أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

باحث سوري يجمع التراث المحكي باللهجة الإدلبية

ولد الباحث "محمد خالد مهان" في مدينة إدلب عام 1956 وسط أسرة متوسطة الحال تشجع على العلم والمعرفة

يعكف الباحث السوري "محمد خالد مهان" منذ سنوات على جمع معجم للكلمات المحكية باللهجة الإدلبية وحفظها ودراستها، وخصوصاً أن لهذه اللهجة الممتدة في القدم خصوصيتها ومفرداتها وثراءها بالألفاظ والمفردات التي تتغلغل في كل جوانب الحياة اليومية لأهل إدلب في المأكل والمشرب والأفراح والأحزان والشراء والبيع و وأنماط التعامل الاجتماعي الأخرى.

ولد الباحث "محمد خالد مهان" في مدينة إدلب عام 1956 وسط أسرة متوسطة الحال تشجع على العلم والمعرفة، وساعدته هذه البيئة في أن يكون محباً للقراءة والمطالعة، حيث كان يقضي جل وقته بين الكتب وفي المكتبات –كما يروي لـ"زمان الوصل".

وكان في جميع مراحله الدراسية ناجحاً متفوقاً، لكن مشيئة الله قدرت له أن يدرس معهداً متوسطاً باختصاص الأعمال المدنية، وبعد تخرجه من المعهد عُيّن في مصفاة بانياس لم يكن راضياً عن تحصيله العلمي فأعاد بعد التحاقه بالخدمة العسكرية دراسة الثانوية العامة -القسم الأدبي- وكان من الأوائل على المحافظة ليلتحق بعدها بقسم الفلسفة في كلية الٱداب بجامعة دمشق.

وأردف أنه كان مواظباً هناك على حضور الدروس العلمية والتفسير والفقه عند الشيخ "سعيد رمضان البوطي" والشيخ "حسين خطاب" والشيخ "إبراهيم اليعقوبي"، ثم سافر إلى السعودية مكرها وهرباً من مضايقات بعض الفروع الأمنية ٱنذاك، ولازال فيها حتى يومنا هذا يكتب عن أحاسيسه ومشاعره ويبث أهله وبلده أحزانه وٱهاته ومعاناته في اغترابه.

وروى "مهان" أن اهتمامه بالتراث الإدلبي وباللهجة المحكية بالذات بدأ منذ نعومة أظفاره، حيث ساعدته البيئة التي عاش فيها على الإلمام بهذا التراث ومفرداته اليومية فوالدته الراحلة كانت "موسوعة عائلية تاريخية اجتماعية تحفظ وتروي مئات الحكايا والأمثال الشعبية"، وكان بيت عائلته -حسب وصفه- مقصد الكثير من كبار السن من أصدقاء وأقارب للسمر والسهر وتبادل الأحاديث ومن خلال هذه الأجواء وبعض الأصدقاء ممن لهم اهتمامات بهذا الجانب نما اهتمامه وإلمامه بالثقافة المحكية، غير أن هذا الاهتمام لم يتبلور –حسب قوله- إلا متأخراً.

ولفت "مهان" إلى أن من أهم دوافعه للاهتمام بالجانب القولي من التراث الإدلبي أن هذه اللهجة بدأت تنحسر من على ألسنة الناس، ولم تعد متداولة أو مسموعة إلا في الحارات الشعبية وعلى ألسنة كبار السن، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة ومع الغزو الإعلامي والعولمة بدأت تستعمل الألفاظ الأجنبية في حياتها العامة، ابتداء من (هاي...باي ..وميرسي وثانكيو) وانتهاء بأسماء المأكولات والمشروبات والملبوسات وأسماء المحلات حتى احتلت هذه الألفاظ مكان كلماتنا العربية منها والعامية وفق (نظرية الغالب والمغلوب) التي أشار إليها المؤرخ ابن خلدون في مقدمته. 

وأضاف الباحث الإدلبي أن الظروف التي تعيشها سوريا عامة وإدلب عامة دفعت بالكثير من الأسر والعوائل إلى اللجوء لبلدان شتى وهناك سيضطر الكثير من الأبناء إلى التحدث بلغة اللجوء وسينسى هذا الجيل وخاصة الأولاد الصغار أو من ولد منهم هناك اللغة العربية ومفرداتها بل ولهجتهم المحكية.

ونوّه محدثنا إلى أن من أسباب اهتمامه باللهجة الإدلبية الحث على استعمال هذه الكلمات المحكية من باب التندر والملاطفة والممازحة لتدارك ما بقي قبل أن يُنسى، مضيفاً أن "ما يميز اللهجة الإدلبية عن غيرها من اللهجات في بعض المدن السورية سهولة النطق على اللسان وعدم التكلف بالحديث، وهي لطيفة سماعياً ليس بها غلظة ولا شدة وليس بها رخاوة (مطلوب الحرف) وغير هذا وذاك فهي تتميز بكسر الكلمة تشكيلاً وضبطاً ولفظاً.

وتابع "مهان" أن هدفه الأول من الاهتمام بهذا الجانب أيضاً هو المحافظة على الموروث الشعبي لأنه –حسب قوله- سفر حياتنا الاجتماعية، وخلاصة تجربة الٱباء والأجداد، كما أنه يقوي الأواصر والروابط الاجتماعية وخاصة في جلسات السمر والسهر، ومن شأن هذا التراث إثراء النشاط الثقافي والأدبي، حيث إن الكثير من كتّاب القصة في المحافظة قد استقى الفكرة من موروثنا الشعبي غير أنه قام بصياغتها بطريقة جديدة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(240)    هل أعجبتك المقالة (260)

فيحاء امهان

2019-02-01

كنت و ما زلت و ستبقى رمزا لفخرنا... ابنا بارا لاهلك و وطنك.


رفاه نجار

2019-02-02

بارك الله بك وبجهودك واعادللغه العربيه مكانتها ومنزلتها في قلوب ابنائنا.


رفاه نجار

2019-02-03

بارك الله بك وبجهودك ..وأعاد الى اجيالنا حب اللغه العربيه ...


AM

2020-10-21

اللهم اغفر له وارحمه وتب عليه. اللهم اجعل هذا العمل الذي قام به علم ينتفع به وصدقه جاريه. ارجو الدعاء له بالرحمه.


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي