في الأول من آب/أغسطس 2013 زار بشار الأسد أطراف داريا، محاولا الإيحاء لأنصاره أن اقتحام هذه الجبهة العصية هو مسألة أيام معدودة، ومتخذا لنفسه "وضعيات" مختلفة جسدتها صور له مع من قيل إنهم ضباط وجنود من جيشه.
وبعد هذه الزيارة "التاريخية" بـ16 شهرا، وبالتحديد في 31 من سنة 2014، قام بشار بزيارة إلى مناطق متاخمة لحي جوبر، سماها إعلامه زيارة لجوبر!.. فما الذي تغير بين الزيارتين؟
لن ندخل في كثير من تفاصيل تشابه الزيارتين في الكذب وفبركة المناطق، واصطناع "الوضعيات" التي يتقنها مستشارو بشار لإظهاره في صورة القائد المتلاحم مع جيشه.. سنكتفي بتفصيل واحد، وواحد فقط، ولشخص واحد فقط.
إنه سائق الدبابة الذي يظهر –للصدفة- في زيارات بشار الأسد الميدانية إلى "الجبهات".. هذا السائق الذي لم يوجد في جيش النظام بديل له، فظهر في داريا ثم في جوبر بعد سنة ونصف تقريبا، بنفس الابتسامة، وبأسنان بيضاء لامعة!
إذا أحسنا الظن بهذه المصادفة الغريبة، فإن الاحتمال الأقرب هو أن هذا الشخص يمثل قائد الدبابة الوحيد في سوريا الذي يليق به أن يلتقط الصور مع "القائد" ويحظى بمصافحته، وإذا غلبنا الظن الذي يستحقه النظام الموصوف بالكذب والتضليل، فلن يكون "قائد الدبابة" إلا مجرد "كومبارس" مخابراتي أو مدني منتقى بعناية لأداء هذا الدور، ولكن الذاكرة الضعيفة خانت من أعادوا توظيفه بنفس الدور..
بانتظار تبرير "مناسب" من إعلام النظام ومحلليه الاستراتيجيين.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية