*حافظ مخلوف هدده شخصيا باغتصاب ابنته المقعدة
أدلى واحد من وجوه الحراك الثوري بمعلومات مهمة جدا تخص الشخص الثاني الذي اعتقلته السلطات الألمانية منذ أيام، ووصفته تقارير إعلامية بأنه أحد "ضباط مخابرات النظام المتورطين في جرائم ضد الإنسانية".
وقال "أكرم العساف" عضو الهيئة السياسية السابق في الائتلاف عن كتلة "الحراك الثوري" في دير الزور، إن اسم المعتقل هو "إياد الغريب" منوها أنه ليس ضابطا في مخابرات الأسد، بل صف ضابط منشق منذ بدايات الثورة عن هذه المخابرات.
وكشف "العساف" في حديثه لـ"زمان الوصل" عن بعض ما قدمه "الغريب" لخدمة الثورة، قبل وبعد انشقاقه، مؤكدا أن الرجل كان يخدم برتبة مساعد في قسم الدراسات بالفرع 40 الذي كان يرأسه ابن خال بشار الأسد (حافظ مخلوف)، وأنه ومنذ اندلاع شرارة الربيع العربي في تونس ثم مصر، تحمس كثيرا له، حتى نسي نفسه وبدأ يصرح ببعض مواقفه، ما جعله تحت المراقبة.
وعندما اندلعت الثورة السورية لم يتأخر "إياد" عن تأييدها، وساعد بتسريب معلومات لأشخاص كان الفرع 40 ينوي اعتقالهم، ولما كثرت حوادث مداهمة بيوت "مطلوبين" لهذا الفرع دون أن يستطيعوا القبض عليهم، ترسخت شكوك "حافظ مخلوف" بأن هناك من يسرب المعلومات، ولم يكن في دائرة شكه أقرب من "إياد" فاستدعاه وحقق معه، وسأله إن كان "أكرم العساف" قريبا له، فأجاب بالإثبات، لكنه قال إنه لا يتواصل مع "أكرم"، فهو يعيش في دمشق، بينما الأخير في "موحسن" على بعد مئات الكيلومترات (كان "أكرم العساف" على رأس قائمة المطلوبين للفروع الأمنية، نظرا لمشاركته الفاعلة في إطلاق وتأجيج جذوة المظاهرات في دير الزور).
ونظرا لأن "مخلوف" لم يستطع إدانة "إياد" فقد استشاط غيظا منه، وبادر ببذاءته المعهودة ليهدده علنا بأنه سيغتصب ابنته المقعدة أمامه، إن ثبت أنه يكذب أو يسرب المعلومات من الفرع (إياد رب أسرة لديه 6 أبناء، منهم ابنة مقعدة).
وفي شهر "تشرين الأول" من عام 2011، حصل "إياد" على إجازة فتوجه إلى مسقط رأسه في "موحسن" وهناك أعلن لأقاربه ومن يثق به نيته الانشقاق لأنه لم يعد يحتمل، فحاولوا إقناعه بأن يعدل عن هذا القرار ويؤجله ريثما "يؤمن" عائلته، التي كانت وقتها تقطن دمشق.
اقتنع "إياد" بعد جهد، وغادر إلى دمشق رغم خطورة القبض عليه لزيادة الشكوك به، وهناك استطاع "تهريب" عائلته نحو دير الزور، ولم يتأخر فالتحق بهم ليعلن انشقاقه النهائي عن النظام، وكان ذلك في نهاية 2011 تقريبا.
ويؤكد "العساف" أن انشقاق "إياد" جاء في فترة مبكرة من تاريخ الانشقاق في الثورة السورية، يوم كان كثير من ضباط الجيش (فضلا عن منسوبي المخابرات) يخشون حتى تحديث أنفسهم بالأمر، لما يحمله ذلك من "عواقب وخيمة" يدركونها بسبب معرفتهم العميقة بالنظام، ومن المؤلم اليوم –حسب رأي العساف- أن تتسابق وسائل إعلام وصفحات تنطق باسم الثورة لتنقل خبر اعتقال "ضابط في مخابرات النظام" وتهلل له، دون أن تدرك من يكون هذا "الضابط" وما قصته.
وللتدليل على كلامه من أن كثيرا ينقلون الأنباء دون تثبت، فجر "العساف" مفاجأة تتعلق بالسبب الحقيقي لاعتقال "إياد الغريب" على أيدي السلطات الألمانية، موضحا أنه ليس بسبب ادعاءات أو قضايا مرفوعة من سوريين على "إياد" بدعوى ارتكاب انتهاكات ضدهم (كما قيل)، وإنما تم الاعتقال بسبب "حماس" إياد الزائد لملاحقة المجرمين، وعلى رأسهم "حافظ مخلوف"!
وقال العساف إن "إياد" وعائلته وصلوا إلى ألمانيا قبل نحو عام فقط، بعد أن علقوا في اليونان لمدة تقارب سنتين، وقد تم عرض "إياد" على محكمة اللجوء أسوة بكل طالبي اللجوء، وحينها قص كل ما يتعلق به وبعمله في الفرع 40، ولاحقا في خدمة الثورة عبر انتسابه إلى الجيش الحر ومشاركته في كثير من معارك تحرير البلدات والمواقع ضمن المنطقة الشرقية (كان يعرف بالاسم المستعار "أبو أيوب").

وقبل عدة أشهر، توجه إياد بنفسه إلى السلطات الألمانية معربا لهم عن خيبة أمله واستهجانه من عدم اكتراثهم بما قصه عليهم من معلومات تخص مخابرات النظام، وأكد أنه مستعد للشهادة بهذا الشأن ولاسيما بخصوص "المجرم حافظ مخلوف"، ثم غادر الرجل بعد ذلك على أمل ان تكون رسالته قد وصلت.
ومنذ بضعة أيام تلقى "إياد" بريدا من دائرة الأجانب (أوسلندر) يطلب منه أن يراجعها، فظن الرجل أن البريد يخص قضية البت بطلب لجوئه، لاسيما أنه لم يحصل بعد على الجواب، ولما توجه إلى الدائرة فوجئ برجال الأمن وهم يحققون معه عن عمله في سلك المخابرات، خلال الفترة القصيرة التي فصلت بين اندلاع الثورة وانشقاقه، دون أن يكون هناك أي ادعاءات من أي أحد ضده، كما نقل ذلك محامي "إياد" لاحقا، مؤكدا لعائلته أنه محتجز احترازيا فقط لاستكمال التحقيقات، لا أكثر.
وأبدى "العساف" استهجانه من تصرف السلطات الألمانية، التي كاشفها "إياد" بكل ما لديه وأخبرها بانشقاقه المبكر جدا عن مخابرات النظام، ورفضه القطعي لجرائمه، بل ومشاركته في مقاومته، ومع ذلك فإن هذه السلطات تلاحقه اليوم.
وختم "العساف" مشيرا إلى أنه مسؤول قانونيا عن كل ما أدلى به لجريدتنا من معلومات، وأنه جاهز للشهادة بها أمام أي هيئة قضائية أو حقوقية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية