لم تعد مهمة إدارة الجمارك التابعة للنظام، تقتصر على المنافذ الحدودية فحسب، بل وسعتها لتشمل الأسواق والمحال التجارية، في العديد من مناطق محافظتي درعا والقنيطرة.
وأشارت مصادر خاصة من بعض مناطق درعا، أمس الخميس، إلى أن سيارات مدججة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، عرّفت عن نفسها أنها تعود لإدارة جمارك النظام، هاجمت أسواق جاسم ونوى في ريف درعا الشمالي الغربي، إضافة إلى أسواق بعض مدن القنيطرة، وقامت بمصادرة العديد من المواد الاستهلاكية والملابس، بذريعة أنها مهربة؛ دخلت البلاد بطرق غير مشروعة.
وأكدت المصادر أن هذه الحملة تأتي استكمالاً لحملات التضييق على أهالي الجنوب السوري، بعد استعادة سيطرة النظام عليها في شهر آب الماضي، لافتة إلى أنها تهدف أيضاً إلى محاربة الأهالي في لقمة عيشهم، وسلب ما تبقى لهم من مصادر رزق.
وعبّر عدد من أصحاب الفعاليات الاقتصادية والمواطنين، عن امتعاضهم الكبير من إجراءات النظام بحقهم، مؤكدين أن هذه الإجراءات؛ ماهي إلا دليل حقد كبير يهدف إلى إذلال أبناء المحافظة حتى في مصادر رزقهم، وكأن عمليات التدمير والقتل والنهب والتعفيش التي شهدها أبناء المناطق المحررة على مدار السنوات الثمان الماضية لم تكن كافية؛ لتشفي غليل حقد النظام.
وأشار "أبو غدير"، 59 عاماً، وهو تاجر مواد غذائية، إلى أن جمارك النظام، التي غابت عن مناطق درعا منذ بداية الثورة في العام 2011، باغتت أصحاب المحلات التجارية، وصادرت كميات كبيرة من المواد الغذائية والملابس غير السورية، إضافة إلى قيامها بتسجيل مخالفات وتنظيم ضبوط، وفرض غرامات مليونية على بعض أصحاب تلك الفعاليات، جراء احتواء محلاتهم التجارية، سلعاً قالت عنها الجمارك، إنها مُهرّبة.
وعبّر "أبو غدير" عن استغرابه متسائلاً، "إذا كان النظام يسيطر على الحدود وله عشرات الحواجز على طول الطرق، فكيف دخلت المواد المهربة إلى مناطق المحافظة؟".
وقال: "إن الكثير من المواد الاستهلاكية، التي تعرض في بعض المحلات التجارية، هي مواد مساعدات ذات منشأ أجنبي، اضطر المستفيدون منها لبيعها؛ بسبب حاجتهم للأموال لشراء احتياجات بديلة".
وأضاف أن المواد المهربة إن وجدت في أسواق المحافظة، فإن المسؤول الأول والأخير عنها، هما قوات النظام وإدارة الجمارك اللتين سهلتا دخولها مقابل رشوات مالية كبيرة، لا سّيما إذا ما علمنا أن بعض المواد المصادرة، كانت مواد قابلة للفساد والخراب، كالبندورة الأردنية والباذنجان وغيرها.
وفي سياق متصل، وتزامناً مع حملات النظام هذه، التي تترافق مع عدم استقرار صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية، الذي وصل يوم الجمعة إلى 515 ليرة سورية وفق بعض المصادر، شهدت أسعار بعض المواد الاستهلاكية في المحافظة ارتفاعاً ملحوظاً، مقارنة مع أسعارها في الشهر الماضي.
وأشارت مصادر "اقتصاد" في المحافظة، إلى أن الارتفاع بدا جلياً بأسعار مواد السمانة والدخان، فيما شهدت أسعار الخضار هبوطاً واضحاً، لكنها بقيت أعلى من معدلاتها الدارجة.
وفي جولة على بعض أسواق المحافظة كانت الأسعار بالكغ كالتالي:
سكر 275 ليرة سورية
شاي 4800 ليرة سورية
قهوة 3800 ليرة سورية
زيت 700 ليرة سورية
بيض 1150 ليرة سورية
رز كبسة 700 ليرة سورية
رز شعلان 850 ليرة سورية
رز مصري 600 ليرة سورية
ربطة الخبز حر 12 رغيف وسط 250 ليرة سورية
طحين 300 ليرة سورية
برغل 300 ليرة سورية
سمنة 1000 ليرة سورية
حلاوة 1050 ليرة سورية
سردين 250 ليرة سورية للعلبة
مرتديلا وسط 550 ليرة سورية
طون 400 ليرة سورية للعلبة
محارم 450 ليرة سورية
أما أسعار الخضار فكانت كالتالي:
بطاطا 350 ليرة سورية
بندورة 275 ليرة سورية
خيار بلاستيكي 300 ليرة سورية
بصل سلموني يابس 400 ليرة سورية
بقدونس 650 ليرة سورية
خس 200 ليرة سورية
كزبرة 350 ليرة سورية
ملفوف 100 ليرة سورية
كوسا 450 ليرة سورية
باذنجان 550 ليرة سورية
زهرة 125 ليرة سورية
أما أسعار الفواكه فكانت كما يلي للكغ:
موز 550 ليرة سورية
تفاح 250 ليرة سورية
برتقال 175 ليرة سورية
كرمنتينا 225 ليرة سورية
أما أسعار اللحوم فكانت كما يلي للكغ:
لحم بقر 3200 ليرة سورية
لحم غنم 3500 ليرة سورية
فروج 950 ليرة سورية
محروقات:
غاز غير متوفر 10 آلاف ليرة سورية للأسطوانة "حر".
بنزين لتر 400 ليرة سورية
مازوت لتر 400 ليرة سورية
الدخان ارتفاع ما بين 25 و50 ليرة سورية على كل علبة 20 سيجارة
يشار إلى أن أسعار المواد الاستهلاكية في المحافظة، تختلف بين منطقة أو أخرى ما بين 10 و25 بالمئة، وذلك تبعاً لبعد منطقة الاستهلاك عن منطقة الإنتاج والتوزيع الرئيسية وذلك؛ بسبب ارتفاع أجور النقل والاتاوات، التي تفرضها الحواجز على المواد الداخلة.
عن "اقتصاد" أحد مشاريع "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية