أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الدراما السورية تخلق مناخا للغناء

كانت خطوة جريئة تلك التي قام بها الموسيقي طاهر مامللي بإحياء حفل غنائي لشارات المسلسلات "فقط"  على مسرح دار الأوبرا السورية قبل أسبوع ليقدم هذه الأغاني على أنها أعمال قائمة بذاتها وأغاني تستحق تسليط الضوء عليها باعتبارها أحد أعمدة نجاح الدراما السورية الذي لم ينتبه له أحد.

وكانت شارات مسلسلات "ظل امرأة"و  بقعة ضوء" و"الزير سالم"و "التغريبة الفلسطينية" و"أهل الغرام" و"الانتظار" وغيرها من الأعمال الدرامية قد لاقت نجاحا واسعا واستطاعت أن تكون عملا منفردا بحد ذاته حفظه المشاهدين كما لو أنها أغنية لأحد المطربين المشهورين كما كونت مناخا غنائيا قدمت به العديد من الأصوات السورية  اللذين غنوا بالشارات ولم يتعرف عليهم الجمهور ولم يحفظ أسمائهم. في هذا السياق قال الموسيقي طاهر مامللي الذي أشتغل عددا من الشارات الموسيقية: «الهدف من إقامة حفلات كهذه ليس إشهار المغني الذي قدم الشارة بقدر ما هو إعطاءه حقه في تعريف الناس به بعدما سمعوا صوته بالشارة» وردا على سؤال حول إمكانية أن تحل أغنية الشارة مكان الأغنية السورية أجاب : «لا يمكن أن تكون أغنية الشارات بديلا للأغنية السورية بشكل عام لأنه لا يحل شيء مكان شيء ولكن نجاح هذه الشارات يفسر بعملها النوعي والشغل على التفاصيل فيها وأيضا لغياب شركات الإنتاج في سورية والحقوق الملكية للمغنين عند العمل على أغنية سورية».

معتبرا الموسيقا التصويرية من أهم التجارب الموسيقية الموجودة في سورية لأنها لا تخضع لمقاييس السوق التجاري ومزاج شركات الإنتاج وكل من يعمل فيها أساتذة كبار أرفع لهم القبعة، فلا يمكن أن ننسى هنا: سعد الحسيني، سمير كويفاتي، رضوان نصري، ورعد خلف.

وأضاف أنه لا يمكن لأغنية مسلسل أن تنجح دون أن يكون المسلسل بحد ذاته ناجح وعن طريقته في كتابة الشارة للمسلسل قال: «أعيش الحالة الدرامية من خلال قراءة النص ومتابعة أعمال التصوير حتى استطيع أن أقدم أغنية تقول ما يقوله النص»

من جانب آخر اعتبرت المغنية ليندا بيطار خريجة المعهد العالي والتي غنت شارة مسلسل "ظل امرأة"  غناء الشارات فرصة جيدة للوصول إلى جميع المستمعين وليس المختصين فحسب و أضافت : «أحب توظيف الصوت في الدراما كما حدث في مسلسل "أسمهان" حيث كان صوتي يؤدي صوت والدة "اسمهان" وصوت "نرجس" في مسلسل "زهرة النرجس.».

وكذلك شاطرتها الرآي المغنية ديمة اورشو التي غنت شارة مسلسل "بقعة ضوء" مشيرة إلى أن ما قدمه نجاح الدراما لها كمغنية هو " النجاح والشهرة".وتضيف أن: «الناس الذين لا يسمعون شغلي الكلاسيكي الذي اعمل عليه (كمغنية اوبرا) وهو شغل نسبة الاستماع إليه قليلة، سمعوني في شارات المسلسلات التي تمثل الموسيقى الأسهل على آذانهم».

غير أن المغنين من خريجي المعهد حديثي العهد يشتكون أن مخرجي الأعمال الدرامية يتجهون إلى جلب أسماء مشهورة لغناء الشارات مثل الفنان ملحم زين الذي غنى شارة مسلسل أهل الراية ومعين شريف الذي غنى شارة مسلسل الحوت  ويغلقون إحدى النوافذ القليلة التي يجد فيها المغني السوري مجال للغناء "النظيف".

 

يتمتع الموسيقيين السوريين بسمعة جيدة خصوصا عازفي الصولو الشرقي حيث اشتغلوا مع عدد من الموسيقيين الكبار في لبنان مثل مرسيل خليفة وزياد الرحباني

غير أن الكثير من الخبراء يشيرون إلى عدم وضوح الهوية الغنائية في سورية على بالرغم من وجود أسماء كبيرة في الغناء مثل جورج وسوف وأصالة نصري إلا أن ما يؤخذ عليهم أنهم نادرا ما يغنوّن باللهجة السورية عن هذا الموضوع يقول الباحث الموسيقي السوري سليم عماري: «الأغنية السورية بلا هوية حقيقية حتى الآن لا يوجد سوى فلكلور سوري أي غناء شعبي وهذا موجود في كل بلد وإذا أردت الحقيقة كاملة لا يوجد على الساحة العربية مطربين بل مغنيين، المطرب الحقيقي والصوت السوري من غير المعاصرين هو المرحوم (رفيق شكري) ومن المعاصرين (صفوان بهلوان) مغن ومؤلف موسيقي وعازف عود ليس على مستوى سورية فحسب بل في الوطن العربي».

 

لن ينسى الجمهور كلمات شاراة مسلسل "هجرة القلوب إلى القلوب"  التي تقول "ولاد الأرض السمرا/ ضحكتهن هدارة وتطلعيتهن حرة/ جبهاتن منارة.حتى شارة مسلسل ضيعة ضايعة لاقت شعبية كبيرة والموسيقى التصويرية له مشغولة باتقان شديد ومن قبل عازفين كبار أنتظرها المشاهدين كما انتظرا أحداث كل حلقة

أو شارة مسلسل "نهاية رجل شجاع": يا روح لا تحزني/ يا قلب ضلك هني، زوار جينا عالدني/ والعمر بحر نهار.التي انطبعت في ذاكرتهم وأحاسيسهم واستطاعت أن تشكل أغنية سورية قائمة بذاتها وتنتشر أكثر من أعمال كثير من الفنانين المعروفين في ظل عدم استطاعة المهرجانات أن تصنع نجما غنائيا رغم كثرتها في البلاد.

 

همام كدر
(180)    هل أعجبتك المقالة (176)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي