منذ آذار 2011 كانت المرأة السورية العنصر الأكثر تأثرا بمجريات الأحداث، من موقعها كأم وزوجة وابنة، إضافة لكونها نصف المجتمع الثائر على الطغيان، وهذه الأخيرة جعلتها تتعرض لمستويات من الانتهاكات هي الأسوأ في العالم، بحسب تقارير المنظمات المعنية، "في معدلات القتل والتشريد القسري، وقبلها الإخفاء القسري والاعتقال التعسفي والتعذيب".
التقارير تشير إلى احتجاز النساء في ظروف فظيعة مهينة، تتضمن استخدام التعذيب البدني والنفسي، التي تصل الى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
"زمان الوصل" في مشروعها الصحفي التوثيقي، الذي يحمل عنوان "سوريات في سجون الأسد"، أخذت على عاتقها القاء الضوء على حالات معتقلات سابقات، لتروي حكاياتهن، وبعضا من الفظائع التي تعرضن لها، في سجون وحشية، تديرها عصبة من المجرمين، دون رادع ولا وازع.
ولعل الأكثر بشاعة في تجربة السجن، أن المعتقلات هن غالبا مدنيات، لم يرتكبن ذنباً، ولم يشاركن بفعالية في المظاهرات أو النشاطات الثورية، بل تم اعتقالهن لمجرد أنهن سوريات..
نون الأنين
الزنازين الرطبة في سجون الأسد، غرف مظلمة دون نوافذ، جدرانها حجارة ممزوجة بالدم، غبارها أرواح خنقت دون أن يُسمع صوتها، فلا صخب للدم، ولا ضجيج للدموع، والأنين المسكوب على حواف الأبواب الحديدية، صوت نحيل بلا صدى.. "نون الأنين" محاولة لإيصال صوت معتقلات سوريات، مغيبات "خلف الشمس"، دون ذنب أو سبب، سوى أنهن عشن في دولة حكمها طاغية، وأرادها "مزرعة" خاصة له ولمريديه، وواجه احتجاجات شعبها بشعار الأسد أو نحرق البلد.
"نون الأنين"، فيلم من إنتاج "زمان الوصل"، وهو توثيق ينقل صوت نسوة تعرضن للظلم والتعسف، وامتد تأثير هذا الظلم إلى ما بعد خروجهن.
"نون الأنين".. نافذة على جرائم مازالت ترتكب حتى اليوم بحق نساء لم يحالفهن الحظ بالخروج في صفقات تبادل أو بانتهاء محكومياتهن.. هو صوت لا بدّ أن يُسمع.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية