مجرد إيميل يتم تناقله بين الشباب بغرض السخرية. وصل تحت عنوان "فشر عمرو دياب"..ولكنه في الوقت ذاته قد يثير للبعض الكثير من الحنين والذكريات.
او أنه يصلح ليكون شاهداً على مرحلة بشكل من الأشكال. بإمكان أي شخص يعرف عنوان بريدك الالكتروني أن يمطرك رسائل الكترونية من
هذا النوع. وبإمكانه أيضاً أن يجعل بريدك الالكتروني في يد أشخاص خارج الأوساط التي يفترض أنك توجد فيها. وبعض هؤلاء لا يلبثون أن يتحولوا إلى أشخاص مزعجين وجلهم من المتفرغين لإرسال هذه الرسائل. انزعاجك لن يكون طويلاً، حين ستقوم بفتح بعض الإيميلات.. هكذا ستتنوع الوجبة التي سيقوم الأصدقاء الافتراضيون بإرسالها لك، من مقاطع الفيديو إلى النكات والصور الطريفة التي يقف وراءها جنود مجهولون على الأغلب هم أشخاص طريفون ويحبون تمضية الوقت.
آخر الإيميلات الطريفة، كان عبارة عن أغلفة الكاسيتات لمغنين وجدوا يوماً في مكان ما. يلبسون أزياء ثمانينية، وجلهم من الشباب الذين وضعوا صورهم على أغلفة الكاسيتات، كما يفعل أي نجم في هذا العالم. وهكذا يكون هناك فنان شاب يرتدي الجينز ويضع يده في جيبه فيما ترتسم على وجهه ملامح الحزن، ولم يجد الفنان الشاب أنسب من "الملاك البريء" اسماً فنياً له وهو الذي لم يكن يعرف أنه ستطويه الأيام. هل سمع أحد بمجموعة أغاني فنية تحت عنوان "مولد الرجولة" لمغن يدعى "ابراهيم عبد الرزاق"؟ ماذا عن صورته التي وضعها على غلاف الكاسيت وهو يشير بيده إشارات التحدي؟ وهل سمع أحد بـ"مولد المدد" للموسيقار "تامر نجيب". وهل رأى أحد الشاب الذي نام على غيتار وقد كتب فوقه بالإنكليزية مامعناه "طيران كالموسيقا" وماذا عن ألبوم "بفكِّر فيك" للمطرب ذاته. هل سمع أحد ما بـ "لامور" لشريف الشريف؟ وهل سمع أحد ألبوم "اجرح" لـ "طارق الشيخ".
هل سمع أحد بـ"عربي الصغير" و "خالد شاهين" و"أسامة غالي" و"هوبا" الذين جمعوا أغانيهم في كاسيت واحد، أشخاص مازالوا يعيشون حتى هذه اللحظة؟ وهل مازالوا مهووسين بالغناء؟ وهل مازالوا يحملون ذلك الجنون الذي دفع بهم في يوم من الأيام إلى تحمّل تكلفة تسجيل الأغاني؟ أم أن أحلامهم أجهضت وماتت أغانيهم بالتقادم.
ماذا عن جمهور هؤلاء ممن كانوا يجلسون ويضعون في آلات التسجيل تلك الكاسيتات؟ وهل يتذكرون هؤلاء الذين كانوا يقضون وقتهم وهم يسمعون أغاني هؤلاء؛ تلك الأغنيات والمغنون الذين أحبوهم. ثمة من يقول إن هؤلاء لم يكن لهم جمهور أبداً، وثمة من يقول بأنهم لا يتخطون مجتمعين كونهم "مطربو الكراجات". ولا أحد يعرف على وجه التحديد المصائر التي آلو إليها، ولكن إجراء مراجعة بسيطة لما قدموه لا بد أنه يدلل على مزاج شعبي في يوم من الأيام؟ وهذا المزاج يمكن مناقشته ولا يمكن شتمه نهائياً. لأنه مرتبط بالذائقة والخبرات الثقافية وهذا مدخل حقيقي لمناقشة واقع الأغنية الشعبية والشكل الذي تقدم به في هذه الأيام. لا أحد يعرف إذا ما زالوا هناك.. (مطروبو الكراجات) وقديماً (سفراء الحب الأمل)، ولكنهم على هناتهم قد يكونون عزاء في مواجهة تسلط ما يفترض أن يكون نخباً جديدة في عالم الغناء هذا اليوم!! بالتأكيد لم يتح لهؤلاء من يتبنى مواهبهم "إذا وجدت"، ولم يتعاون معهم ملحنون، ولا أخذ بأيديهم أحد، وكان من الممكن أن يكون بينهم من هو أفضل على صعيد الأداء من "نموذج تامر حسني". ومع أننا نضحك كثيراً على الصور التي صنعت بطرق بدائية، إلا أننا قد نجد فيها نماذج طبيعية تقف ضد نماذج التشويه الذي تحدثه سكاكين أطباء التجميل الذين جعلوا من فنانات الألفية الجديدة أنموذجاً واحداً على صعيد الشكل.
ربما كانوا أصحاب أحلام.. ولكننا نقلب الصفحة عن سيرتهم الجماعية!!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية