بعد مرور سنة تقريبا، ثأرت جبهة الأصالة والتنمية لامرأة سورية تعرضت للاغتصاب على يد شبيحة النظام، وألقيت عارية على الطريق العام قرب حي جوبر الدمشقي، حيث استشهد حينها عدد من الثوار الذين هبوا (اضغط هنا) لمحاولة إنقاذها فكان مصيرهم كما مصيرها الموت قنصا، في واحدة من المشاهد التي وثقت بالفيديو، وشكلت صدمة للكثير من أصحاب الضمائر الحية.
وقد بثت كتيبة الصارم المسلول من لواء أهل الأثر التابع لجبهة الأصالة والتنمية، تسجيلا يوثق الإعداد لعملية تفجير مبنيين من عدة طبقات على أطراف حي جوبر، حيث قال أحد المجاهدين إن العملية تأتي انتقاما لـ"أختنا التي قتلوها وانتهك عرضها".
وأظهر التسجيل عدة أسطوانات حديدة ضخمة معدة لتعبئتها بمواد متفجرة لاستهداف المبنى الذي كان يوجد فيه عشرات من جنود النظام وشبيحته.
وانتقل التسجيل لرصد مقاتلين من كتيبة الصارم المسلول داخل النفق الذي حفر تحت المبنيين لاستهدافه من قواعده، حيث ذكّر أحد المقاتلين بمقطع الفيديو الذي وثق جريمة النظام بحق المرأة، والذي أطلقت عليه "زمان الوصل" اسم "المقطع العار".
وقال المقاتل إن تفجير المبنيين يأتي انتقاما لتلك الامرأة، كما إن فيه وفاء لأرواح قرابة 10 شهداء قضوا قنصا بنيران الجنود المتمركزين هناك.
وأوضح المقاتل أن النفق حفر بوسائل بدائية، بدون استخدام أي آلية، حتى الكهرباء لم تكن متوفرة لإنارة النفق واستعيض عنها بمدخرات (بيل ببطارية).
وقال مقاتل آخر إن عملية نسف المبنيين هي جزء من عملية كبيرة على مشارف العاصمة، تستهدف في نهايتها الوصول إلى قلب دمشق.
وانتقل التسجيل بعدها لتوثيق نسف المبنيين، حيث أظهرت اللقطات تدميرهما بالكامل، ما شكل سحابة كثيفة من الغبار
وقال بيان صادر عن لواء أهل الأثر التابع لجبهة الأصالة والتنمية إن عملية تفجير المبنيين تمثل مرحلة أولى لإطلاق "معركة تحرير دمشق"وإنها فتحت ثغرة في دفاعات النظام، مبينا أن عملية التفجير أدت إلى قتل عدد كبير من الشبيحة يزيد عددهم عن ١٠٠، حسب المعلومات الأولية.
والمثير للسخرية أن مواقع وصفحات تابعة للنظام نسبت تفجير المبنيين لها، وقالت إن "الجيش" هو من فجر المبنيين وقتل من فيهما من "المسلحين"، بينما اختارت صفحات أخرى الترويج لكذبة من نوع آخر قائلة إن الانفجار المدوي الذي سمع في جوبر إنما جاء بفضل "بطولات الجيش" الذي اكتشف نفقا "للإرهابيين" ونسفه بالمتفجرات.
وساقت بعض الصفحات الموالية هذه الروايات للتغطية على دوي الانفجار الهائل، فيما أقرت صفحات أخرى على استحياء بما حصل، متهمة الضابط المسؤول بتجاهل تحذيرات جنوده من وجود نفق تحتهم، وإصراره على بقائهم متمركزين في أماكنهم.
وقدر ناشطون عدد الذين قضوا في نسف المبنيين بالعشرات، بينما اعترفت بعض الصفحات المؤيدة بمقتل 15 عنصرا، منتقدة بشدة تمكن "المسلحين" من تكرار تجربة مباني النظام في جوبر بالذات، وسط عجزه شبه التام عن اكتشاف الأنفاق التي تساعد على بلوغ تلك المباني وتفخيخ أساساتها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية