أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لماذا؟!! .. فؤاد حميرة*

هذه المخيمات لم تعد تحتمل المتاجرة ببؤس ساكنيها - جيتي

هذه المخيمات يجب أن تُهدم أو تحرق، إنها بصقة في وجه الزعامات والحكومات العربية من المحيط إلى الخليج، إنها صفعة على جبين كل متاجر بالإسلام والعروبة والوطنية، 700 ألف لاجئ سوري كان يمكن استيعابهم في أي بلد عربي أو أن يدفع أي ثري عربي ثمن غرف خشبية لهم (فركونات) تحترم شيئا من آدميتهم، ولا أشك أن ما يدفعه ثري من الخليج على راقصة في حفلة حمراء يفوق احتياجات أهلنا في هذه المخيمات. 

تقطع الولايات المتحدة معونتها عن (الأونروا) فتثور ثائرة العرب وبينهم يعيش أثرى أثرياء التاريخ، نلعن دونالد ترامب وننسى أن نلعن مسؤولينا من العربان، أو نتناسى أن أي ثري كان قادرا على تقديم المساعدة وتعويض النقص.

ينام أهلنا تحت الثلج وبين ثنايا الموت فنلعن الأمم المتحدة ونعتب على الدول الغربية كأنهم أهلنا وننسى أبناء جلدتنا، الذين يفرشون طرقات من النقود في بلاد الغرب، هذا الغرب الذي لم يترك لاجئا سوريا ينام في العراء، هذا الغرب الذي لم يترك لاجئا يعيش البرد والجوع، في حين أغلق أبناء جلدتنا، أبناء عمومتنا أبوابهم في وجوهنا، وأغلقوا قلوبهم عن مصائبنا وأغلقوا عيونهم عن موتنا.

ليس في المخيمات راقصات ليزوره أمراء وأثرياء العروبة، وليس بين أبنائنا هناك من يقدم وجبات السكر والعربدة، فماذا يفعل الثري هناك، وليس في مساعدتهم ربح إلا ربح الضمير وهذا آخر ما يحتاجه معظم الأثرياء، راحة الضمير، فهؤلاء بالأساس لا يملكون ضميرا ليرتاح أو يتعذب.

لماذا لا يتبنى النظام أهلنا في المخيمات؟ ألا يدعي أنه الأب الروحي للسوريين؟ لماذا يطالب أهلنا في الداخل بتشجيع (قشور قاسيون) وينسون إخوتهم جيرانهم وأبناء بلدهم؟ أعرف أن الوضع في الداخل قد لا يقل سوءا عن وضع المخيمات وأن سوريا بمعظمها أصبحت أقرب إلى مخيمات اللاجئين، ولكننا نحتاج لصوت منكم ...صوت فقط.

هذه المخيمات لم تعد تحتمل المتاجرة ببؤس ساكنيها، لم يعد برد أبنائها يحتمل مزيدا من البكائيات الساذجة المقيتة، لندعُ جميعا إلى إغلاق هذه المخيمات وإحراقها، والإبقاء على قسم منها كمتحف يزوره أبناؤنا وأحفادنا في المستقبل، فيدركون أن الإنسانية كذبة ومجرد أرباح تصرف في البنوك وأن العروبة كذبة يتاجر بها الزعماء لتثبيت أنظمتهم المستبدة.

أفرغوا تلك المخيمات فورا وهذا ما يجب أن ننادي به هذا ما يجب أن نجمع عليه في كل بلاد الشتات، أين مظاهرات الاحتجاج؟ لماذا لا نزرع شوارع المدن الاوروبية بصرخاتنا؟ لماذا نكتفي بالبكاء على صفحات التواصل، لماذا تكتفي محطات العهر العربي بنقل مصائبنا وصور موتنا؟ لماذا؟ لماذا يموت السوري بكل أشكال الموت؟ ولماذا علينا أن نجرب كل أشكال القهر؟ لماذا يكون من نصيب السوري اختراع أنواع جديدة للموت والقهر والعذاب؟ لماذا؟!!

*من كتاب "زمان الوصل"
(188)    هل أعجبتك المقالة (190)

طرفة الشاعر

2019-01-09

العروبة ليست كذبة بإذن الله الواحد الأحد. كلامك أصاب كل الحقيقة. نداء إلى الأخوة الحكام والأثرياء في دول الخليج: السعودية والإمارات وقطر والكويت. ساعدوا المنكوبين السوريين حباً بالله. أسمع شيخ تميم، حياك الله. اسمع محمد بن سلمان وفقك الله. اسمع كل بني ياس!.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي