كشف ضابط سوري منشق لـ"زمان الوصل" عن معلومة غاية في الحساسية في قضية "العقيد أنور عباس رسلان"، المعتقل حاليا لدى السلطات الألمانية بتهمة ارتكاب جرائم بحق الإنسانية، والتواطؤ على تعذيب 4 أشخاص على الأقل عندما كان في منصبه بفرع الخطيب (251) التابع لإدارة المخابرات العامة.
الضابط المخابراتي الذي تحفظ على ذكر اسمه، قال لجريدتنا إن "رسلان" كان خلال الفترة التي سبقت انشقاقه بحكم "المجمد" والمقصى عن أي مسؤوليات حقيقية تتعلق بمنصبه كـ"رئيس لقسم التحقيق" في فرع الخطيب.
وكشف الضابط المنشق عن سر هذا "التجميد" والذي تعلق أساسا بقرب موعد تسريح "رسلان" على الملاك، لأن ملاكه في حال ترفيعه إلى رتبة "عميد" كان يقتضي وضعه في منصب رئيس فرع.
وقال مصدرنا إن "رسلان" غادر سوريا في نهاية 2012 متوجها إلى الأردن، حيث بقي فترة هناك ثم انتقل إلى تركيا، في فترة كان ضابط مخابراتي سابق وكبير يجهز لتشكيل جسم "ثوري" ما، ولكن مساعي الرجل –أي رسلان- في الانضمام إليه لم تكلل بالنجاح، ما جعله يتجه إلى "الائتلاف" على عهد "أحمد الجربا"، حيث تم تعيينه –أي رسلان- مستشار أمنيا.
وأكد الضابط المنشق أن معرفته بسيرة "رسلان" تتيح له التأكيد بأن الرجل لم "تتلوث يده" بأي جرائم ضد الإنسانية، مستشهدا بمواقف له، ومنها مساندته لناشط معروف من منطقة القلمون، أثناء تحقيق رئيس فرع الخطيب (توفيق يونس) معه، حيث كان هذا الناشط جريئا جدا في إجاباته، وكان "رسلان" يقف خلف ظهر "يونس" ويعطي لهذا الناشط "إشارات" تشجيع بأن يستمر في سلوكه وكلامه.
وعاد الضابط المنشق ليشدد على أن "رسلان" كانا مجمدا ومهمشا في الفترة، أو معظم الفترة، التي استند إليها الادعاء الألماني (منذ اندلاع الثورة حتى نهاية 2012)، وهذا "التجميد" ينسف الأصل الذي قام عليه الادعاء، وهو محاسبة "رسلان" عما وقع في فترة توليه رئاسة قسم التحقيق بفرع الخطيب.
وذكر مصدرنا بأن هناك مسؤوليات نظرية وأخرى عملية في النظام، ولقد كانت مسؤولية "رسلان" النظرية تقول إنه كان رئيسا لفرع التحقيق، بينما كانت مسؤوليته العملية أقل من ذلك.
الضابط المنشق الذي له باع طويل في سلك المخابرات، وكان شاهدا على كثير من أساليبه، أبدى -خلال حديثه مع جريدتنا- تخوفه الشديد على مصير الضباط المنشقين، عسكريين عموما وأمنيين خصوصا، منوها بأن بعض دول اللجوء بدأت تضيق على هؤلاء، وتزيد من وتيرة استدعائهم رغم أن أغلبهم سرد كل ما لديه في "إضبارة" لجوئه.
وأفاد الضابط بأن لدى النظام أساليب شيطانية لفبركة الشهود أو الضحايا، ولا يستبعد أن يعمد لتفعيل هذه الأساليب في سبيل الانتقام من ضباط أهانوه بانشقاقهم، لاسيما أن لديه من المعطيات والوثائق ما يكفي ليدعم به أقوال شهود "الزور" الذين يوظفهم.
وختم الضابط المنشق مشددا على أن شهادته بحق "رسلان" ليست من باب التدخل في عمل التحقيق ولا في سبيل التشويش عليه، وإنما هي صرخة لابد من إيصالها لكل من يريدون تحقيق العدالة، وضمان تطبيق المساءلة على من يستحقونها فعلا، لأننا بقدر ما نكون قريبين من ذلك بقدر ما نتعافى –كسوريين- وبقدر ما نكون قادرين على استعادة زمام بلادنا ومستقبلنا، وصولا إلى نظام لا يحابي ظالما ولا يجافي مظلوما.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية