يكاد لا يخلو بيت في السويداء من السلاح، فالأحداث التي شهدتها المحافظة قبل أشهرٍ مع البدو، زادت من قلق أبنائها حيال الدفاع عن أنفسهم.
وتبدو المحافظة منشغلة هذه الأيام بالإعداد لتأمين حمايتها الذاتية بعد أن تخلى عنها النظام أكثر من مرة، وكان آخرها أحداث "داما"، حيث تأخر عن تقديم العون لأبنائها الذين واجهوا البدو بسلاحهم الفردي قبل أن تصل المؤازرة المطلوبة.
وأكثر القلقين هم مشايخ المحافظة، لا سيما بعد أن وصلهم من أحد عناصر الأمن أن خطةً تحاك للهجوم على السويداء من قبل (الدولة الإسلامية) في الجهة الشرقية والبدو من جهة اللجاة، حسب ما أفاد مصدر مقرب من أحد مشايخ المحافظة، مضيفاً أن معلوماته تفيد بأن الخطة وصلت إلى المخابرات لكنهم لم يطلعوا أبناء السويداء على مضمونها، ويجادل المشايخ في السبب الذي يدفع الأمن لإخفاء مثل هذه المعلومة وتحذير أبناء السويداء من هذا الأمر.
لكن الناشطين في المحافظة يصفون الأمر بأنه تسريب مقصود من قبل النظام، حتى يرفع من حالة الاحتقان لدى الدروز.
حيث يقول أحد الناشطين من أبناء المحافظة، فضل عدم ذكر اسمه لــ"زمان الوصل"، إلى أن النظام يحاول استثمار الشائعات وتوظيفها بما يخدم مصالحه، فحتى الآن لم يثبت وجود (الدولة الإسلامية) في الجهة الشرقية من السويداء، لكنه يحاول أن يرسخ فكرة هذا التواجد، كما يستمر في استثمار العلاقات المشحونة مع البدو لرفع حالة التأهب والحذر، والتأكيد للأقليات أن النظام هو وحده القادر على حمايتكم.
وناشط آخر يعتبر أنه إذا كان هذا الكلام حقيقيا، وليس مجرد شائعة يبثها النظام، فالمصيبة أكبر لأنه يتستر على خطة الهجوم، ولا يحاول تقديم أي دعمٍ للمحافظة أو المؤازرة، وعندما تقع "الفاس بالراس" يقدم نفسه على أنه حامي الأقليات.
قلق السلاح الذي ظهر جلياً بعد أحداث "داما" وتسارعت وتيرته هذه الأيام، دفع ببعض التجمعات إلى المطالبة بالاستقلالية العسكرية للمحافظة كما طالبت إحدى صفحات "فيس بوك" والتي تطلق على نفسها اسم "التوحيديون الجدد"، الأمر الذي اعتبره البعض تكريساً لانعزال المحافظة وابتعادها عن الهوية الوطنية الجامعة لكل السوريين، لكن البعض الآخر رأى فيها طلباً مشروعاً بات يلقى صدى أكبر هذه الأيام، حيث أيقن أبناء السويداء أن النظام لن يحميهم ولن يقدم لهم العون، وفي الوقت ذاته ينتشر اعتقاد لديهم بأنهم وحيدون لا أحد سيقف إلى جانبهم، حسب ما يشير ناشط من أبناء المحافظة.
زينة الشوفي - السويداء - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية