شن الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، هجوماً عنيفاً على الحكومة الإسرائيلية الجديدة، معتبراً أنها "لا تسعى إلى السلام"، و"لا تريد إقامة دولة فلسطينية"، من خلال مطالبتها بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وهو ما وصفه بأنه "أمر مستحيل."
وقال موسى في القاهرة الأحد، إن "الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، يعني إنكار حقوق المواطنين العرب في إسرائيل، ويعني ذلك أنه سيكون هناك مواطنون درجات، كما أنه يؤسس لدولة تقوم على التفرقة العنصرية والدينية."
وشدد على قوله إن "المطلوب من إسرائيل أولاً، هو إعلان قبولها قيام دولة فلسطينية حقيقية، يعيش أهلها على أرض فلسطين التي احتلتها عام 1967"، مضيفاً أن الحكومة الجديدة "مجرد شكل مختلف للحكومة السابقة، التي عملت على تكثيف الاستيطان، وتدمير الهوية الفلسطينية العربية في القدس."
وتابع الأمين العام للجامعة العربية قائلاً إن "ما تقوم به الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تجاه مفاوضات السلام، ما هو إلا خداع، ومجرد كلام للبيع في الأسواق، حيث أنه لم يتحقق أي شيء في المضمون."
كما أوضح موسى أن "الجانب العربي لا يريد أن تضيع السنين، ويمر الوقت في انتظار موافقة حكومة نتنياهو أو غيرها على قيام الدولتين، ولكن يجب أن يكون هناك موقف دولي في هذا الشأن."
وأشار إلى أن "عملية السلام بالطرح الحالي، أصبحت غير مقبولة، لأنها وسيلة للماطلة، وتمكين إسرائيل من الاستيطان، وإعطاء انطباع مغشوش للعالم بأن إسرائيل تجتمع من أجل السلام"، وقال: "على إسرائيل أن تعلم بأننا غير مستعدين لعملية سلام من هذه النوعية."
كما اعترف موسى بأن "الجانب العربي أخطأ بقبوله عملية سلام مفتوحة النهاية"، ولكنه تابع قائلاً: "يجب ألا نكرر الخطأ ثانية"، مؤكداً أن "من يقبل اليوم ويطالب بالتفاوض مع إسرائيل، دون وقف الاستيطان، سيكون في موقع من يؤدي خدمة لإسرائيل."
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد اشترط اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية، قبل البدء بمفاوضات السلام، في تصريحات تزامنت مع جولة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، الرامية لإطلاق جولة جديدة من محادثات السلام في المنطقة.
من جهة اخرى رحبت إسرائيل بانضمام ألمانيا إليها وإلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وهولندا وإيطاليا في مقاطعة مؤتمر ديربن لمناهضة العنصرية الذي يعقد اليوم في جنيف, فيما وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تل أبيب بأنها رائدة العنصرية.
وقال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إن المؤتمر كان يفترض أن يكون تجمعا من أجل مناهضة العنصرية لكنه بات شكلا من أشكال العنصرية، على حد قوله.
وأوضح المتحدث أنه "بدلا من محاولة معرفة كيف يمكن للمجتمع الدولي مكافحة العنصرية بكل أشكالها أصبح مرة أخرى مجرد ذريعة للمنظمات والجماعات والدول العنصرية والمتطرفة".
وقد بررت الدول المقاطعة للمؤتمر موقفها بالقول إن المؤتمر قد يتحول إلى منبر لمعاداة إسرائيل.
وفي هذا الشأن قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن بلاده لن تحضر المؤتمر بسبب "الادعاءات التي تتسم بالنفاق" ويوجهها منظمو المؤتمر إلى إسرائيل.
وأضاف أوباما أن منظمي المؤتمر رفضوا إسقاط الادعاءات بعنصرية إسرائيل على البيان الختامي للمؤتمر, مما جعل من المستحيل حضور واشنطن له.
وبدوره قال وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيرهاجن الذي تقاطع بلاده المؤتمر أيضا إن الدول التي "لا يزال عليها فعل الكثير في مجال حقوق الإنسان هي بالذات التي تحاول وضع إسرائيل على كرسي الاتهام".
ومن جهته قال وزير الخارجية الأسترالي سيتفين سميث في بيان "لا يمكننا للأسف أن نكون على يقين من أن المؤتمر لن يستغل مرة أخرى كمنبر للتعبير عن آراء عدائية بما في ذلك الآراء المعادية للسامية".
ومن جهته قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن العدوانية والاحتلال والإرهاب كلها أمور تضرب بجذورها في أيديولوجية العنصرية, مؤكدا أن إسرائيل تحتل الريادة في هذه الأمور في عالم اليوم.
كما شدد على أن "الفكر الصهيوني رمز للعنصرية", مضيفا أن "الصهاينة ينهبون شعوب العالم ويسيؤون لهم من خلال سيطرتهم على مراكز القوة السياسية والإعلامية في العالم".
وعشية انعقاد المؤتمر التقى أحمدي نجاد نظيره السويسري هانز رودولف ميرتز. وقال بيان صادر عن الحكومة السويسرية إن اللقاء ركز على التعاون في قطاعي الطاقة والاقتصاد, بالإضافة إلى ملف الصحفية الإيرانية أميركية الأصل روكسانا صبري المحكوم عليها بالسجن في طهران.
وقد قوبل لقاء الرئيسين الإيراني والسويسري بانتقاد إسرائيلي حاد. وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة روني ليشنو ياعر إن "سويسرا تريد وبشكل فاضح التزلف من خلال اللقاء لأحد منكري الهولوكست وأحد الكارهين لإسرائيل".
ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن ليبرمان قوله "أن يوجه مؤتمر دولي دعوة لشخص عنصري مثل أحمدي نجاد, يدعو ليل نهار لمحو دولة إسرائيل, ويسمح له بأن يلقي خطابا رئيسيا، فذلك يثبت هدف وطبيعة المؤتمر".
ومن جانب آخر عبرت رئيسة مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة نافي بيلاي عن صدمتها وخيبة أملها بسبب مقاطعة الولايات المتحدة مؤتمر العنصرية.
وقال بيان للجنة إن معظم الأسباب المعلنة للمقاطعة والخلافات التي دعت إلى المقاطعة يمكن التغلب عليها.
وقد انسحبت الولايات المتحدة وإسرائيل من قمة 2001 التي عقدت آنذاك في جنوب أفريقيا عندما حاولت الدول العربية توصيف الصهيونية بأنها عنصرية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية