أثارت صورة حديثة لباب إحدى عقارات اليهود في دمشق القديمة.. أثارت موجة من التكهنات، لاسيما أن الباب علقت عليه ورقة تفيد بأن "العقار مغلق لصالح اللجنة العليا لشؤون اليهود، وهي اللجنة التي سبق لـ"زمان الوصل" قبل أكثر من 4 سنوات أن تحدثت عنها وأيدت حديثها بوثيقتين رسميتين.
كما إن صورة العقار الذي تم إلصاق الورقة عليه، جاءت بالتزامن مع حديث رسمي عن نية "تل أبيب" مطالبة عدد من دول المنطقة، ومن بينها سوريا، بأموال تناهز 250 مليار دولار (ربع تريليون)، باعتبارها "تعويضات" عن أملاك يهودية استولت عليها هذه الدول.
ووفقا لوثيقتين رسميتين تملكهما "زمان الوصل" فإن لدى النظام هيئتان لرعاية شؤون اليهود السوريين وأملاكهم، الأولى اسمها "مجلس إدارة أملاك اليهود الغائبين" و الثانية يرأسها معاون وزير الداخلية واسمها "اللجنة العليا لشؤون اليهود".
وما تزال مقاربة أوضاع اليهود في سوريا نوعا من المحرمات، المشوبة أحيانا بأحاديث لاتخلو من مبالغات سواء إيجابية أو سلبية، أما علاقتهم بنظام الأسدين فهو من أكثر التباسا وتوغلا في كواليس مصالح، ما خفي منها أكثر مما يبدو بكثير.
ولكن كتابا مخابراتيا حصلت عليه جريدتنا وسبق لها نشره، كشف عن جانب من هذا التعاطي، الذي يبدو حريصا للغاية على استخدام ورقة اليهود وحماية أملاكهم لتلميع وجه النظام.
فوفقا لهذه الوثيقة الصادرة عن المخابرات العسكرية، يأمر رئيس الفرع 271 بطمأنة اليهود وكل من يهتم بشؤونهم أن أملاكهم في سوريا "مصانة" وأن رجوعهم إليها متاح ولا يوجد أي عائق أمامه.
وعاش اليهود في سوريا منذ عهد النبي داود عليه السلام أي قبل ألف عام من الميلاد تقريبا، ولهم فيها معابد تعد من بين أقدم كنس العالم، وفي مقدمها كنيس جوبر قرب دمشق.
وانتهى المطاف باليهود في سوريا للعيش في شوارع وتجمعات محددة ضمن المدن المركزية، خاصة حلب والقامشلي ودمشق، وفي هذه الأخيرة تركز معظم اليهود ضمن "حي الأمين" الذي يعرفه العامة باسم "حارة اليهود"، وهو اليوم أحد أكبر الأحياء التي تسكنها غالبية شيعية، بعد أن خرج معظم اليهود من سوريا (وصل تعدادهم عام 1943 إلى حوالي 30 ألف شخص)، ولم يبق منهم إلا قلة قليلة، عقب اتفاق بين الإدارة الأمريكية وحافظ الأسد، ما تزال بنوده وتفاصليه طي الكتمان.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية