"أريد الزواج، أريد أن أمضي حياتي مع شريك"، عبارة نشرها الشاب السوري "فراس شعيب" على إحدى صفحات موقع "فيسبوك"، معبراً من خلالها عن صعوبة إيجاد هذا الشريك والتي تحولت بفعل العديد من الظروف إلى ما يشبه المهمة المستحيلة بالنسبة للكثير من الشبان.
"شعيب" ربط صعوبة إيجاد الشريك في دول اللجوء عموماً وفي ألمانيا التي يعيش فيها منذ أربع سنوات تقريباً، بارتفاع المهور المطلوبة، وانخفاض نسبة الفتيات العرب في أوروبا مقابل الشباب، ما دفعه للبحث عن زوحة عبر إحدى صفحات "فيسبوك" التي تضم حوالي 29 ألف عضو العديد منهم يشارك الشاب ابن 35 عاماً ذات المشكلة بحسب ما نقله موقع "Spiegel Onlein" الألماني.
ويضيف "شعيب" وفقاً للموقع ذاته: "إنها أزمة حقيقية فالرجل لا يكتمل دون عائلة، كما أنني أعيش وحدة صعبة جداً"، مذكراً أن سيدنا آدم عليه السلام بحث كثيراً عن أُمنا حواء ليتمكن من إكمال حياته.
لدى الطرف الآخر من معادلة الزواج أيضاً مشكلته التي تتشابه ضمنا وتختلف شكلاً، فبحسب الموقع فإن الكثير من الإناث السوريات اللاتي يعشن في دول الجوار يعانين من مشكلة إيجاد الشريك، لاسيما مع تبدل المواصفات المطلوب توفرها به بفعل الظروف التي يعيشها الشعب السوري عموماً.
"حميدة" لاجئة سورية في تركيا، كانت واحدة من هؤلاء الإناث، مشيرة للموقع أنها اليوم تبحث عن أي شاب سوري جاد للزواج على أن يكون قادراً على نقلها للعيش في ألمانيا، مضيفة: "في القديم كان مهم جداً أن يكون الرجل جيد المظهر، متفهم لطبيعة وحقوق المرأة، وتتمتع عائلته بسمعة جيدة، أما اليوم بات هناك شرطاً آخراً حول القدرة على السفر ونقل الفتاة إلى الدول الأوروبية".
وتقول ابنة 22 عاماً التي تقيم حالياً على بعد بضعة كيلو مترات عن الحدود السورية التركية: "المهم بالنسبة لي أن يكون الرجل الذي أراسله جدياً في مسألة الزواج وليس مجرد تمضية للوقت"، لافتاً إلى أنها تعمل في بعض الأحيان في مزارع المشمش القريبة من مكان سكنها، في إشارة إلى صعوبة الحياة التي تعيشها بالعموم.
*الحب ومجموعات مشابهة
"نادين" السورية ابنة 38 عاماً أشارت بحسب ما ترجمه "زمان الوصل" عن موقع "Spiegel Onlein" إلى وجود العديد من المجموعات المعنية بمسألة الزواج على موقع "فيسبوك"، لافتةً إلى أن الحب بات اليوم كلمة كبيرة بالنسبة للباحثين عن الشريك عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتضيف "نادين": "في الكثير من إعادات والتقاليد كانت الأم هي من تبحث عن الزوحة لابنها، فهو لا يتزوج فقط لنفسه وإنما للعائلة كاملة، اليوم هذا الأمر بات أصعب بكثير لا سيما في ظل تبعثر العائلة الواحدة بين عدة دول وفي بعض الأحيان بين عدة قارات، لافتةً إلى أنها وقبل عام بدأت بالبحث عن زوجة لشقيقها.
يشار إلى أن مسألة الزواج بين اللاجئين في ألمانيا تحديداً مثلت نقطة جدال كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، لاسيما في ظل ارتفاع المهور المطلوبة وتكاليف الزواج عموماً، ما ساعد بحسب بعض المعلقين بارتفاع معدل سن الزواج بين الشباب في دول اللجوء لاسيما مع وجود قوانين تقيد مسائل عمليات لمّ الشمل للزوجة من سوريا ومن دول الجوار.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية