أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السيسي "يكاسر" أردوغان في الرياض.. ويعرض المشاركة في التحالف

عبد الفتاح السيسي - أرشيف

في أقل من أسبوع واحد، مجلس التعاون الخليجي يدين اتهام مندوب مصر في الجامعة العربية لقطر بأنها تدعم الإرهاب، وكذلك تقول القاهرة إن اتهام مندوبها للدوحة لا يعبر عن الموقف الرسمي للقاهرة، وإنما يعبر عن رأي شخصي.

وفي ذات الأسبوع يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المملكة العربية السعودية ليبحث مع ملكها الجديد العلاقات الاستراتيجية، ليرد في أقل من ٢٤ ساعة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على هذه الزيارة بمثلها إلى الرياض .. محاولا التغطية على وهج زيارة الرئيس التركي التي باتت حديث المراقبين والساسة .. فماذا يحدث؟

ظهر السيسي أمس في لقاء تلفزيوني كرر فيه نفسه، وبدا في موقف المدافع بشكل غير مباشر عن التوتر الخفي في العلاقات الخليجية المصرية، وغازل الخليج بشكل مستهلك بالأمن بقوله وللمرة الألف إن أمن الخليج من أمن مصر والعكس صحيح، محاولا بيع بضاعة نافقة في الشرق الأوسط كبائع سجاد شرقي في عصر السجادة الرقمية.

هو ذاته، السيسي الذي رفض المشاركة في قصف دول التحالف لـ"الدولة الإسلامية"، ذلك التحالف الذي كانت محوره دول الخليج، فعن أي أمن مشترك يتحدث.

تشير المعلومات الأولية إلى أن زيارة السيسي إلى الرياض جاءت من أجل عدة أهداف تتخللها عروض سياسية وعسكرية؛ الأول التغطية على زيارة أردوغان ووضع مصر في الكفة الأخرى من الميزان السعودي، وألا يترك الأذن السعودية تصغي لفلسفة أردوغان الشرق أوسطية، الأمر الثاني، هو العرض على السعودية المشاركة في ضربات التحالف ضد "الدولة" في سوريا والعراق، وهي الورقة الرابحة الوحيدة التي يمكن أن يزاود فيها على تركيا رغم مرارة هذا الخيار الذي سيدخل مصر في حرب مفتوحة في سوريا والعراق وليبيا وكذلك في سيناء، إلا أن السيسي مجبر أن يقدم نفسه الآن بعيدا عن الوعود والكلمات المعسولة.

فقد أخذ الرجل من "الرز" ما يكفي وعليه الآن الدخول في الطبخة الدولية.

ومن العروض التي يتم تداولها في الأروقة السياسية المصرية، هو تشكيل قوات عربية مشتركة من أجل مواجهة تصاعد المد الحوثي في اليمن، وهو يهدف بذلك إلى أمرين تحييد تركيا على الأقل من الحديقة الخلفية للسعودية وإعادة تموضع لدور مصر العربي.. وبالتالي مكاسرة أردوغان في الملفات العربية الحساسة للسعودية.

في كل الأحوال كل خيارات السيسي صعبة، فهو أمام ملك مازال يضع أوراقه على صدره متمنعا عن كشف أولوياته خصوصا حول مصر، وكذلك أمام مهمة إزالة الصورة الذهنية التي خلفها تسريب اتصال بمدير مكتبه، فضلا عن ضرورة أن يقدم إثبات فعلا قبل القول إن أمن الخليج من أمن مصر.

عبد الله رجا - زمان الوصل
(115)    هل أعجبتك المقالة (116)

أحمد الشامي

2015-03-02

إذا نظر السيسي إلى الأعلى فإنه سيرى كعب أردوغان.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي