1- قبور صغيرة
لم يتعب حفَّار القبور في حفر تلك القبور الصغيرة لأجساد الأطفال الصغيرة:
ضربتا معولٍ وحفنتا تراب كأنها مشاتل للورد.
2- شاهدة
الحجر فوق قبره صار وجهاً. صرتُ أنظر إليه فأرى ملامحه. رأيتُ أنفه وعينيه وجبينه... وعرفتُه على الفور!
3- الحطام
مدمَّرون من الداخل كمدننا
محطَّمون كزجاج شبابيكنا
مأساتنا تجوب العالم كسيرك جوَّال
وصوتنا يغرق مع قوارب اللاجئين
سوريون أخفنا هذا العالم الوديع
بحشرجاتنا المتوحّشة.
4- السفن
طوفان من جثث. طوفان من أنقاض. طوفان من أسماء.
لقد غرقنا في دمنا
كما تغرق السفن في البحار!
5- ألم الأحداث غير المفهومة
بينما صيحات الأقارب
تفتح طريق النجاة
سدَّ الغبارُ، الذي دخل عينيها،
مجرى الدموع.
ناجيةُ الأنقاض
لم تفهم ما الذي حدثَ
في لحظةٍ من الزمن
لم تفهم كيف يمكن لزجاج مرآتها
أن يجرح وجهها
وكيف يمكن لجدار غرفتها
الذي استندت إليه
أن يهاجمها بالحجارة.
ألمُ الأحداث غير المفهومة
موجعٌ أكثر.
6- حكايا عالقة تحت الأنقاض
تحت الأنقاض
دُفن الجسد ودُفنت الحكاية.
كان قبراً متوحّشاً لكليهما.
في اليوم التالي
المنقذون أخرجوا الجثث
والحكايا عَلِقَتْ إلى الأبد.
*معارض وكاتب سوري - من كتاب زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية