بدءا من المقدمة التي قرأها "غسان بن جدو" والتي وصلت إلى نحو ست دقائق، وانتهاء بكامل الحوار الذي بلغ أكثر من ثلاث ساعات، كانت الرسالة الوحيدة التي يريد إيصالها أمين عام حزب الله حسن نصر الله، هي أنه يخشى ومرعوب من أي هجوم إسرائيلي عليه، مقدما معادلة في الخوف جدا معروفة: (أنا لا أسعى لمحاربتك .. ولكن إذا حاربتني حربا شاملة سوف أرد بعد التشاور مع محوري).
نصر الله من جهة ثانية، وفي تناوله لباقي المواضيع، حاول أن يلعب دور المحلل السياسي، والرجل الساخر، وهو أسلوب لطالما استخدمه في محاربة خصومه، عندما لا يكون التهديد الذي يواجهه قادما من "إسرائيل".
وفي الإجمال، لم يأت نصر الله بأي جديد على صعيد المواقف أو الخطاب..ولولا أن قناة "الميادين"، هي من تولت في السنوات الأخيرة، تلميعه، لما اهتم أحد لحواره من الأساس.
لكن مشكلة نصر الله أصبحت تشبه مشكلة المحرر السياسي في صحيفة "البعث" السورية، الذي يعتقد بأن مراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية في أمريكا و"إسرائيل"، تتابع كل حرف وكلمة يكتبها.. وقد قاطعه ابن جدو في وسط الحوار لكي يخبره بأن العديد من القنوات الإسرائيلية تنقل وتحلل أجزاءَ من حواره، فاستقبل "السيد" المعلومة، بابتسامة خبيثة، وأصبح أكثر تركيزا في انتقاء كلماته وتكرار مواقفه المهددة للشعب الإسرائيلي، بأنه هو من سيتحمل نتائج أي مغامرة قد تقوم بها قيادته.
مما يحسب لـ"نصر الله"، أو ما يجعله محافظا على صورته بين مناصريه، أنه لا يختار لمحاورته من القنوات والصحفيين، سوى أولئك المعجبين به، أو الذين ينتمون إليه ولا يستطيعون الخروج عن النص المتفق عليه، بينما إذا كان رجلا بحق، ومقاوما كما يدعي، فليسمح لباقي القنوات أن تحاوره..وعندها يمكن أن نحكم على حقيقة مواقفه وصدق كلامه.. لكنه لن يفعل، لأنه يعلم بأنه مدعٍ ولا يحمل أي مشروع لوطنه أو أمته، سوى ذلك المشروع الفارسي الطائفي الهادف لزعزعة الأمن في المنطقة العربية.
ولا يسعنا أخيرا إلا القول: كان الله في عون لبنان، المبتلى بمرض عضال اسمه حزب الله، وحسن نصر الله .. وكان الله في عون سوريا واليمن على هذه التركة الثقيلة من العملاء..لأن إيران عندما اختارت عصاباتها في المنطقة، جعلت منهم قوى، لا يمكن إزالتها إلا بتدمير الأوطان التي يتواجدون فيها.
*من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية