أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قابل "مجزرة حماة" وجها لوجه... أسماء وصور للشهداء وتفاصيل "القتل"

تمكّن المصمم والمصور السوري "تامر تركماني" من توثيق 300 اسم من بين حوالي 40 ألف ضحية قضوا خلال 27 يوماً فقط من 2 إلى 28 شباط فبراير 1983 في مدينة حماة على يد "حافظ الأسد" وشقيقه "رفعت"، وتمت تصفية أغلب الشهداء أمام بيوتهم وأهاليهم وافتعال مجازر بحرق البشر وهم أحياء، وقتل النساء وأطفالهم وردم البيوت فوق رؤوس أصحابها.

وتضمن التوثيق معلومات عن وقائع المجزرة وعدد الضحايا والخسائر وعدد المعتقلين والدمار الذي طال المدينة والقوات المشاركة في المجزرة.
ولفت "تركماني" في تصريح لـ"زمان الوصل" إلى أن عمله التوثيقي هذا يأتي انطلاقاً من ضرورة توثيق انتهاكات النظام وجرائمه منذ بدء استلامه للحكم وإلى الآن، مضيفاً أن مجزرة حماة لا تقل فظاعة عن جرائم هذا النظام المستمرة منذ أكثر من 7 سنوات.

ونوّه محدثنا إلى أن أغلب من يعمل في توثيق جرائم النظام غالباً ما يركزون على شهداء الثورة السورية التي اندلعت عام 2011، ولا يعودون إلى الماضي بسبب عدم توفر مصادر أو مراجع حقيقية أو تعذر الوصول لأحد من الناجين من المجزرة.

وأردف المصمم الشاب أن توثيق الشهداء أهم شيء يمكن أن يفعله أي فرد مؤمن بالثورة وأي سوري شريف، معتبرا أن ما يفعله "جزء من تاريخ علينا أن نستمر بكتابته لتفهم كل أجيال الأمة والناس في كل العالم سبب استمرار ثورتنا".

"تركماني" أشار إلى أن آلية عمله في توثيق ضحايا مجزرة حماة اعتمدت على تصفح ما يقارب الـ 15 تقرير لمجلس سوريا لحقوق الإنسان والصحافة العالمية، وقراءة كل التقارير التي نُشرت في ذلك الوقت ومقاربة الوقائع، ونسخ وترتيب واختصار الفقرات.

وأوضح أن مهمته كمصمم وموثق جاءت من ضرورة إيصال الفكرة للناس بطريقة بسيطة تستوعبها كل فئات المجتمع، وكشف "تركماني" أنه لجأ للعديد من الصفحات والمواقع التي يديرها أهالي وذوو وأحفاد الشهداء.

وتمكن ـكما يقول- من سحب ما يقارب 300 اسم وصورة لضحايا مجزرة العصر تتضمن الاسم واسم الأب والمواليد حالياً، واستطاع التواصل مع ذويهم لاستكمال بعض المعلومات بوجود آليات الاتصال العديدة، معرباً عن اعتقاده بأن يتواصل الكثير من ذوي الضحايا معه بعد نشر قوائمه الجديد لتزويده بمعلومات عن أبنائهم الذين قتلوا على يد الأسد.

وأكد مطلق المشروع أنه لم يوثق أطفالاً أو نساء كثرا، وأغلب الموثقين في قائمته الجديدة -كما يقول- هم من الرجال البالغين ولكنه يعلم أن مجازر وحشية ارتكبت بحق أهالي المدينة من كل الأعمار وتم حرق عائلات بأكملها وهم أحياء، ومنهم عائلات "الكيلاني"، و"العلواني"، و"البيطار"، و"المراد"، و"مفتاح"، و"حداد"، و"عرابي"، و"شقفة".

وارتكبت قوات الأسد 18 مجزرة في كافة أنحاء المدينة ومنها "مجزرة حماة الجدیدة"، و"مجزرة حي سوق الشجرة"، و"مجزرة حي البياض"، و"مجزرة السوق الطويل"، ومجازر في أحياء "الدباغة" و"الباشورة" و"العصيدة" و"الشرقية" والبارودية"، ومجزرة "سريحين" و"العميان" ومجزرة الأطفال والفتيات.

وفيما أكدت اللجنة السورية لحقوق الإنسان بأن عدد شهداء المجزرة بين 30 و40 ألف غالبيتهم الساحقة من المدنيين وقضى معظمهم رمياً بالرصاص بشكل جماعي ثم تم دفن الضحايا في مقابر جماعية، كما تم اعتقال أكثر من 20 ألف شخص بتهمة سياسية أو إلصاق تهمة الانتساب إلى "الإخوان المسلمين".

وأشارت بعض التقارير إلى صعوبة التعرف على جميع الضحايا لأن هناك ما بين 10 آلاف و15 ألف مدني اختفوا منذ وقوع الأحداث ولا يُعرف أهم أحياء في السجون العسكرية أم أموات.

وكان "تركماني" الذي ينحدر من مدينة "حمص" قد أنجز مشروعاً ضخماً عبارة عن لوحة بانورامية ضخمة وصلت في مرحلتها الأخيرة إلى أكثر من 180 ألف صورة لسوريين قتلهم الأسد الابن منذ آذار مارس/2011 وحتى الآن.



فارس الرفاعي - زمان الوصل
(398)    هل أعجبتك المقالة (471)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي