أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مصاب عولج في "إسرائيل" يكشف: فواتير وهمية لتحصيل كلفة العلاج من الأمم المتحدة ومانحين !

الزامل وأدناه صورة شعاعية لظهره - زمان الوصل

كشف المصاب "جهاد الزامل" من مدينة "الحراك" بدرعا عن خدعة ما سُمي بـ"علاج الجرحى السوريين" الذين كانوا يصلون عبر خطوط وقف إطلاق النار في الجولان السوري إلى الأراضي المحتلة، وأن المشفى السري الميداني الذي أُدخل إليه كان يوقّع هؤلاء الجرحى على فواتير بأرقام فلكية نظير عمليات جراحية (وهمية) وعلاج على الورق، لتقدم هذه الفواتير لبعض الدول العربية والأمم المتحدة وألمانيا من أجل تغطيتها مادياً، كما حصل معه شخصياً ومع أشخاص آخرين دخلوا المشفى، وكان الزامل (26 عاماً) قد أُدخل إلى الأراضي المحتلة مع 21 شخصاً مصاباً من بينهم 3 أشخاص مشلولين بعد أشهر من إصابته برصاصة اخترقت كتفه الأيمن، وخرجت من الكتف الأيسر وأدت إلى شلله، وبعد أن يأس من إمكانية علاجه أو مد يد العون له من الجهات الإغاثية والمنظمات الإنسانية اختار آخر العلاج "الكي" ليذهب إلى "إسرائيل" مكرهاً. 

حول قصة إصابته ورحلة معاناته تحدث "جهاد الزامل" لـ"زمان الوصل" قائلاً:

بعد اقتحام قوات النظام "الحراك" بتاريخ 18/ 8/ 2012 وعندما رأيت المجازر الكثيرة وحرق البيوت وانتهاك الأعراض وشاهدت الأشلاء والدماء التي كانت تملأ شوارع "الحراك"، اضطررت لحمل السلاح لأدافع عن أهلي وأطفالي، وخصوصاً بعد مقتل شقيقي الأكبر (أبو جاسم) 45 عاماً الذي قضى بعد ضربه بالساطور على رأسه، وأُصبت أنا بطلقة في كتفي الأيسر اخترقت الكتف الأيمن، وسببت لي شللاً آخر أيام اقتحام الحراك، وكان يوم وقفة العيد.

ويردف الزامل: بعد إصابتي تم نقلي من مدينة "الحراك" إلى المليحة والقرى المجاورة، ومن ثم أُدخلت إلى الأردن بتاريخ 26/ 8/ وأجريت لي عملية حينها عبارة عن تفجير أنابيب في الرئتين لأني لم أكن قادراً على التنفس آنذاك، كما أجريت لي عملية في إحدى المستشفيات الأردنية وضعوا لي فيها 9 براغي وصفيحتين في العمود الفقري لم أستفد منها بشيء، رغم أنها كلفت حوالي 15 ألف دينار أردني أي بما يعادل المليون و600 ألف ليرة سورية دفعتها (مؤسسة عيد الخيرية)، وأخبرني طبيب راجعته فيما بعد أن وضع البراغي لم يكن له من داعٍ وأن ضررها أكثر من نفعها، ورغم مرور عامين على إجراء العملية لم أستطع إزالة هذه البراغي لوجود خطورة في هذه العملية التي لا يمكن إجراؤها إلا في ألمانيا ولا أستطيع الذهاب إلى هناك لعدم تكفل أحد بعلاجي ولعدم وجود جواز سفر لدي.


تزوير فاضح !
بعد ملله من وضعه الصحي ويأسه من العلاج في الأردن عاد "جهاد الزامل" إلى درعا وأقنعه بعض الشبان بالذهاب للعلاج في إسرائيل، وحول رحلة علاجه هذه يقول: أُدخلت مع 20 مصاباً وشخصين مشلولين وعدد من الأطفال عبر مدينة القنيطرة إلى الحدود مع "إسرائيل" وتم وضعنا في مشفى ميداني عبارة عن كرفانات حديدية، وما إن وُضعنا في المشفى المذكور حتى قررت إدارته إخراجنا منه، ولكنهم أجبروا المصابين الذين معي بالتوقيع على ورقة دون أن يسمحوا لهم بقراءتها وتنص هذه الورقة على أنهم تلقوا كامل العلاج في دولة "إسرائيل".

ويتابع الزامل: عندما جاء دوري في التوقيع وكنت آخر مصاب بينهم حاولت أن أقرأ ما هو مكتوب في الورقة ولكن الموظف كان يحاول منعي من ذلك ولمحت ثمانية أسطر، سطر عربي وسطر عبري، وأثار منع الموظف لي رؤية الورقة فضولي، فسللتها من يده بعنف لأرى ما كان مكتوباً فيها فقرأت: (مضى على وجود المدعو "جهاد الزامل "في دولة إسرائيل ثلاثة أشهر وأنه تلقى العلاج كاملاً وخرج بصحة وعافية من المشفى المذكور، وأن تكلفة العملية 55 ألف دولار".

رغم أنهم أبقوني مع المصابين الآخرين يوماً واحداً فقط في المشفى لم نتلقَّ خلاله أي نوع من العلاج أو الاهتمام، ووقعت علي الورقة مجبراَ لكي لا يطولني ضرر بعد أن كشفت هذا التزوير الفاضح.


*"نتنياهو" ومترجمه "عنان"!
ويردف المصاب الزامل: كانوا يريدون إخراجنا في اليوم نفسه الذي دخلنا فيه، ولكنهم أجّلوا خروجنا إلى اليوم التالي لكي يأتي رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس أركان الجيش وضباط آخرون برتب عليا وعدد كبير من الأطباء والتلفزيون الإسرائيلي ليجتمعوا بنا، وعندما حضروا حاولنا أن لا نخفي وجوهنا عن كاميرات التصوير فكانوا يقولون لنا إن لا مشكلة من التصوير، وأجروا معنا مقابلات حاولوا تلقيننا من خلالها أنهم كانوا يهتمون بنا في المستشفى ووقفوا معنا وقفة إنسانية، رغم أن المبالغ الفلكية التي يدّعون أنهم عالجونا بها مقدمة من إحدى الدول العربية، ومن ألمانيا والأمم المتحدة، وكل الحالات التي تستدعي عمليات مكلفة من الجرحى في المشفى كانوا يكتبون في ملفها أنها أجرت عملية وتم تخريجها ليقبضوا مقابلها مبالغ طائلة، ويكشف المصاب الزامل أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلس على كرسي إلى جانب سريره، وأنه بادر ليقول لنيتنياهو باللغة العربية: "إني جئت إلى هنا لأتعالج"، فسأل المترجم ويدعى "عنان" عما أقول فأجابه بكلام من عنده، ولم يقل له إني أريد العلاج بل غيّر الموضوع نهائياً. 

وعرف الزامل أن الترجمة غير حقيقية من شخص فلسطيني يعرف العبرية كان موجوداً معهم ذكر له أن المترجم المذكور إسرائيلي الجنسية وسبق أن قدم ترجمات محرّفة لما قاله جرحى آخرون قبله.

ينتظر "جهاد الزامل" إجراء عملية جراحية وصفها الأطباء بالملحة قبل فوات الأوان لتخليصه من 9 براغٍ تستوطن عموده الفقري وتمنعه من الحركة والمشي وتأمين لقمة العيش الكريم لأمه وزوجته وأبنائه الثلاثة الذين لم يتجاوز أكبرهم الخامسة من عمره في ظروف لجوء صعبة لمن هم في أفضل من حاله.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(112)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي