانية فبعد عودته إلى سوريا من رحلة العلاج بداية العام الحالي أشار عليه أبناؤه الذين يعيشون في بلجيكا أن يُخرج جواز سفر للحاق بهم لصعوبة حضورهم، ولأنه إنسان بسيط وكبير في العمر 73 عاماً وسبق اعتقاله ظن الراحل –كما يقول أنس- بأن النظام لا يمكن أن يعتقله وهو في هذه الحالة، إلا أنه اعتقل من جديد من داخل فرع الهجرة والجوازات ليودعَ في سجن خاص تديره الميليشيات الطائفيه في بلدة "جورين" بريف حماة، ولم يستطع الرجل الكبير في العمر والذي يعاني من مرض القلب أن يتحمل ظروف الاعتقال القاسية، فأُخرج إلى مشفى حماة في حالة يُرثى لها وتوفي هناك تحت الاعتقال.
وكشف محدثنا أن شبيحة النظام أخبروا زوجته بالقدوم لأخذ الجثة ولكن معاملة إخراجها دامت ليومين حتى تمكنت من استلامها وبقي موكب تشييعه 48 ساعة حتى وصل من حماة إلى إدلب بسبب العراقيل على الحواجز ليدفن إلى جانب والده في مدينة ادلب. 

"

"

وأكد المصدر أن قريبه الشهيد كان طيب القلب محبوباً بين أفراد عائلته وأهالي مدينته عامة، يتفانى في فعل الخير، وهذا ما دفعه إلى مساعدتهم، مشيراً إلى أن نقل الناس خارج إدلب في ظل المرور على حواجز النظام كان مخاطرة كبيرة ولا يفعلها الانسان فقط من أجل طلب الرزق، وإنما من أجل العمل الانساني.

وتابع أن كثيراً ممن كانوا يمتلكون سيارات نقل يمتنعون عن هذه المخاطرة التي كان يقوم بها بكل صدر رحب حتى دفع ثمنها اعتقالاً وعذاباً لينتهي به المطاف شهيداً جرّاء التعذيب.

وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، قد أفادت في كانون الثاني يناير الماضي بأن نظام بشار الأسد اعتقل ما لا يقل عن 1249 شخصاً منذ آذار مارس 2011 حتى كانون ثاني يناير/ 2019، على خلفية إنهاء معاملات مرتبطة بجواز السفر.

وأشارت الشبكة في تقرير لها، إلى أن الاعتقال تم "أثناء وجودهم لإجراء معاملات في دوائر الهجرة والجوازات في عدة محافظات سورية، منهم قرابة 703 حالات تم اعتقالها من داخل دائرة الهجرة والجوازات في دمشق وحدها".

فارس الرفاعي -زمان الوصل
(272)    هل أعجبتك المقالة (243)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي